الخبر وما وراء الخبر

الطريقُ إلى مكة !

7

بقلم// أمةالملك قوارة

وفيه يتحدث عن خطوات الوصول إلى الأرض الموعودة لهم بحد زعمه ومنها الجزيرة العربية ويخصُ المنطقة الشمالية من السعودية كالجزء الأبرز والمهم ! ويتفصل في شرح الطريق عبر البحر الأحمر وذلك لسهولة وقرب الوصول إليها ! كماحدد فيه خريطة إسرائيل العظمى التي لن تتحقق إلا بعد التهام الدول المجاورة ودول المنطقة جميعها، لقد كان بين طيات ذلك الكتاب جماحٌ مبالغ فيه كثيرا ! إنه كتاب “الطريقة إلى مكة” ولماذا كان هذا اسمه ؟ ذلك أن المقدسات في الأرض هي ملك لليهود بزعمهم وأن أرض الجزيرة موعودة لهم ! لذا اسماه بهذا عن المؤلف الإسرائيلي “أفي لبكن” نتحدث!

شرعت في حياكة العداوات والحروب بين الدول المجاورة لها وعززت من تواجد داعش والقاعدة ووفرت لهم الدعم المناسب وفتحت لهم أبواب احتوائها وعل المستشفيات الإسرائيلية التي تداوي عناصر داعش والقاعدة أبرز مثال على ذلك، ولقد أبعدت الكثير من الدول عن القضية إثر التطبيع ! بل حصل ما يفوق ذلك لقد اتجهت بالعداء نحو فلسطين حين محت فكرهم وحققت علاقات سياسية وثقافية قضت معها على معنى العروبة فيهم واستخدمتهم كأيد لها تضرب بهم حيث تشاء في عمق العروبة والإسلام ! إنها إسرائيل واليد الأخرى أمريكا التي تلتقيان بالتصفيق على انهيار الإسلام وتبدد ثقافة المسلمين، وهي الآن لا تحلم بإعادة هيكلها في المسجد الأقصى بل تهفو لبناء هيكلاً أخرا على أنقاض الكعبة المشرفة ! وكل تلك التغيرات التي حصلت ولا زالت تحصل والتي تصب كلها لصالحها علها تنتظر فقط أن يتم تسليمها مكة والأماكن المحرمة طواعية ! وعن دخول اليهود برجسهم إلى الحرم المدني والمكي في تعدٍ واضح وتميهد الطريق إلى الكثير من الأحداث التي ستنتهك معها أقدس مقدسات المسلمين وفي استهانة بقوله جل وعلا:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْـمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْـمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ما يثبت جدية تحركهم …

إن ما يحدث في السعودية من تغيرات في العقيدة وانسلاخ عن الدين وانهيار للأخلاق ومحو للمبادىء الإسلامية، وتبني للمشروع الحضاري الذي يُرى من على أطرافه السقوط إلى هاوية من الضياع كان نتيجة طبيعية للتطبيع مع إسرائيل وهذا ما يحدث أيضا في دول عربية أخرى مما يؤكد أن إسرائيل تسعى بجدية تامة إلى تحقيق مشروعها المنتظر “دولة إسرائيل العظمى” وهاهي الآن تسيطر على أهم عامل لتحقيق هدفها عامل تغيير الفكر ومحو مجد الإسلام كما يقولون ! وهنا يبرز السؤال هل ستقيم حرب للاستيلاء على المنطقة؟! إن الحرب الازدواجية العسكرية بالوكالة والثقافية قد قامت مسبقاً وذلك لا ستنفاذ طاقة الدول وتشرذمها وبالتالي سهولة القضاء عليها في أي وقت وإبعادهم عن عوامل القوة الإيمانية عندها سيكون انتصارها سهل وبأقل تكلفة ممكنة ! إن ما يدعو للاستغراب هو وقوع أغلبية الدول العربية في شراكها وبحماقة لا يمكن تصور تبعاتها المضيعة للأسس الدين والعقيدة والسيادة والحرية وحتى الكرامة، ولا مناص من تقديم الكثير من التنازلات إذا لم تعِ الشعوب أن ما تقوم به الحكومات هو تفريغ شعوبهم من ثقافة الاسلام مجملآ وتفصيلِآ وسحب داء الغرب المنفلت والمميت إليهم ! فالوعي هو العامل الأساسي الآن للخروج من المستنقع الذي يمكث فيه المسلمين ، وبالنسبة للتغيرات السياسية في المنطقة وبروز حركات المقاومة وعودة مصطلح الجهاد إلى مسار عمله الحقيقي هذا ماكان يجب على الكاتب الإسرائيلي أيضا صياغته ضمن أسطورة الوصول إلى مكة ! وعن تساوي كفة الميزان بين قوى الشر والخير في العالم أصبح قاب قوسين أو أدنى وعن مجد الإسلام سيعود حتى يشرق من على تل أبيب وهذا ما يجب على إسرائيل أن تضعه من ضمن احتمالاتها وعن الجزء الشمالي من السعودية لا خوفا عليه وسيأتي الوقت الذي سيتححر معه من سيطرت آل سعود وسيُصبح ملكٌ للمسلمين عامة وبأيدي جدآ أمينة ؟!…

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com