وسائل الإعلام الدولية تعري الفشل الأمريكي في اليمن.. ما مصدر قوة اليمنيين؟
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
10 أبريل 2025مـ – 12 شوال 1446هـ
تقريــر || عباس القاعدي
يتطرق الإعلامي حميد رزق، في حلقة يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025م من برنامج [الحقيقة لا غير] الذي يعرض يومياً على شاشة قناة المسيرة الساعة السابعة والنصف مساء، إلى ما وراء استدعاء الولايات المتحدة الأمريكية للمجرم نتنياهو، وتغير نبرات التهديد الأمريكي في هذا التوقيت.
على عجل، استدعى الرئيس الأمريكي ترامب المجرم نتنياهو إلى البيت الأبيض في دعوة لم يتم الترتيب لها مسبقاً، وهو ما جعل الكثير من المراقبين والمحللين يتساءلون عن سر هذه الدعوة، وما المتغير الذي حصل في هذا التوقيت؟ وتأتي زيارة نتنياهو إلى أمريكا في ظل تصاعد العمليات العسكرية اليمنية، وتراجع نبرة التهديد التي كان يطلقها ترامب ضد اليمن من فينة إلى أخرى. ولهذا يؤكد الكاتب والمحلل السياسي حميد رزق أن حديث المجرم ترامب هو حديث كاذب، حتى وإن كان يتحدث بلغة أكثر تهذيباً عن التفاوض مع إيران، لافتاً إلى أن لغة التهديد والوعيد لترامب قد تراجعت، لكن شخصيته تدل على أنه “كاذب” و”مخادع”. ويلاحظ من خلال اللقاء مدى حالة الفتور والشعور بعدم الرضا من قبل نتنياهو، والذي يطمح إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكريًّا ضد إيران. ويتكرر التساؤل مرة أخرى: ما وراء الاستدعاء الأمريكي العاجل للمجرم نتنياهو؟ يرى الكاتب والمحلل السياسي حميد رزق من خلال استعراضه لهذه الجزئية في برنامجه [الحقيقة لا غير] أن من أهم الأسباب هو تصاعد الموقف الشعبي والاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي اندلعت في عدد من الدول العربية والإسلامية، وكذلك العواصم الدولية، بعد دعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الأخيرة. وكذلك صدور ولأول مرة دعوات للجهاد، من قبل بعض الهيئات الدينية الإسلامية، ومن بعض رجال الدين في بعض الدول العربية والإسلامية، منوهاً إلى أن العدوّ الأمريكي اليوم يرصد حالة الاحتقان والغضب في الشارع العربي والإسلامي، ومما يرتكبه العدوّ الإسرائيلي في غزة، وما يحدث من العدوان الأمريكي في اليمن، مؤكداً أنه لولا القمع والقهر الذي تمارسه الأنظمة العميلة، لخرجت الشعوب ولكسرت حاجز الخوف.
ويشير رزق إلى أن “الأمريكيين والإسرائيليين كلما شاهدوا قرب لحظة الانفجار والغضب الشعبي في العالمين العربي والإسلامي، يذهبون نحو التهدئة؛ بهدف امتصاص غضب الشعوب العربية والعالمية، ولذا نرى الأعداء يتراجعون عن جرائمهم الوحشية التي يرتكبونها في غزة واليمن ولبنان، ويسارعون بالحديث عن السلام ووقف إطلاق النار؛ من أجل التخفيف من الضغوط الشعبية على الحكومات العميلة، الخاضعة لهما.
وينتقل رزق إلى الحديث عن الادّعاءات الأمريكية الكاذبة حول تدمير القدرات العسكرية اليمنية، وحديث المجرم ترامب الذي تحدث خلال لقائه بالمجرم نتنياهو، بأن الحرب في قطاع غزة طالت، وأنه يرغب في إيقافها، وتطرقه إلى فشله في اليمن، ولكنه بلغه الخاصة.
ويلفت إلى أن ترامب وصف من سماهم “الحوثيين” بالمجموعة الصلبة، وهذا مؤشر على الفشل والعجز الأمريكي، وهو اعتراف أمريكي بالفشل، وأنه يواجه رجالاً أشداء أقوياء في اليمن، ولهذا يحاول ترامب إخفاء الفشل بالقول: “إنه قام بتدمير الحوثيين ومنعهم من إطلاق الصواريخ والمسيّرات”، وهذه مزاعم كاذبة بالتأكيد؛ كون القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها العسكرية وبشكل متكرر وشبه يومي، والجميع يعرفون مدى تخبط هذا المجرم وفشله، بل بات الإعلام العالمي يتحدث عن الفشل الأمريكي، وفشل ترامب في اليمن، مثلما كان يتحدثون عن هذا الفشل أيام إدارة الرئيس العجوز بايدن نفسه، والذي كانوا يصفونه بأنه ضعيف ومتساهل مع القوات اليمنية.
تحليلات حسب الأهداف والدعم
ومنذ بدء التصعيد العدواني الأمريكي ضد اليمن بقيادة المجرم ترامب، تحول الإعلام العالمي والإقليمي وحتى إعلام العدوان السعودي الإماراتي والمرتزِقة إلى تغطية ومتابعة يوميات العدوان على اليمن.
وأصبح لدى هذه الوسائل الكم الهائل من التحليلات ومن استضافة المرتزِقة والحاقدين، وبالتالي فإن المعركة اليمنية لم تعد مقتصرة على البحر الأحمر فحسب، وإنما هي موجودة في الفضاء الإعلامي، وعلى مستوى العالم بأسره.
واللافت للانتباه أن كلّ وسيلة من وسائل الإعلام الدولية والعربية، تنطلق في قراءة وتحليل الأحداث والمواقف اليمنية الشعبية والعسكرية، والمواجهة المباشرة مع العدوّ الأمريكي، بناءً على رغبة من يمولها ويقف خلفها، ولذلك يطغى على وسائل إعلام المرتزقة وتحليلاتها بشكل عام الحديث بلغة التحفيز لأمريكا لتستمر في العدوان على اليمن، وفي الوقت نفسه تعمل على تخويف اليمنيين من أمريكا ومن إسرائيل، وتقدم نصائح مجانية للأمريكي والإسرائيلي والسعوديّ والإماراتي حول المواجهة، وعن الطريقة لانتصارهم في اليمن.
ويرى رزق أن هدف المرتزقة من كلّ ذلك هو التشبث بنعال قيادات تلك الدول؛ كي يستفيدوا من أي عدوان، ويقدموا أنفسهم كمقاولين محليين، بحيث يستفيدون من الغازي والمستعمر.
وبخصوص التغطية لوسائل الإعلام العربية كالإعلام السعوديّ والإماراتي، يؤكد رزق أن هذا الإعلام ينطلق في تغطيته ومتابعته للأحداث في المنطقة، كما لو أنه الناطق العربي باسم الأمريكيين والصهاينة فيما يخص العدوان على اليمن، حيث يتحول مع أية غارة أمريكية تستهدف المدنيين في صنعاء وبعض المحافظات، إلى ناطق رسمي باسم العدوّ الأمريكي.
ويبين أن الإعلام العربي لا يكتفي بهذا الدور السابق فحسب، بل يقوم باعتماد أساليب التضخيم والتخويف، ويشن حرباً نفسية مصاحبةً للعدوان الأمريكي على اليمن، ويسعى لإرجاف المواطنين البسطاء وتخويفهم من خلال تهويل العدوان وتأثيراته ونتائجه، ويحاول أن يصنع المجد لأمريكا، ويضخّم قواتها قبل أن تطلب أمريكا منها ذلك.
وينتقل رزق لتوضيح صورة الإعلام الدولي، وتغطيته للعدوان الأمريكي على اليمن، لافتاً إلى أن الإعلام الأمريكي، ومن خلال قربه من دوائر القرار في واشنطن، يقدم معلومات ومعطيات مهمة. ونتيجة لهذا القرب من المؤسسات الأمريكية، فإن هذا الإعلام الأمريكي والدولي أيضاً قد كشف خلال الأيام الماضية عن معلومات تتحدث بقليل من الشفافية، وتؤكد أن ترامب لم يحصد سوى السراب في عدوانه على اليمن.
وخلال التغطية المتواصلة للأحداث في اليمن ونقل تفاصيل العدوان الأمريكي عليه، يمكن القول إن الكثير من وسائل الإعلام الدولية قد وصلت إلى قناعة تامة بأن الشعب اليمني عصي على الانكسار، ولا يمكن هزيمته.
ويشير رزق إلى أن وسائل الإعلام الدولية باتت اليوم تبحث عن السر وراء الفشل الأمريكي في اليمن، وأنه بدلاً من الحديث عن هزيمة اليمنيين واستسلامهم، أصبحت هذه الوسائل تتحدث عن أن اليمن أصبح قوة إقليمية كبيرة، واستطاع أن يفرض المعادلات في المنطقة، وأن يفشل أمريكا التي تتكبد خسائر كبيرة، وصلت إلى مليار دولار خلال 3 أسابيع فقط.
الثقافة القرآنية مصدر القوة:
لكن الحقيقة التي لا تزال مغيّبة عن الكثير من دول العالم، وعلى بعض اليمنيين أنفسهم، هي أن سر قوة اليمن في ثقافته القرآنية؛ فالشعب اليمني لديه ارتباط قوي بالله، وثقة لا حدود لها. ولو أنه كان بعيداً عن هذه الثقافة، وعن توجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- لما اتخذ موقفاً ضد أمريكا وإسرائيل، ولكن الانتماء الإيماني لهذا الشعب، والتوكل على الله، والثقة بالله، والارتباط بالله، والثقافة القرآنية هي سر الصمود والثبات، ومصدر القوة. وهي التي جعلت اليمن وشعبه يتحدى أمريكا، ويكسر هيبتها، ويكشف حقيقتها، كما قال الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- “أمريكا قشة”.
وهنا يوضح الكاتب والمحلل السياسي حميد رزق أهمية الثقافة القرآنية؛ فهي حصانة للنفوس من الحرب النفسية، وهي تقلق الأعداء وتخيفهم. لذا، تجدهم يتكالبون عليها، ويحاولون طمسها، والصد عنها، والتخويف منها، وتشويهها.
ويلفت إلى أننا هذه الأيام على أبواب الدورات الصيفية، وهذه الدورات لها الدور الكبير في إخافة الأعداء، وهي تعود بالفائدة على الأجيال التي تحمل راية الحق.
وهنا ندرك حرص الأعداء على تجريد الشعوب والمجتمعات العربية من العقيدة الإيمانية الإسلامية السليمة والصحيحة؛ لأنهم يعرفون أنه متى ما تسلح العربي والمسلم بالإيمان والثقة بالله، وعرف طريق الحق لارتباطه بدينه وربه، فلا يمكن أن يصبح مسلماً جباناً ولا ضعيفاً ولا مسلوب الإرادة، بل هو مسلم قوي عزيز شامخ شجاع، لا يخشى أحداً من طغاة الأرض، ولا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى.