الخبر وما وراء الخبر

شهادات دامغة لشبكة التجسس .. السفارة الأمريكية تحكم يمن ما قبل ثورة 21 سبتمبر!

6

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
20 أغسطس 2024مـ – 16 صفر 1446هـ

تقريــر||محمد ناصر حتروش

تظهر اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية مرة أخرى مدى الاختراق الكبير للمخابرات الأمريكية للواقع اليمني في مختلف القطاعات، وعلى رأسها الواقع السياسي.

وتأتي هذه الاعترافات لتكشف جانباً بسيطاً عن خفايا ما كان يدور من هيمنة أمريكية على السلطة السياسية في البلد، وتحريك السلطة والمعارضة لخدمة الأجندة الأمريكية، حتى لو كان ذلك على حساب اليمن ومصالحه الاستراتيجية.

ويرى رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر أن اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية حول استهداف الجانب السياسي احتوى على عدة ملفات، ولكن الأمر الخطير في تلك الاعترافات هو اختراق المخابرات الأمريكية للبرلمان اليمني”.

ويشير عامر إلى أن اختراق البرلمان اليمني معناه وصول أمريكا لسلطه الهرم، وبالتالي التدخل في الدساتير والقوانين بما يخدم المصلحة الأمريكية”، مؤكداً أن اعتراف شبكة الجواسيس عن الدور الأمريكي في استقطاب الأحزاب السياسية يثبت المساعي الأمريكية في السيطرة على المكونات السياسية، وحرف مسارها بما يلائم المصلحة الأمريكية، مبينناً أن تواطؤ غالبية المكونات السياسية كالمؤتمر والإصلاح وتنظيم الوحدوي الناصري أسهم في تحقيق المصالح الأمريكية داخل البلد طيلة الفترة الماضية.

وأشار عامر إلى أن اعترافات شبكة التجسس تثبت عمق الاختراق الأمريكي للدولة، وتدخله في كل شؤونها، موضحاً أن التدخلات الأمريكية جرت في كل مرحلة مهمة تمر بها الدولة كالانتخابات الرئاسية، واخترق ثورة الشباب السلمية مروراً بالمبادرة الخليجية ثم مؤتمر الحوار الوطني ومؤخراً التحضير العسكري للعدوان على اليمن.

ويذكر نصر الدين عامر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تمارس أجندتها في اليمن بكل سلاسة ودون أي اعتراض من منطلق مقولتها الشهيرة “فرق تسد” فكانت تدعم الأحزاب المعارضة، والحاكمة في نفس الوقت، وذلك لتعميق الصراع فيما بينهما، لافتاً إلى أن التدخلات الأمريكية في مختلف الجوانب السياسية منذ عقود من الزمن وحتى اللحظة تثبت مدى الحقد الأمريكي على اليمن، وسعيه الحثيث لزعزعة أمن واستقلال البلد.

ويذكر عامر أن الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل الحفاظ على مصالحها في اليمن استخدمت مختلف الوسائل والطرق الممكنة على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري والمجتمعي والثقافي.

وعلى الرغم من نجاح المخابرات الأمريكية في اختراق البرلمانيين اليمنيين والشخصيات السياسية في البلد إلاّ أن مكون أنصار الله وغيره من الشخصيات السياسية الحرة مثلت سداً منيعاً إزاء كل المؤامرات الأمريكية التخريبية في اليمن، وتمثل ذلك في الخروج الأمريكي المذل من صنعاء إبان ثورة 21سبتمبر.

و يؤكد عامر أن الولايات المتحدة الأمريكية استنفدت كل خياراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية الرامية لإخضاع اليمن ما دفعها لتحريك الدعاية المضللة والمشوه ضد أنصار الله بهدف الضغط الشعبي وقلب الحاضنة، مستدلاً بما ورد في وسائل الإعلام الأمريكية خلال الفترة المنصرمة، والتي أفادت عن مراكز أبحاث ودراسات أن الوسيلة الأنجع لهزيمة أنصار الله تكمن في الدعاية الإعلامية التشويهية، موضحاً أن الدعاية التشويهية مارستها المخابرات الأمريكية عبر عملائها طيلة العدوان على اليمن، وهو ما ثبت جلياً في اعتراف خلية التجسس، والتي أكدت توجيه المخابرات الأمريكية للشخصيات المجتمعية والسياسية، وكذا الإعلامية مسألة تشويه الأنصار في الأماكن العامة والمجالس ومنصات التواصل المجتمعي.

ويتطرق إلى أن تلك الدعاية مازالت حاضرة حتى اللحظة، الأمر الذي يدعو إلى أخذ الحذر والحيطة والعمل المضاد بشكل منطقي وصحيح وحكيم.

 

أحزاب وسلطة في كنف أمريكا

من جانبه يقول رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون عبد الرحمن الأهنومي:” كان الأمريكي يسوق الأحزاب عبر قياداتها ورؤسائها ويوجه قراراته ونشاطاتها وتوجهاتها”.

ويضيف أن الجميع سلطة ومعارضة كانوا يعملون بأوامر السفارة، وأن اليمن في الماضي لم يكن ذا قرار سياسي وطني مستقل، وإنما رهناً للأمريكيين من خلال السلطة والأحزاب والمنظمات، مشيراً إلى أن العمالة وصلت في السلطة السابقة إلى أن جعلت من السفارة الأمريكية الراعي للعملية السياسية في اليمن والمحكم للخلاف والصراع السياسي بين الأحزاب المختلفة”.

وخلال جولات المفاوضة التي خاضها الوفد الوطني المفاوض طيلة سنوات العدوان السعودي على البلد كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمارس حملات إعلامية تشويهية شرسة ضد حكومة صنعاء بهدف الضغط عليها لتقديم التنازلات وكانت تدار الحملات بشكل منظم من خلال شبكة من الجواسيس بحسب ما يقوله الناشط الإعلامي عبد الحميد شروان”.

ويضيف شروان في تغريده له على منصة “أكس” :”كان الكثيرون يتساءلون: لماذا مع كل جولة مفاوضات سياسية بين وفدنا الوطني والسعودية ومرتزقتها ومن خلفهم الولايات المتحدة، فجأة ودون سابق إنذار تشن حملات إعلامية تشويهية مكثفة غير مسبوقة وضخ شائعات مهولة ضد صنعاء؟.

ويواصل: “كنا أيامها نقول إن هذه الحملات هدفها الضغط على صنعاء لتقديم تنازلات في المفاوضات الجارية، فكان الكثيرون يستخفون بذلك ويستبعدونه، منوهاً إلى أن اليوم أحد الجواسيس، يؤكد أن كل تلك الحملات كانت تدار على نحو منظم من السفارة الأمريكية بهدف الضغط على الأنصار شعبياً لتقديم تنازلات مجحفة على طاولة المفاوضات.

وعلى المستوى العام تفاجأ العديد من اليمنيين بما تم كشفه من اعترافات لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية باستثناء الندرة من أصحاب الفكر النير والواعي والمدرك بخطورة المرحلة.

وفي سياق ذلك يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي علي جاحز: ” لم تفاجئني اعترافات الخلية التي تم بثها باستثناء معظم التفاصيل، فقد كنا نعيش وسط الأحداث، ونتفاعل معها ونحن -بفضل الله- نحمل وعياً عالياً بخطورة المخطط والمؤامرات، ولكنها جاءت لتكون شاهدة على صوابية نظرتنا المبكرة”.

ويضيف:”كان لدينا القناعة الراسخة بأن معظم النخب السياسية والعسكرية وأقطاب النظام والشخصيات الحقوقية والناشطين والناشطات، تحركهم السفارة الأمريكية، وأن ثمة مخططات وأجندات تدميرية أمريكا تشتغل عليها، وتديرها سفارتها عبرهم، ونلمس ذلك جلياً بحكم احتكاكنا بهم”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com