الخبر وما وراء الخبر

لمصلحة من توسُّع الصِّراع الدَّامي بالسُّودان.

2

بقلم// عبدالباري عبدالرزَّاق.

يَمضِي المشروع الامريكي الصهيوني في تفتيت الوطن العربي واستهداف مصادر القوَّة لهذه الأمَّة ، ففي الوقت المُتأَخِّر الَّذي أدركت فيه الانظمة العربيَّة أنَّ الحرب على سُوريا كان خَطَأً ، أَندلعت الحرب في السُّودان وهي نفسُ الحروب الَّتي اشعلها الامريكيين والصهيانة في ليبيا والعراق واليمن وسُوريا تحت عناوين ومُسمَّيات مُختلفة وهدفٍ واحدٍ يخدمُ كيان الاحتلال  الصَّهيُوني .

البُرهان وحمِيدتي أدوات أمريكية اسرائيلية ، ولا مصلحة للشَّعب السُّوداني في صراعهما على السُّلطة ، وَمِن مصلحة الكيان الصهيوني تَدمير السُّودان وَتقسيمُها إلى دُويلات وكيانات مُتناحرة ، إضافةً إلى تهديد الأمن القوميِّ لجُمهُوريَّة مِصرَ التي  تمَّ تَطوِيقُها بمخاوف أمنيَّة على حُدُودِها مَعَ ليبيا وسُوريا وأزمة سدِّ النَّهضة الاثيُوبي .

لَمْ تشفع اتِّفاقيَّات السَّلام والتَّطبيع المُبكِّر مع كيان الاحتلال الاسرائيلي للأردُنِّ وَمِصرَ  ، فالبلدين يتعرَّضان لِمُؤامرةٍ كبيرةٍ وأزَماتٍ اقتصاديَّةٍ خَانقةٍ ، بَعدَ اضِّعافِهما  وَإِنهَاء أيِّ دَورٍ اقليميٍّ لِمِصرَ .

اختلفت أدوات البيت الأبيض والمُوساد الاسرائيلي في مجلس الخُرطُوم العسكريِّ على التَّشكيل القتالي لقُوَّات التَّدخُّل السَّريع ، وهُو الخلاف  الذي جَاءَ بإرادة أمريكية اسرائيلية ، حتَّى تَطوَّر إلى صراع داميِّ وحرب قد يطُولُ أمدُها .

ما كان للبُرهان أن يُصرَّ على قرار ضَمِّ هذه القُوَّات لو لم يكُن لديه ضوءٌ أخضر من الامريكيين ، وما كان لـ حمِيدتي أن يرفُض القرار لو لم تكُن لديه نفسُ الأشارة الأمريكية .

من السَّذاجة أعتقاد انظمة التَّطبيع أنَّ القُرب من كيان الاحتلال الاسرائيلي يحميهم  من نيران المُؤَامرة التي سيُحرقُهم بها المُوساد في يوم من الأيَّام   إذا لم تتدارك هذه الانظمة خُطورة تعاوُنها مع مخطط شرذمة الأمَّة وتُقسيهما ..والسَّلام تحيَّة .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com