الخبر وما وراء الخبر

الرئيس “الصّمّــــاد” والمحاربون القدامى ؛؛ الحلقــــــــــــة الثانية

33

بقلم / فاضل الشرقي

بعدَ أن عمل الرئيس الصمَّـاد مشرِفاً ثقافياً كُلِّفَ بالإشراف العام على قطاع الصعيد في محافظة صعدة الذي يضُمُّ مدينة “صعدةَ” ومديرية “سحار” وقادها بكل جدارة واقتدار، ثم كُلّف بعمل آخر “خاص” حتى انتصار الثورة في الـ21 سبتمبر من العام 2014م، ثمّ تمّ تعيينُه مستشاراً سياسيًّا لرئيس الجمهورية، وأسند إليه من قائد الثورة مهمةُ قيادة المجلس السياسي لأنصار الله، فخاض معتركُ الحياة السياسية جامِعاً بين الثقافة القُــرْآنية وفَنِّ السياسَة؛ ليصبح بذلك أعظم قائد سياسي حكم اليمن في أصعب الظروف وأحلك المواقف، بكلّ مهارة ولياقة، وجدّ واهتمام، وبالرغم من كُـلّ تلك المشاغل والأعباء، إلّا أن الرئيس الصمَّـاد كان يحنُّ لعمله الجهادي وجُعبته وبندقيته، وعندما تخلو به ويتفرّغ يحدّثك عن الحرب والجبهات، وزامل: “ما نبالي ما نبالي”، وزامل: “وأنا على رأس الجبل حليت من يبغى مكاني واشب وسط الليل نار”، وزامل:” حدّد الوقت واحنا نلتقي وان رجعنا فالمكالف طالقات”، وغيرها من زوامل الحرب والجهاد، ولقد قال لي ذات مَرّةٍ في جلسةٍ من هذه الجلسات أنّه يشعر بالملل من العمل السياسي ومنصب قيادة الدولة، وأنّه يشعر بالراحة والسعادة والطمأنينة عندما يجلس مع المجاهدين.

لقد كان الرئيسُ الصمَّـادُ يَعشَق الجبهات، ويطرَ لصوتِ الرصاص، ويحنّ للجعبة والبندقية أكثرَ من عشقه للسياسة، رغم إيْمَـانِه بأهميتها، وزياراته المتكررة لجبهات القتال في الحدود والجوف والساحل خير دليل على ذلك، فهو ابنُ المسيرة القُــرْآنية، وتربية الهداة الأعلام، وتخرّج من مدرسة الجهاد والبذل والعطاء، لا تغريه ولا تؤثر فيه السياسة والمنصب، و”مسحُ الغبارِ- عندَه- من فوق نعالِ المجاهدين أفضلُ من كُـلّ مناصب الدنيا” كما قال رضوانُ الله عليه.

كان الرئيسُ الصمَّـاد يُحِبُّ الزواملَ والقصائدَ ويقولُ الشعرَ الشعبي ويجيدُه لحناً ونَظْماً، فقد زارنا إلى محافظة ذمار يوم الاثنين 9-4-2018م، وبعدَ الغداء جلسنا معه جلسةَ وديّة وأخوية تبادلنا أحاديث جِهادية، ذكرنا فيها الحروب الست وأحداثها، ثم أهدانا هذا الزامل وهو زامل تكثرةٌ بالخير يقول فيه:

كثّر الله خيرَكم ما حنّ رعده
جودكم غطّى القمم.
بين أشبهكم على حاتم وجوده
كان غاية في الكرم.
يكرم الوافد سوا راجل وراكب.

الكرم والجود والشيمة ونجده
والشهامة هي لكم.
خيركم معروف في السّرّاء وشِدّه
ما تغير وضعكم.
من وصل لا عندكم شاف العجايب.

وقد أجبت عليه فوراً بزامل قلت فيه:

مرحبا بالرئيس الصمَّـاد مجده
فوق هامات القِمَم.
في زيارتكم لنا نخوه ونجده
ترتفع كُـلّ الهمم.
مرحباً وأهلاً بكم سايق وراكب.

اليمن ثابت على عهده ووعده
شعب غايه في الكرم.
في سبيل الله باذل كُـلّ جهده
عادته من ذو القدم.
من بحث عنه يلاقي للعجايب.

فقال: صحّ لسانك أمانة إنّك شاعر “حلقة”. قلت له: كيف شاعر حلقة؟ قال: به شاعر “حلقه” يقول الشعر بسرعة وهو وسط الحليقة، وشاعر بطانية ما يقول الشعر إلا وهو مفكر تحت البطانية مثلي بين أجلس في الزامل أسبوع!، وضحك وضحكنا جميعاً…. البقية يتبع في الحلقة الثالثة والأخيرة يوم غدٍ إن شاء الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com