الخبر وما وراء الخبر

الفيتو الأمريكي .. مشاركة رسمية في جرائم الحرب الصهيونية

20

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
26 فبراير 2024مـ -16 شعبان 1445هـ

بقلم / حسين الديراني

للمرة الثالثة على التوالي منذ إندلاع الحرب العدوانية الإرهابية على قطاع غزة تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية ” الفيتو ” ضد قرارات مقدمة من دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي لوقف المجزرة والإبادة الجماعية في غزة ،

وكان آخرها إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار قدمته الجزائر بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

ولم تكتفِ الادارة الامريكية الشريرة باستخدام ” الفيتو ” بل أقرت حزمة جديدة من المساعدات الأمريكية للكيان الصهيوني الوحشي على غزة في مشهدٍ يبرهن تورط النظام الأمريكي في دعم العدوان الصهيوني على قطاع غزة”.

أن استخدام ’حق الفيتو‘ في العدوان الصهيوني على غزة، هو ممارسة عملية لغطرسة القوة، وطغيان النزعة الدموية، وعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ الفلسطينيين الأبرياء.
أن عجز مجلس الأمن عن إصدار قرارٍ لوقف العدوان الصهيوني على غزة بعد مرورِ أكثر من 4 أشهر، وسقوط ما يقارب الـ 30 ألف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء، وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، ويعبِّر عن عجز العالم وضعفه أمام صلف دولة واحدة لا تحترم قرارات باقي الدول المشاركة لها في القرار، وهي مأساة حضاريَّة بكل المقاييس مما يهدِّدُ بعودة حضارة القرن الواحد والعشرين إلى عصور العبودية والهمجيَّة.

إن المجازر المروعة والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلا بالوحشية والإجرام، والحصار المطبق القاتل المفروض على أكثر من مليونين ونصف مواطن فلسطيني هي جريمة تاريخية مشتركة بين الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية بشكل علني وجلي وواضح، ويشترك معهم في الجريمة دول عربية واسلامية قررت أن تسكت وتشاهد هذه المجزرة وهي مكتوفة الأيدي، ومساندة للعدوان الإرهابي بالخفاء تحت الطاولة.

قطاع غزة وبعد أكثر من 4 أشهر من العدوان الصهيوني الدموي مقبل على كارثة إنسانية لا مثيل لها في التاريخ حيث يتعرض كافة سكان غزة البالغ عددهم اكثر من 2.5 مليون مواطن فلسطيني إلى العطش والجوع والحصار القاتل، حتى علف الحيوانات تم طحنها وعجنها وخبزها وأكلها لإنقاذ الأنفس من الموت جوعا، حتى هذه الأعلاف نفذت وأصبحت نادرة، وآخر الأخبار المأساوية الواردة من قطاع غزة أن الاطفال والنساء والرجال يموتون في الشوارع عطشا وجوعا.

إن كل من يقضي نحبه بالقصف الإرهابي أو الحصار الغذائي في قطاع غزة هو ضحية العدوان الصهيوني الإرهابي والفيتو الأمريكي القاتل.

الفيتو الأمريكي هو سلاح فتاك يفوق فتكه إلقاء قنبلة نووية، وهو سلاح مدمر يعطي الضوء الأخضر والرخصة المطلقة للكيان الصهيوني لمواصلة إرتكاب المجازر الوحشية والإبادة الجماعية في غزة، وما التصريحات الأمريكية التي يطلقها السياسيون الأمريكيون بأن إسرائيل تستخدم الافراط في القوة العسكرية في قتالها في غزة ولا تتجنب اصابة المدنيين سوى ذر الرماد في العيون، فالوحشية الاسرائيلية الصهيونية لديها تفويض امريكي باستخدام كل وسائل الدمار الشامل لإبادة الشعب الفلسطيني.

ولا يمكن التفريق بين الادارة الامريكية والكيان الصهيوني.وماذا يعني قول بايدن ” اذا لم تكن اسرائيل موجودة فعلينا إيجادها ” فالكيان الصهيوني هو يد امريكا التي تبطش بها الشعوب الحرة في المنطقة، وهي التي تحقق لها كل اهدافها الاستعمارية والوحشية في المنطقة.

إن مواصلة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للفيتو ضد وقف العدوان الإرهابي الوحشي الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة هو إمعان في كشف توحشها وعدم أهليتها للمشاركة في أي حل سياسي في المنطقة، وعليها الرحيل من منطقة الشرق الأوسط مع ربيبتها الكيان الصهيوني حتى تنعم شعوب المنطقة بالأمن والأمان والسلم والاستقرار.

كاتب ومحلل سياسي لبناني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com