الخبر وما وراء الخبر

استمرار العملية التعليمية مسؤولية الجميع.

14

بقلم// عبدالملك المساوى

خلال السبع السنوات الماضية من بدء العدوان كان المعلم والطالب في صدارة جبهات الصمود التي واجهت العدوان الغاشم والحصار الظالم والمؤامرات الدنيئة على اليمن بثبات، وكما لا زال المعلمون –جبهة توعية وتحدٍّ ومواجهة ضد الاستهتار والعبث بمستقبل الأجيال وحقوق الطلاب والطالبات

لقد استطاع المعلمون أن يواجهوا الضغوطات والتهديدات والشائعات والحرب النفسية، وأثبتوا بجدارة صموداً اسطورياً تجاه من يحاصرون اليمن واليمنيين ويستخدمون الأوراق القذرة – بما فيها ورقة المرتبات –بنقل البنك المركزي الى عدن والتأمر المستمر لاضعاف العملة الوطنية والتاثير على المنضمات الدولية وجعلها تتوقف عن صرف اي حوافز او دعم للمعلمين باي شكل وذالك لتحقيق مكاسب لم يستطيعوا تحقيقها بكل وسائل الإجرام والدمار التي استخدموها ،

لكن وبالرغم أن المعاناة كبيرة لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم بمافيهم التربويين في ظل ظروف العدوان والحصار والتدهور الاقتصادي وانعدام المرتبات إلا أن إحساسهم العالي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والتربوية الملقاة على عاتقهم بتربية الأجيال، فقد بدأوا الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2022م بكل إصرار لتعود الحياة وتدب الحركة كل يوم مع بداية كل صباح فهم سيظلون الجبهة الأولى..

إن مهمة التربية والتعليم ليست مقتصرةً على المدرسة فحسب بل للآباء وأولياء الأمور فيها النصيب الأكبر، والتعليم مستمر من بدء العدوان والراتب حق مكفول للمعلم ..وكذلك الحافز .. لكن ظروف العدوان والحصار تقتضي مزيداً من تعاون المجتمع وتوفير ما يمكن توفيره لتخفيف معاناة التربويين وذالك من خلال ايجاد آلية مناسبة لتفعيل المبادرات المجتمعية في مجال دعم المعلمين وتعميم التجارب الناجحة في المناطق التي نجحت فيها هذه المبادرات الخيرة في التخفيف من معانات المعلمين في تلك المناطق ولو بالشئ اليسير .. فالتعليم ضروري واستمراره يعد تحدياً للعدوان، والمعلم والطالب لا يقل اهمية عن المقاتل في الجبهة.

واستمرار العملية التعليمية مسؤولية مجتمعية علينا كدولة وحكومة وتربية وتعليم ومجتمع ومعلمين ومعلمات وآباء وأمهات لابد من استشعار الخطر الذي يسعى العدوان لتحقيقه كي تكون هناك مخرجات ضعيفة ومدمرة وهزيلة لتكون هذه المخرجات عائقاً كبيراً في التنمية الشاملة وحجر عثرة أمام أي تنمية حقيقية لليمن واليمنيين ،تريد دول العدوان إنتاج جيل متصارع أمي جاهل،

ان مواصلة التدريس بهمة عالية مهمة وطنية سيسجلها التاريخ لحملة مشاعل النور، وسيتوارثها الأجيال في حكاياتهم عن صمود آبائهم وأمهاتهم في وجه عدوان غاشم سافر قذر دمر الحجر والبشر ليمن الإيمان والحكمة لإشباع رغباته المكبوتة وتحقيق أهداف تخدم من يريد تمزيق اليمن والوطن العربي والامة الاسلامية برمتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com