الخبر وما وراء الخبر

على تخوم الانتصار.. اليمن يدشن المعركة الفاصلة

16

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
18 يناير 2024مـ -6 رجب 1445هـ

بقلم// إكرام المحاقري

لطالما كانت دماء الشهداء هي من تسطر أحداث المعارك وتصوب مسارها، ولطالما كان الشعب اليمني في واجهة الصدارة لمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة، وما حدث في الآونة الأخيرة من الغطرسة الأمريكية في البحر الأحمر ليس إلا بداية لنهاية ذلك المشروع المستبد وإلى الأبد، ولن يكون البقاء إلا لمن يحمل في قلبه إيمان بالحق وقضية عادلة ومشروع حياة للبشرية.

قد يتجاهل البعض حقيقة التحركات والعمليات الأمريكية في البحر الأحمر التي تستهدف المنطقة، وقد يقول البعض أن تحركها هذا مبرر لحماية مصالحها ومصالح ربيبتها “إسرائيل”، ولكن الشعب اليمني وقيادته على وجه الخصوص يدركون خطورة ذلك التواجد وتلك القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة، فهذا في حد ذاته يشير إلى توسيع أمريكا لتسلطها على الدول العربية كما حدث في حرب الخليج وما سبقها من تحركات مشابهة، وما دون هذا الكلام لا يعد سوى مزايدات ومغالطات؛ حتى يتسنى للعدو فرض هيمنته وبقوة، لكن قوة الموقف اليمني قد حال دون إكمال الحلم الصهيوني للسيطرة على البحر الأحمر، وفرض هذا معادلات جديدة غيرت مجريات الاحداث وأعادت للعرب هيبتهم؛ حتى وأن لم تحسب الأنظمة الخائنة لذلك أي حساب، فمن يتحدث اليوم هو الشعب اليمني الذي فرض مصلحة شعوب المنطقة بعيدًا عن التطبيع ومشاريع الهيمنة.

لم يكن الموقف اليمني مجرد لقلقة فارغة، بل إن قائد الثورة قد حدد مجريات الردع للعدوان الأمريكي إذا ما قام بأي حماقة تجاه القوة اليمنية في البحر الأحمر، ومن ثم نفذ تهديداته، وأنّا لجرائمهم أن تمر دون رد؟! فقد تمت ترجمة القول إلى فعل، واحترقت أول بارجة أمريكية كعملية رد أولية كما صرح الناطق العسكري، وهي عملية مستمرة إذا ما واصلت أمريكا غطرستها، فالقوة اليمنية هي من تتحدث اليوم بصوت علا على أصوات مجلس الأمن النشاز الذي بادر كعادته لاستنكار العمليات اليمنية المشروعة، وهو الذي لم يحرك ساكنًا تجاه الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني والتي ترقى إلى درجة جرائم الإبادة للإنسانية، ولم يحترم هؤلاء المرتزقة أي قانون دولي مرتبط بحقوق الإنسان أو تلك التي تدعي محافظتها عن حقوق الأوطان.

ولأن العدو مصر على الاستمرار في جريمته فلن يقابل ذلك إلا استمرار الشعب اليمني والقيادة القرآنية الحكيمة في مواصلة مشروع التصدي لتلك الجرائم، ولكن بالطريقة اليمنية التي أخرجت العدو الأمريكي من مرحلة التستر بالعملاء إلى المواجهة المباشرة؛ ولتحترق بذلك أخيرًا وليس آخرًا، فهناك الملايين من أبناء الشعب ممن يطمحون لمواجهة أمريكا رأسًا، ولن تمثل قوتها “الهوليودية” أي عائق أمام عزم هذا الشعب، فقادم الأيام سيتحدث فيه المتحدثين عن خيبة أمريكية في البحرين الأحمر والعربي، ولن ينالها إلا ما نال عملاؤها وأذرعها في المنطقة طوال ما يقارب الـ 9 أعوام من العدوان والحصار، ولن يكون هناك أي مجال للمساومات والمفاوضات، وحتى لتلك الهدن المخادعة إلا بتنفيذ إرادة الشعب، فمن سيتكلم هي القوة لا غيرها ولن نستبق الاحداث، فالايام القادمة حبلى بالمفاجأت، وإن غدًا لناظره قريب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com