الخبر وما وراء الخبر

ويسألونك عن طومر !!

34

بقلم / الحسين بن أحمد السراجي

حكاية أشبه بالخيال !!
لو لم تكن الوقائع موثقة ما استوعبتها عقول المجتمعات المادية التي لا توقن بالآيات رغم تجليها بينما تؤمن بالخيال والخزعبلات !!

إنه زمن المعجزات والآيات ولو لم ينقطع الوحي لكان فيما يحدث قرآن يُتلى !!
هاني .. الشاب الصغير ذو الإبتسامة الممتعة والوجه الملائكي ( ربما لم يبلغ العشرين من العمر ) هاني الذي تفوق حذاؤه قيمة الجالسين على الكراسي فليس ثمة مسئول يمكنه أن يوزن قلامة ظفر هاني ورفاقه !!

هناك أبطال كبااااار من أمثال هاني طومر وهنا متسلقون كبااااار يعيثون بتضحيات هاني وأبوقاصف وعبدالقوي الجبري ومعوض السويدي وغيرهم الكثير ممن غابت عنهم الكاميرات بينما تخلد ذكرهم في السموات !!

ما يزال المشهد الأسطوري الذي ظهر به هاني طومر وهو يتحرك بين وابل الرصاص لثلاث مرات متتالية هو الطاغي على حياة اليمنيين والمتابعين حول العالم حيث الحديث بلوعة وفخر عن هذا النموذج العجيب للشاب الفريد .
إيمان كامل .
فداء عجيب .
وفاء نادر .
إقدام بطولي .
شهامة غير منقوصة .
مروءة منقطعة النظير .
شجاعة مبهرة .
إختصر هاني كل الحكايات ورسم كل البطولات وتجاوز كل الشجاعات وأرسى كل القيم وقدَّم كل التضحيات وتحدى كل المخاطر !!

الرقم الصعب :
أقدم هاني طومر على ركوب موجة الفداء والخطر باختياره المهمة الأصعب لأي إنسان وهو يعلم يقيناً أن آماله في النجاة ضئيلة وربما مستحيلة لكنه يعز عليه رؤية الرفاق محاصرين في شِعبٍ وحاجتهم للطعام والرصاص والإسعاف وهم في مرمى بصره فهل يقف عاجزاً ينتظر المعجزات وهو قادر على صنعها ؟!
مصفحة مدرعة قاد بها الفصل الأول من مشهد الفداء بنجاح .

عربة مصفحة قاد بها مشهد الفداء الثاني وبنجاح أيضاً !!
طقم عادي كان خاتمة الفصول الطومرية التي نفّذها المجاهد الحر الشهيد أبوفاضل وكاد ينجح لولا تغيير موقع الرفاق مما جعله ينعطف ثلاث مرات متتالية ليخرج بعد إعطاب الطقم جريحاً يمضي بقدم ربما مكسور والرصاص ينهال عليه كالمطر لتعانق روحه السماء وترتوي تربة الوطن من دمائه الزاكية .

ما صنعه هاني طومر لا يصنعه جميع المجاهدين !! إنه اختبار عسير لفداء من الصعب اجتيازه بنجاح !! لكنه التوفيق الذي يصاحب الصادقين فقط !!

ويسألونك عن هاني طومر فقل لهم : هاني رقم صعب في معادلة الصراع بين الحق والباطل !! هاني طومر علَّمنا الكثير من دروس المجد والكرامة والإباء أبرزها أن الحياة لا قيمة لها إن لم تكن حراً عزيزاً وأن دين الله والوطن يستحقان التضحيات !!

ثلاثة فصول خالدة في آنٍ واحد كتبها أبوفاضل ثم رسم خطوطها العريضة ليبدأ تنفيذها في أرض الواقع حقيقة لا خيال فيها ولا أكشن !!
هاني كابوس العدو الذي وفَّى .
سلام عليك أيها الفدائي .
سلام عليك يا رمز الوطن .
سلام عليك يا شبل المسيرة .
سلام عليك وعلى جميع رفاقك الظافرين .
سلام على الوطن الذي يفخر بك .
سلام على جميع المرابطين .
اللهم احفظهم وسددهم وانصرهم .

#البطل_هاني_طومر_أبوفاضل

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com