الخبر وما وراء الخبر

فضيحة الأسرى !!

113

بقلم / إبراهيم الحكيم


 

نحمد الله على عودة أسرانا، فهم يمنيون وأوجب الواجب إطلاقهم عاجلا لا آجلا.. ذلك أمر مفروغ منه.. لهم عائلات تتلوع لاحتضانهم نارا ودمعا ودما، ولا وجه لأن يستكثر البعض إطلاق سراحهم!!.. أو حتى يجرؤ أن يروم مقايضتهم بمكاسب أكبر لليمن !!.
أسرانا هم المكسب الأكبر للوطن وذويهم.. فأسرهم كان في ساحة وغى ذودا عن وطن، وينتمون إلى هذا الوطن، ولهم حق على هذا الوطن .. تلك هي قناعتي أمس واليوم وغدا.. ومن لديه أي تحفظ أو اعتراض، وتحت أي مبرر، عليه أن يجرب الأسر عموما، ولدى العدو السعودي خصوصا، عله يقنع !!.
المتتبع لروايات أسرانا العائدين وصور آثار تعذيبهم يدرك أن معذبيهم بتلك الوحشية أشقاء لساحلي الأسرى وسالخي جلودهم وناحريهم في عدن ولحج وأبين وحضرموت والضالع وتعز، وسجن “أبو غريب” بالعراق، ويتأكد يقينا أنهم أشقاء في الإجرام وفي الوالدين: السعودية وأميركا.
116 أسيرا يمنيا جرت مبادلتهم بعشرة أسرى من ضباط وجنود العدو، معلومة رتبهم وأرقامهم العسكرية وبيانات وحداتهم ومواقع تمركزهم، ولا وجود لأي شبهة في كونهم أسروا في مواجهات، ولا في أنهم عوملوا بكل إنسانية، بخلاف أسرانا الذين أسروا في بعض الجبهات الداخلية وباعهم “المرتزقة” إلى تحالف العدوان !!.
لا أدل على افتقاد من يسمون “مقاومة” أدنى قيم إنسانية أو أخلاقية أو قبلية أو دينية، قدر ما تنطبق عليهم صفة “المقاولة” للمال والسلاح وتدمير الوطن وسفك دماء الضحايا المدنيين والاتجار بأرواح الأحياء بممارسة السحت باسمهم وإغاثتهم وبيع من تيسر منهم لمن يدفع !!.
ولا غرابة أن يستمرئ هؤلاء النهب والسلب للممتلكات العامة والخاصة، ولا أن يقترفوا مجازر بشرية بحق أطفال ونساء فقط لاتهام من يتصدى لهم، والإيهام بأنهم “المدافعون الأخيار والمقاومون الأحرار” وانهم”المنقذون الأبرار والمحررون الثوار”، في ظل عاصفة الزيف !.
على كل حال، أقوال وأفعال هؤلاء الموثقة بالصوت والصورة، وحدها كفيلة بأن تظهر حقيقتهم لكل من يعقل ويبصر، ولا يستسلم لداء إمعية العقل وعصبية الجهل، وعاصفة زيف وسائل الإيهام المسماه وسائل إعلام، ولا تنفك تبث سموم تمزيق اليمن مناطقيا ومذهبيا وطائفيا وتؤجج الصدام.
لكننا في المقابل، نطالب بإحالة الأسرى من هؤلاء وأي معتقلين ومحتجزين بتهم إعانة العدوان وإرشاده أو التحريض على الفتنة، .. إلخ مخالفات القانون؛ إلى النيابة لتقرر في صحة الاتهام من عدمها، ومنها إلى القضاء ليبت في البراءة أو الإدانة بالجرم ويقضي بما يستحقونه من جزاء.
كما أننا لا نطالب بمعاملة أسرى العدو بمثل معاملته أسرانا: امتهانا وتنكيلا وتعذيبا، إنما معاملة إنسانية في حدها الأدنى، من دون فرط حفاوة وإكرام، فهؤلاء ليسوا ضيوفا بل مقاتلين أعداء وقعوا في الأسر، ولسنا في مقام منافسة أخلاق أو مبارزة قيم، فعدونا أثبت أنه بلا أخلاق أو قيم أو ضمير.
alhakeem00@gmail.com

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com