الخبر وما وراء الخبر

ثورة الإمام زيد بددت ظلمات علماء السوء

31

ذمار نيوز || مقالات ||
[12 سبتمير 2020مـ -23محرم 1442هـ ]

بقلم || عدنان الكبسي

عندما رأى سلاطين الجور الخروج عليهم بين الحين والآخر، وأصوات الحرية تعلوا على أصواتهم، وكادت عروشهم تتهاوى، قربوا إليهم علماء السوء، يدرون إليهم الأموال ويقربونهم منهم، ويأمرونهم بتحريف مفاهيم الدين واختلاق الروايات والأحاديث المكذوبة لتدجين الأمة بطاعة الأمراء وإن ظلموا وإن فسدوا وإن ارتكبوا أبشع الجرائم.

علماء يقولون: سيحكم الأمة أمراء قلوبهم قلوب الشياطين على جثمان أنس، على الأمة طاعتهم والإذعان لهم، واطع الأمير وإن قصم ظهرك وأخذ مالك.

علماء يوجبون طاعة الأشرار، ويفرضون ولاية اللئام، والتسليم للطغاة، ومن لم يطيع سلاطين الجور يجب قتاله، ومن يخرج عن طاعتهم مات ميتة جاهلية، ومن شذ شذ في النار.

يعتمد الأمراء على العلماء عند كل جريمة يرتكبونها، ويلتجئ المجرمون إليهم ليشرعنوا لهم عدوانهم على كل من يخالفهم أو يخرج عن طاعتهم.

علماء السوء أبوا إلا أن يكونوا مع سلاطين الجور منبع الظلم والإضطهاد والطغيان والفساد، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (إن منبع الظلم ومنبع الجور ومنبع الفساد ومنبع الطغيان في هذه الأمة الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه بواقعها الذي نراه ونحس به ونعيشه منبع ذلك كله هم فئتان حكام وسلاطين الجور وعلماء السوء هذان الثنائيان هما اللذان أوصلا الأمة إلى ما وصلت إليه منبع الظلم والجور والطغيان).

علماء السوء هم من ثبتوا قواعد الطغاة وأسسوا بنيان الظالمين، وهم من منح الحصانة الجبارين، وهم من مكن المجرمين من إجرامهم وزينوا لهم سوء أعمالهم.

علماء السوء هم من جندوا الآلاف المؤلفة من أبناء الأمة ليقاتلوا تحت راية الظلم والطغيان، هم من حرضوا الناس ضد دعاة العدل، هم من كفر أهل الصلاح، وفسق أصحاب الخير، وجرم حملة الحق.

فبرؤية القرآن الكريم ومن خلال الاستقراء للواقع خرج الإمام زيد (عليه السلام) ثائراً في وجه الطاغية هشام بن عبدالملك وهو يدرك أن المشكلة الحقيقية للأمة هم سلاطين الجور وعلماء السوء الذين أثروا في وعي الأمة باسم الدين، وجعلوا طاعة الظالم من طاعة الله، وأباحوا دماء الخارجين على الظلمة حتى هيأوا الأمة بالقبول بالتطبيع العلني مع العدو الصهيوني كما هو حاصل في مرحلتنا الحالية.

فثورة الإمام زيد بددت ظلمات علماء السوء وكشفت عورتهم، وفضحت مداهنتهم للطغاة وسقوطهم المدوي أمام دنانير الأمراء ودراهم الحكام، وأكد الإمام زيد (عليه السلام) ذلك في رسالته الشهيرة إلى علماء الأمة.

فكما كانت ثورة الإمام زيد (عليه السلام) ضد جور وظلم هشام بن عبدالملك كانت أيضاً ثورة ضد علماء البلاط، ثورة تلاحق علماء السوء عبر الزمن، لأن علماء السوء أشد إجراماً حتى من حكامهم، لأنه لولا علماء السوء لما حكم الأمة ظالم، ولما جثى على صدر الأمة شرير، ولما ظهر في أوساط الأمة حتى عميلاً واحداً لأعداء الأمة.

ولقد عبر الإمام زيد الحبيب عن سوء واقع علماء البلاط بهذه الكلمات في رسالته إلى علماء الأمة حيث قال: (يا علماء السوء أنتم أعظم الخلق مصيبة وأشدهم عقوبة إن كنتم تعقلون ذلك بأن الله قد احتج عليكم بما استحفظكم إذ جعل الأمور ترد إليكم وتصدر عنكم، الأحكام من قِبلكم تلتمس والسنن من جهتكم تختبر يقول المتبعون لكم أنتم حجتنا بيننا وبين ربنا فبأي منزلة نزلتم من العباد هذه المنزلة فو الذي نفس زيد بن علي بيده لو بينتم للناس ما تعلمون ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون لتضعضع بنيان الجبارين ولتهدم أساس الظالمين ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمنًا قليلاً وأدهنتم في دينه وفارقتم كتابه، هذا ما أخذ الله عليكم من العهود والمواثيق كي تتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فأمكنتم الظلمة من الظلم وزينتم لهم الجور، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقارنة فهذا حالكم).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com