بقلم / عبدالرحمن مراد


منذ بدأت أحداث فرضة نهم تفرض نفسها على الخطاب الإعلامي والخطاب السياسي, بدأت معها حركة موازية يقوم بها ناشطون ينتمون في الغالب إلى جماعة الأخوان والقليل منهم يتعامل مع تلك الحركة من باب النكاية ومن باب التوافق في الهوى والميول , المضحك في الأمر أن ثلة من أبناء جلدتنا من أولئك الذين ترعرعوا على تراب هذا الوطن أنشأوا مجموعات وصفحات في شبكة التواصل الاجتماعي ويكتبون في المواقع :

لن ترى الدنيا على أرضي وصيا ” ويقولون أنهم يرفضون وصاية الحوثي وعفاش وأنهم سيغرقون اليمن دماً أحمر حتى يستعيدوها من وصاية الحوثي وعفاش وهم كما دل النموذج في عدن وفي المحافظات الجنوبية جزء من منظومة إستعمارية جاءت إلى اليمن لتحقيق حزمة أهداف غير وطنية ولن تكون , كما أن المبكي أن يصبح أولئك الرافضين لوصاية الحوثي وعفاش من المطبلين لوصاية بلاك ووتر والأمريكان وأعراب الخليج الذين يجاهرون بعداوتهم لليمن في إعلامهم وفي وسائطهم الإعلامية , ثم تجد من أبناء اليمن من يسفك دم أهله وعشيرته ويهدم المباني والجسور ويدمر المقدرات الوطنية ويخلق المبررات والتبريرات لفعل القتل والتدمير والحصار لا لشيء إلا لأنه يكره الحوثي وعفاش ولا يرغب في التعايش معهما أو لأنه وجد مبلغاً من المال فباع نفسه مقابل غرض زائل , القضية هنا في ثنائية قاتلة وهي تراوح نفسها بين المضحك المبكي, المضحك الذي نراه في تناولاتهم وهم يتحدثون عن الخبر الصادم وحين تأتي إلى تفاصيل الخبر الموصوف بالصادم في تناولاتهم تجده خبراً عارياً وربما كان خبراً صغيراً وتافهاً دالا على المستوى النفسي والأخلاقي أكثر من دلالته على الحدث وعلى الأثر المترتب على الحدث ” فالذين يستصغرون العظائم لا تجدهم يلتفتون إلى الصغائر , لكن الصغار في الرؤية وفي الهدف وفي المشروع يظنون الصغائر عظائم كما تدل على ذلك الأفعال والاحداث وصيغ التناولات الخبرية ومثل هذه الظاهرة برزت بشكل واضح بعد أحداث فرضة نهم التي تكبدوا فيها هزائم نفسية وثقافية وأخلاقية بل وإعلامية قبل الشعور بحقيقة الهزائم العسكرية وربما جاءت تلك الاخبار التي يتكرر معهم وصفها بالصادمة كتعويض نفسي ومعادل موضوعي ,

فالذين يذهبون إلى الفناء يجدون وجودهم في النيل من الآخر ومحاولة الحط من قدره , وكل طرف في المعادلة الوجودية يرى الآخر من الزاوية التي يجد نفسه فيها فالذين يتحدثون مثلا عن خذلان روسيا لصالح الحوثي أو خذلان إيران إنما يتحدثون عن حقيقة مخاوفهم ولكن بصورة بديلة ومغلقة , فروسيا مثلا لن يكون لها من موقف داعم ولكنها كانت تقف على الحياد من الملف اليمني وإيران التي يزايدون بها ليس لها وجود إلا في ” زقرنا ” أي في مغرد هادي ليس أكثر من ذلك , ل

إيران خطاب إعلامي داعم للقضية اليمنية ضد العدوان السعودي والعالمي على اليمن لكن لم نستبن موقفها السياسي ولا تزايد خارجيتها بالملف اليمني إلا طمعا في تحقيق كسب سياسي أما اليمن فقد كانت من الزاهدين فيه سواء في ماضيها أو في حاضرها ولا تعيش إيران “كفوبيا” إلا في أذهان حكام الخليج الذين تطرقهم تقارير الأجهزة الاستخبارية العالمية فيهرعون إلى قتل أهل اليمن ورجاله وتدمير أرض ومقدرات اليمن في حين تذهب الدوائر الاستخبارية الغربية التي ديجت التقارير بإبل أهل نجد والصحراء ونفط الخليج وأموال الخليج وكل المخزون الاحتياطي النقدي لمعالجة ماطرأ من أزمات اقتصادية بدأت تهدد وجودهم وكيانهم وتهدد التفاعل الحضاري الجديد الذي مل من الأساليب القديمة فابتكر أساليب حداثية يدير بها ومن خلالها حركة وجوده وتفاعله في هذا الكون, والغريب أن الضمائر الحية النبيلة والإنسانية في المجتمعات الغربية تتحدث عن حركتها وأهدافها وتعلنها على الملأ من الناس غير أن الغباء العربي والبدوي والصحراوي لا يكاد يفقه قول رئيس دائرة الاستخبارات الأمريكية الذي قال سنضع لهم إسلاماً يناسبنا غير إسلامهم الحقيقي ,

وذلك أمر قد يثير خاصية السخرية والضحك في الإنسان لكن المبكي أن يأتي من أعراب الصحراء في هذا الزمان من يقوم بتنفيذ تلك المهمة دون أن تدفع الخزينة الصهيونية والأمريكية سنتاً واحداً , إنهم يديرون حركتهم ووجودهم وتفاعلهم الحضاري بدمائنا وأموالنا . والأنكى من كل ذلك أن نرى الأخوان جزءاً مفصلياً من المشروع الأمريكي .
فهم ضد كل ما هو وطني ومع كل ما هو أجنبي وخارجي.. ولم نستبن مفهومهماً للوصاية.