آن للمفعول به أن يحل محل الفاعل !
بقلم// أمة الملك قوارة
يعرفون جيدا ماذا تعني تحذيرات وتهديدات القيادة المنطقية، و ما سبق كان خير دليل وبرهان ولن يبقي الشعب اليمني مظلوما، ولن يستمر الحال على ماهو عليه في أن يكون الشعب فاقد لحقوقه ومرتباته وأهلية التصرف في ثرواته وخيراته، ولن يتم التغاضي عن استمرار نهب الثروات وتوادف الأساطيل للسيطرة على الخطوط البحرية والمياه الإقليمية اليمنية ومضيق باب المندب، ومحاولة جعل محافظة حضرموات قاعدة استراتيجية عسكرية وتموينية لأمريكا وشرذمت الداخل الجنوبي وتسليمه للقاعدة !..
يتبادر إلى أذهان البعض أن هناك هدنة ! باعتبار أن الحرب العسكرية قد توقفت ! بينما مايجري أشد وأعظم من الحرب العسكرية، وما أقبلت عليه أمريكا من خطوة ظاهرة أمام الجميع في محاولة فصل محافظة حضرموات عن اليمن لتضع أهلها بين خيارين يعرفون أي منهما أكرم لهم ! وإنزال أساطيلها في البحر الأحمر والعربي وإشعال نار الفتنة في الجنوب أكثر فأكثر؛ كي تشغل الجميع ويتم التغاضي عما تخطط له وتعمله فتسلب وتدمر وتنهب وتحتل كيفما أرادت ؟! وهذا وضعٌ قد يَقبل به من هانت عليه نفسه وباع وطنه وكرامته ودينه مقابل المكوث في جناحاتٍ فاخرة مؤقتة في فنادق الرياض ودبي ! مع تناول بعض من الفتات الذي قد يشبع طمعهم ! إما أن يكون هذا مُسلم به عند شعب يعرف ماذا تعني كرامته وحريته ! وقيادة حكيمة تعي جيدا تفاصيل ما يحدث فهذا من المحال أن يكون من المسلم به ، لذا جاءت خطابات القيادة الأخيرة واضحة وصريحة ولا مناص من تنفيذها إذا لم تعِ دول العدوان ذلك وفي وقت قريب جدآ، فالمحاورات غير الجادة وتحشيد الوسطاء دون جدوى والتلاعب بالأوراق بينما الواقع يعج بالخروقات والتجاوزات المدمرة للسيادة اليمنية ونهب ثرواتها ! وعن هذا فلن يستمر ! وكل تلك التحركات والأهداف أصبحت واضحة لدى الجميع شعب وقيادة والكل يعرف ما الذي سيحصُل إذا تم السكوت عليه وتقبل كل شيء وهذا ما لن يحدث ! …
إن المرحلة تحتم على المفعول به أن يتحول إلى فاعل ! وأن تتغير الموازين لصالحه، فسنن الله وقوانينه لم تقضِ بأن يدوم الظلم ويتمادى المتجبرين، فضلاً على أن ما حصل كان بمثابة تسع سنوات من الوعي والدروس والعبر التي فتحت عيون اليميين وغرست بهم الفهم للمتغيرات وايقضت وعيهم ، وارجعتهم بقوة إلى المسار الذي يجب أن يتمسكوا به، وأن يسلكوه في مواجهة الظروف والشدائد التي تعرضوا لها، والانتصار لأنفسهم بالله من المعتدين ! ، إن ما يحصل من تمديد للوقت والهدن المزعومة والخطط والأهداف تُنفذ على مساحة اليمن عامة وبمختلف الأساليب مع استهداف كل المجالات وتوسيع التفرقة المذهبية والمناطقية و شرذمة وتفكيك اللُحمة الليمنة وخاصة ما يجري في الداخل الجنوبي ؛ وذلك كله إنما هو استنزاف للوقت ولطاقة الشعب ولصبره وحتى لثرواته في سبقا للأحداث فيما إذا تحسنت الأمور لصالح سيادة الوطن وتم الحفاظ على مقدراته ، حيث يسعون لتثبيت جذور الاحتلال والعودة للوصاية الأمريكية تحت عدد من العناوين والمبررات كما هو واضحٌ في الجنوب وفتح الباب على مصرعيه للقاعدة، والكثير من الأهداف الاستعمارية التي بدأت تُنفذ بالفعل وغيرها الذي لا زال يلوح في الأفق، يحدث ذلك بينما الجميع يلحظ ويشاهد ذلك ! وهذا ما جعل خطاب القيادة الأخير صارما وموجها ودلائل ذلك وعواقبه معروفة ! وقد آن الأوان أن يتحرك اليمن شعباً وقيادة بثقله وإمكانياته ليحسم المعركة وليثبت أنه أصبح قوة لا يستهان بها؛ محافظاً بذلك على وطنه ومقدراته وثرواته وحدوده الإقليمية من دنس الغزاة المحتلين واضرابهم وأياديهم ..
إن لم يتم القبول بشروط المشاط فسيتم استقبال طائرات ومسيرات الصماد، والمناورات العسكرية اللآحقة والعروض العسكرية السابقة ما زالت أهدافهما ثابتة ولن تتغير، والرد الحاسم والصارم سيكون قريباً ، والاعتراف بدولة اليمن الموحدة بجنوبها وشمالها وبسيادتها يجب أن يحدث مالم فإن حقبة الطرق البحرية والجزر الاستراتيجية والجنوب المحتلة ستنتهي وستكون جميعها ضمن أهداف الرد عليها كونها ضمن سيادة اليمن ! والمياه الإقليمية اليمنية والجزر مع مضيق باب المندب لن يكون بيد أحد ما دامت اليمن تمتلك حق الدفاع عنها وحق امتلاكها، والسيطرة عليها بمفردها وحمايتها دون وصاية، كما أن تلك الثروات النفطية التي قد نُهب منها ما يعادل مئات المليارات لن تكون من بعد الآن مهدورة ضمن قائمة الغُزات وأهدافهم، والكتائب التي عُرضت ولا زالت تتخرج ستكون اليد الضاربة؛ للحفاظ على الوطن ومقدراته وثرواته وسيادته، ولن تكون تلك الدول التي جندتها أمريكا بمنأ عن الرد ولن تكون أيضا مشاريعها واستثماراتها بمأمن مطلقاً بينما اليمن تعيش ما تعيشه الآن بسببهم وعدوانهم ، وإذا رغبوا في أن تكون اليمن على ماهي عليه اليوم فسيأتي الدور عليهم ليعيشوا ما عاشته اليمن ! عن دول الجوار وعدوانها نتحدث وما الذي ستقع فيه مما لم تضع له أي حساب ، وهذا ما تم استوحاهُ من خطاب القيادة ! ما يجدر به الذكر هنا أن تلك الخطابات قد رسخت الإيمان بتحقيقها من قبل الشعب بعد تحقيق كل ما تُصرح به وأكسبت الشعب عامة حالة من القوة والثبات والإيمان بتحقيق النصر ثقة بالله وبسياسة القيادة الحكيمة والقادم سيحوي الكثير من التغيرات التي ستجعل العالم يعترف بسيادة اليمن وحقوقه ضمن قاعدة لا مكان في العالم سوى للأقوى فكيف بدولة ستكتسب قوتها من ربها وستثبت وجودها منطلقة من ذلك التوجه والمسار لتتحول إلى فاعل مؤثر إقليما ودوليا بعون الله…