الخبر وما وراء الخبر

الشهيد القائد بنظرته القرآنية قدم للأمة الحل والمخرج

15

بقلم // أم وهيب المتوكل

عندما نستحضر بالأمس القريب نجد الشهيد القائد بنظرته القرآنية الاستباقية أدرك مكائد ومؤامرات وخداع الأعداء فقدم للأمة الحل والمخرج .

الشهيد القائد رضوان الله عليه – ونحن في ذكراه- ركز بشكل أساسي على الاستهداء بالقرآن الكريم، فأبصر به ، وسمع به ونطق به ، وتحرك مستنيراً بهُداه ، وهو بنظرته القرآنية الاستباقية كان يرقُب مسار الأحداث ، مدركاً من ذلك الوقت حقيقة مكائد الأعداء وطبيعة مؤامراتهم، ولم يكن ينظر إلى تلك الأحداث كما ينظر إليها البعض يعتبرها البعض أحداثاً آنية لها حدودها عند حدً معين مثلما يُروج لها.

ولقد أثبتت الشواهد الحية مابين الماضي والحاضر بأن العدو يستهدف أمتنا في كل المراحل في وجودها بكل ما للكلمة من معنى ، فحينما مثلاً أتى الاستهداف لأفغانستان ؛ كان البعض يتصور أن الأمور ستقف عند هذا الحد، ثم حينما أتى هذا الخطر إلى العراق؛ البعض ونحن منهم -أيضاً- لم تكن ذهنيته ونظرته وقراءته للأحداث تتناول ماهو أبعد من العراق.

وهكذا الأحداث في المنطقة متنقله من بلد إلى آخر، ولكن حينما أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ؛ فهي أتت أساساً وصنعت أساساً لتكون الذريعة البارزة للانطلاق، أو لانطلاق أخطر وأكبر مؤامرة على أمتنا في كافة شعوبها وبلدانها، وفي أكبر عملية تضليل وخداع فعلاً أكبر عملية تضليل جُعلت عنواناً لتحرك خطير جداً يستهدف أمتنا بشكل غير مسبوق وإلَّا الأمة مستهدفة على طول تاريخها ،لكن هذه المرحلة من الاستهداف مرحلة غير مسبوقة ، وهذا الاستهداف وصل إلى مراحل متقدمة تمثل خطراً كبيراً على وجود الأمة.

العدو استغل الوضع الداخلي السيئ للأمة والذي يساعد على نجاح كل مؤامراته،واقع ليس محصناً بالوعي ولم يعد محصناً بالقيم عمل منذ فترة طويلة، أثر تأثيراً سيئاً في واقع الأمة، المسار الداخلي للأمة في السياسات والتوجُّهات، كان كذلك عاملاً مساعداً إلى حدً كبير في أن تصل الأمة إلى واقع يُطمع أعداءها فيها بل ويقدم صورة عن الواقع للأعداء على أنه يمثل فرصة كبيرة جداً لأن تستغل استغلالاً إلى أقصى حد هذا ما يفعلونه هم، يستغلون هذا الواقع السيء جداً والمتردي، ويعملون ما يشاؤون ويريدون.

أمام هذا الخطر الكبير والتحدي غير المسبوق الشامل للأمة كل الأمة؛ تحرك السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بالمشروع القرآني، في مرحلة الأمة فيها أحوج ما تكون إلى العودة إلى القرآن من جديد ، إلى القرآن الذي هو كتاب الله سبحانه وتعالى، الذي هو الهدى يهدي للتي هي أقوم، الذي هو النور ،الذي يمكن أن تستضيء به الأمة في مواجهة كل الظلمات ، بل لإخراج الناس من الظلمات.

أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ، نحن قوم خاتم الانبياء والمرسلين -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- والشهيد القائد هو هادٍ لأمة جدة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هكذا عمل وهكذا استبصر بالنظر إلى الأحداث وإلى نور الله بالأرض إلى كتاب الله القرآن الكريم، وجد حاجة الأمة إلى العودة إلى القرآن الكريم، وقدم المشروع القرآني؛ لأنه أعظم مصدر للوعي والهداية ، ولأنه سيحمي لنا نظرتنا إلى الإسلام بشكله الصحيح وليس المشوه؛ وهكذا نجد في المشروع القرآني الشمولية والتكامل الذي يلحظ كل الساحات وكل المجالات وكل الاتجاهات، ويلحظ أيضاً في شموليته التحرر من الأطر الضيقة التي تكبل الأمة، على مستوى : الأطر الجغرافي ،أو الأطر المذهبية، أو الأطر….. في أي شكل من أشكالها الضيقة التي تكبل الأمة.

فلا حل ولا خراج للأمة إلا، بالعودة الصادقة والعمل الجاد بالقرآن الكريم لأنه هو،الضمانة الوحيدة التي يمكن أن تعتمد عليها الامة، وهو كما قال الله سبحانه وتعالى عنه: لا ريب فيه وقال عنه وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم٠

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم الشهيد القائد وجميع الشهداء وأن يجزيهم عنا خير الجزاء وأن يرزقنا السيرعلى نهجهم واقتفاء أثرهم وأن يحفظ السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي بعينة التي لا تنام.

# الذكرى _ السنوية _ للشهيد_ القائد 1444

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com