الخبر وما وراء الخبر

مجزرة حي فروة.. رسائل الضحايا وأبناء الحي لأمريكا و كيان العدو [ الحقيقة لا غير]

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
23 أبريل 2025مـ – 25 شوال 1446هـ

تقريــر || عباس القاعدي

استعرض الإعلاميُّ حميد رزق في حلقة يوم الاثنين، 21 إبريل 2025م من برنامج [الحقيقة لا غير] الذي يُعرَضُ يوميًّا على شاشة قناة “المسيرة” الساعة السابعة والنصف مساءً، أبرزَ رسائل كلمة الرئيس مهدي المشَّاط التاريخية.

كما استعرض جانبًا من جريمةِ العدوان الأمريكي بحق سوق فروة في شعوب بأمانة العاصمة، ومعنويات الجرحى ووعيهم وثباتهم، وطبيعة الأهداف الأمريكية في اليمن التي تعكس فشل وتخبط وحقد وإجرام العدوّ الأمريكي ضد الشعب اليمني، بالإضافة إلى عنفوان أبناء الشعب اليمني وحيويته، الذين استجابوا لداعي الجهاد في سبيل الله وللمستضعفين في غزة.

أزاح الرئيسُ مهدي المشاط الستارَ عن قضية ظلت لدى البعض محل تساؤل وشك، خَاصَّة في ظل الدعاية الأمريكية وترويج وتضخيم الإعلام السعوديّ والإماراتي للعدو الأمريكي وقدرته على تحقيق أهدافه المتعلقة بالوصول إلى مقدرات القوات المسلحة اليمنية.

الرئيس المشاط كشف للعالم أن دولة العدوان أمريكا تعيش في السراب ولا تحقّق سوى الوهن، وما تزعم من نجاحات في اليمن ليست سوى جرائم حرب وحشية تطال المدنيين، مؤكّـدًا أن العدوان الأمريكي فاشل وقدراتنا العسكرية لم تتضرر ولو بنسبة 1 %.

وبهذه الكلمة التاريخية للرئيس المشاط التي أثارت حقد العدوّ الأمريكي عقب كشف فشله وضعفه للعالم، لم يطُل الوقت كَثيرًا بعدها حتى أعاد العدوّ الأمريكي تأكيد الحقيقة التي أشار إليها الرئيس، وذلك باستهداف سوق وحي سكني في منطقة شعوب.

ارتكب العدوّ الأمريكي، من خلال استهداف سوق فروة الشعبي والمكتظ بالمواطنين، مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة المجازر والجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة الأمريكية ضد المدنيين في اليمن منذ أكثر من عشرة أعوام من العدوان.

ضحايا مجزرة فروة التي ارتكبها العدوّ؛ بذريعة استهداف مخازن سلاح وقيادات الجيش والدولة -كما يزعم- هم من يوضحون الحقيقة عما إذَا كانت دولة العدوان أمريكا تستهدف ما تدَّعي من أكاذيب، أم أنها تستهدف أفرانًا ومحلات تجارية ومنازل المواطنين، لتضيف عارًا إلى عارها، وفشلًا إلى فشلها.

من خلال هذه المجزرة الوحشية، وما سبقها من مجازر ارتكبها العدوّ الأمريكي في مختلف المحافظات اليمنية، يجب على الجميع معرفة الأسباب الحقيقية لتلك المجازر، والمتمثلة في أن العدوان الأمريكي على اليمن يأتي بدافع المساندة الأمريكية للعدو الإسرائيلي، حتى يستمر في إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ولهذا فَــإنَّ كُـلّ التضحيات التي يقدمها الشعب اليمني؛ بسَببِ موقفه الإنساني إلى جانب الحق والمظلومين في فلسطين المحتلّة، لا تذهب سدى؛ لأَنَّ دماء الشعب اليمني وتضحياته ليست كأية تضحيات؛ فهي دليلُ صدق ووفاء الشعب اليمني، واستجابته الصادقة لداعي الجهاد في سبيل الله، وفي سبيل المستضعفين في فلسطين وغزة.

ولأن الشعب اليمني في إطار هذه المعركة العادلة والإنسانية، التي تعتبر جهادًا مع الله وابتغاء مرضاته، وحاشا أن يخذلَ اللهُ عبادَه، لن ينجح العدوّ في إرغام الشعب اليمني، ولن يثنيه عن مواقفه ومبادئه مهما عمل ومهما ارتكب من مجازر، وسوف يكتشف العدوّ الأمريكي وأي عدو في العالم أن الشعب اليمني أكثرُ صلابةً وأشدُّ عزمًا، وأقوى إيمانًا وأكثر مما يتصور الأمريكي نفسُه.

 

بإمْكَان العدوّ الأمريكي أن يستفيد من نظام العدوان السعوديّ حولَ تجربته القريبة في اليمن، لكنْ هناك شيءٌ في علم الله، والمتأمل في طبيعة الأهداف الأمريكية، لا يجدُ تفسيرًا سوى أن الله تعالى يريد لهذا العدوّ المجرم والظالم أن يقع في شر أعماله، وأن يسقُطَ ويفشَلَ ويُهزَمَ على أيدي أطهر الشعوب وأصدقها وأكثرها إيمانًا وثباتًا في هذا العالم، الشعب اليمني ومجاهديه الأبطال.

فسلامٌ عليكم أيها المجاهدون الثابتون في مختلف ساحات الجهاد، ثبات الجبال الشامخة إلى السماء، التي لا تهتز مهما كانت صواريخ وقنابل دولة العدوان الأمريكية وأدواتها ومرتزِقتها.

الشعب اليمني موقفه عظيم ومؤلم للأعداء، وإلا لما كلَّفَ العدوُّ الأمريكي نفسَه عناءَ حشد الأساطيل وإطلاق الطائرات وخسارة المليارات ليحاولَ إرهابَ الشعب اليمني، وإخافتَه وإجباره على الاستسلام، كما بقية الدول والشعوب الذليلة والمستسلمة.

لكن النتيجة الطبيعية بالنسبة للشعب اليمني مختلفةٌ عن تلك الشعوب؛ فدماء الحرية تسري في عروقه، والغَيرةُ تلتهبُ نارًا في صدره، ولسان حاله: هيهات منا الذلة.

شجاعة وثبات تحطّم معنويات الأعداء، وتفشل مخطّطاتهم، فالشعب اليمني يمتلك إرادَة لا تهتز ولا تتزحزح، وهذا نتيجة التوكل على الله والثقة بالله، وليست أمريكا أقوى من الله إذَا ما توكلنا عليه بحق وتحرّكنا وقدَّمنا التضحيات جهادًا في سبيله وابتغينا مرضاته، فَــإنَّ النصر قريب. إذن، من صنعاء إلى غزة عهدُ الوفاء والثبات، ومن غزة إلى صنعاء كُـلّ الإكبار والإجلال والمحبة والعرفان.

يجب أن يثقَ العالمُ بأن النصرَ على الكُفر والطغيان الأمريكي والإسرائيلي لا يتحقّقُ إلا على يد الشعب اليمني، الذي انتصر أجدادُه على الجاهلية الأولى، وعلى الرغم من المجازر والجرائم التي ترتكبُها دولة العدوان أمريكا، فَــإنَّها فاشلة، وقد خسرت عُنصرَ المفاجأة والمباغتة بشكل مبكر في عدوانها على اليمن.

وهذا ما أشار إليه الرئيس المشاط خلال اجتماع المجلس الوطني بأن القوات المسلحة اليمنية حصلت على معلومات كافية حول العملية الأمريكية في بداية التصعيد الأخير، وتم اتِّخاذ الإجراءات التي جعلت اندفاع الأمريكي فاشلًا.

وبعد حوالي شهر من العدوان والتخبط نستطيع القول وأمام هذا الإجرام: إن العدوَّ الأمريكي استنفد بنكَ أهدافه التي كان يزعمها؛ ما جعله يفرغ حقده ممزوجًا بشعور الفشل على المدنيين والمنشآت المدنية، ويعيش حالة من التخبط والفشل أوصلته إلى استهداف المقابر والأسواق.

يعتقدُ العدوُّ الأمريكي أن استهدافَ المدنيين وارتكاب المجازر سيخلُقُ ردّةَ فعل ضد القوى الوطنية تخدُمُ أمريكا وتسهِّل احتلالها لهذا البلد أَو ذاك، ولكن اعتقاده فاشل خُصُوصًا في اليمن، ورهانه كذلك على أدواته ومرتزِقته فاشل.

وكذلك كُـلّ تحَرّكات العدوّ الأمريكي في الجانب الاستخباري فاشلة، أمام جهود رجال اليمن وحماته الأشداء، الذين غيَّروا كُـلّ معادلات الحرب في المنطقة، وكشفوا كُـلّ مؤامرات العدوّ الأمريكي وأدواته ومرتزِقته في حزب الارتزاق “الإصلاح”، وكذلك المرتزِق طارق عفاش وأدواته، الذي تُعطِيه دويلةُ الاحتلال الإماراتي الدراهم؛ مِن أجلِ التواصُلِ والعمل الاستخباري.

تتواصلُ ملحمةُ الصمود والثبات التاريخية للشعب اليمني في مختلف الجبهات والساحات، الذي يتميَّز عن بقية الشعوب العربية والإسلامية بموقفه ودوره المشرِّفَينِ في مناصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة أعداء الله وأعداء الإنسانية في هذا العالم.

شعبٌ نجح في تجاوز كافة الأدوات والمرتزِقة المحلية والإقليمية التي كان يستخدمُها العدوّ الأمريكي لإعاقة تقدم مسيرته القرآنية وثورتِه غير المسبوقة في تاريخ العرب والمسلمين قديمًا وحديثًا.

العدوّ الأمريكي خلال هذه المرحلة في سباق مع الشعب اليمني ودوره التاريخي والحضاري، حَيثُ يريدُ أن تصبحَ كلمتُه هي العليا، وصوتُه هو الأقوى، من خلال حشد أساطيله وقواته، واستعراضه بها في البحار، والتي لاقَت مصيرَها عقب وصولها إلى أبطال اليمن، فَضاعت هيبتُه وانكسرت معنوياتُه؛ ولهذا يحاول إعادة هيبته من خلال المجازر والجرائم التي يرتكبها.

وفي مقابل العدوان الأمريكي يواصلُ الشعب اليمني صناعةَ ملاحمَ تاريخية لا مثيل لها في تاريخ العرب والمسلمين، وأصبح صوتُه في هذه المرحلة التاريخية أقوى من صَخَبِ الطائرات والسفن الأمريكية، وأصبحت يد الشعب اليمني هي الأعلى، وفاعليةُ موقفه أكثر تأثيرًا في وجدان ومشاعر الشعوب على مختلف دول العالم، وتحولت الجرائم الأمريكية الوحشية إلى دليل فشل ووصمة عار في جبين المجرمة أمريكا، لن تُمحَى عبرَ التاريخ.