الخبر وما وراء الخبر

المرأة في كربلاء

31

ذمار نيوز || مقالات ||
[28 اغسطس 2020مـ -9محرم 1442هـ ]

بقلم || أم وهيب

المرأة الواعية لا تقل شأناً عن الرجل فصلاح المجتمع بصلاحها وهي صانعة الأبطال والمجاهدين والمرأة بدورها الخطير تستطيع أن تكون آلة الصلاح في المجتمع أو آلة الفساد فيه وقد سجلت كربلاء مرحلة من مراحل جهاد المرأة المسلمة وصمودها أمام الباطل على ساحة كربلاء تجلت أروع البطولات.

كما كان للرجال مواقف الأوفياء كان للنساء كذلك مواقف مشرفة مع الحسين عليه السلام ذهب غلام إلى الحسين (عليه السلام )استشهد والده في أول المعركة وقف أمام الحسين وقال يا أباعبدالله ائذن لي بالقتال قال الإمام عليه السلام هذا غلام قتل أبوه في أول المعركة ولعل أمة تكره خروجه ومن رحمته بابنها كان حريصًا على أن يعرف موقفها الغلام قال أمي هي التي أمرتني أمي هي التي أمرتني.

هذا موقف رائع للأمهات المؤمنات ومازال ثماره ممتد إلى عصرنا هذا في نساءاليمن وهن يدفعن بأبنائهن في ساحات العزة والجهاد في ميادين البطولة والشرف في ميادين الجهاد في سبيل الله ورضاه وإقامة دينه مثلما كان موقف أم وهب درسا ًمهماً وهي تدفعه إلى المعركة وتقول لاأرضى حتى تقتل بين يدي ابن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وقاتل حتى قتل فاحتزوا رأسه ورموا به إليها فمسحت الدم وأزالت التراب وهي تقول الحمدلله الذي بيض وجهي بشهادتك.

أيضاً صدرت أم الشهيد عبدالقوي عند تلقيها اتصال ممن هم سلالة يزيد ومعاوية بخبر استشهاد أبنها وكان جوابها نحن لا نستعيد ما قدمناه قرباناً في سبيل الله.

وهناك أيضاً بطلة كربلاء بنت أمير المؤمنين وسيد الوصيين زينب عليها السلام ضربت أروع الأمثلة لموقف المرأة الواعية فقد كانت بطلة أثناء الحرب وبعد الحرب ولم يصب أحد بمثل ما أصيبت ومع ذلك وقفت صامدة تنتظر الموقف بعد المعركة وشاهدت الرؤوس مرفوعة على الرماح والجثث ملقاة على الأرض والنساء حواسر فنادت زينب عليها السلام يا محمداه هذا الحسين على العراء وبناتك سبايا وذريتك مقتلة قضى عليها الصباء ثم كان لها موقفها البطولي مع ابن زياد.

وكذلك مع يزيد عندما أخذ يلعب برأس الحسين عليه السلام وهدته بخطبة بليغة قالت في أجزاءمنها أمن العدل ياابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا وقد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن يحدى بهن من بلد إلى بلد إلى أن تقول فوالله مافريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمك وسترد على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من عترته في حرمته ولحمته لنخصمنك حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين ،وحسبك بالله حكماً وبمحمد خصيماً وبجبريل ظهيراً إلى آخر الخطبة.

وبقيت زينب عليها السلام طوال حياتها تقدم ضروباً وألواناً من التضحية والفداء وبحمد الله شعبنااليمني العظيم تعلم الكثير من مدرسة الإمام الحسين عليه السلام وقدم الكثير من الأمثلة العظيمة والمشرفة من خلال رجاله ونسائه وأطفاله في مواجهة هذا العدوان الغاشم في مقارعة الجاهلية الأخرى.

وبرزت المرأة اليمنية مثلاً يحتذى به في العالم كله في صبرها وصمودها وثباتها وهي تقدم أباها أو أخاها أو أبنها أو زوجها بل البعض تقدم كل هؤلاء في سبيل الله بكل فخر واعتزاز.

كما أن إحياؤنا لهذه الذكرى تعبيرعن موقفنا المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم والظالمين في كل زمان ومكان وتجاه أفظع جريمة في تاريخ الأمة وداخل الأمة على أيدي محسوبين عليها من يستسيغها يمكن أن يستسيغ ويتقبل ويشرعن أي ظلم وأي فساد وأي إجرام وأن يقدسة فالذين يقدسون من مضى من الظالمين هم اليوم أنصار الظلم وحملة رايته في حاضر الأمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com