الخبر وما وراء الخبر

للوعي والبصيرة لابد من الرجوع إلى التاريخ

35

بقلم/ عدنان الكبسي (أبو محمد)

كثير ما نتساءل ما هو الإنحراف الذي أدى لإستشهاد الإمام علي (عليه السلام)؟!، ولماذا تجرأت الأمة كل هذه الجرأة أن تقاتل أو تقتل خيرة رجال هذه الأمة؟!.

كثير ما نتساءل لماذا أُستشهد الإمام الحسن بالسم؟! ولماذا أُستشهد الإمام الحسين والإمام زيد وغيرهم من أعلام الهدى من أهل البيت بسيوف محسوبة على الإسلام؟!، لماذا أُستشهد خيرة الصحابة والتابعين والقائمين بالقسط بأيد أُناس محسوبون على المسلمين؟!.

طبعاً وبالتأكيد لا يقدم أحد على عمل معين سواء كان خيراً أو شراً إلا نتيجة قناعة جاءت من ثقافة ترسخت ربما لعشرات السنوات، لأنه كل ثقافة تترسخ إلى عقيدة لتصنع قناعة لتنتج عملاً ما.

فعندما نتأمل في بداية صدر الإسلام لا شك أنه حصل انحراف في واقع الأمة أدى ذلك إلى أن تقتتل الأمة فيما بينها فتكون الضحايا بعشرات الآلاف من القتلى والذين هم عهدهم من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قريب.

فعندما ننظر إلى واقع الصراع الذي حصل في عصر الإمام علي (عليه السلام) لابد أن نكون على يقين من أن هناك سوابق أنتجت الصراع بين الإمام علي وبين من قاتلوه سواء في معركة الجمل أو في معركة صفين أو في معركة النهروان.

ولكن لابد من أجل أن نستقرأ الأحداث التي حصلت بين الصحابة أن نتجرد من التعصب الأعمى، ونتأمل تلك الأحداث التي حصلت من بعد موت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولكن ليكون إستقراؤنا لتلك الأحداث من منطلق قول الله تعالى: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)).

لنعود إلى التاريخ لنأخذ الدروس والعبر حتى لا نقع فيما وقع فيه أولئك الذين انقلبوا على أعقابهم بعد رسول الله، ولتصحيح وضعيتنا في هذا العصر لابد من تصحيح نظرتنا إلى بداية صدر الإسلام، ولننظر إلى ذلك الواقع كما هو بعيداً عن العصبية والعنصرية.

كذلك عندما نستقرأ ذلك الواقع فإننا سنصحح ولاءنا وثقافتنا وعقيدتنا وتوجهنا، وسيتغير واقع الأمة برمتها إذا استقرأت تلك الأحداث بتأمل.

الأمة اليوم بحاجة إلى أن تعود إلى التاريخ لأخذ الدروس والعبر لنستفيد منها في واقعنا، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (عندما نعود إلى التاريخ لأخذ العبر والدروس، والتاريخ غنيٌ في أحداثه كلها وفي مراحله بأجمعها غنيٌ بأهم الدروس وأهم العبر التي نحتاج إلى الاستفادة منها في واقعنا المعاصر وتجاه ما نعانيه في هذه المرحلة).

وللوعي والبصيرة لابد من الرجوع إلى التاريخ والرجوع إلى كتاب الله العزيز، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه): (إن الحكمة أن تعود إلى التاريخ، وتعود إلى القرآن، وتأخذ العبر والدروس من خلال تلك الأحداث, وتأخذ المقاييس الثابتة والوعي والبصيرة من خلال القرآن الكريم هنا الحكمة).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com