الخبر وما وراء الخبر

في رحاب الشهيد القائد. الحلقة ال(١٦) والأخيرة.

19

بقلم الاستاذ / فاضل الشرقي.

بداية العام ٢٠٠٣م قام السفير الأمريكي بزيارة مهمة لمحافظة صعدة هدفها معرفة الوضع عن قرب، وتحفيز السلطة ودفعها للتفاني أكثر في محاربة الشعار والمكبرين، وانطلقت معها حملة شعواء لطمس الشعار من كل المباني والأماكن والطرقات، ونشرت السلطة فرقها الميدانية المخصصة لهذا الغرض في كل مكان يعملون على مدار ال٢٤ ساعة تمهيدا لزيارة ممثل الدولة الأقوى في العالم.

انتقل الشعار للجامع الكبير بصنعاء مما أعطاه أبعادا هي الأكثر سخونة وأهمية محليا واقليميا ودوليا، وبدأت موجة جديدة للإعتقالات من ساحة الجامع الكبير بصنعاء اكتضت مها سجون الأمن السياسي بالمئات من المكبرين الذين ناهز عددهم ال(٨٠٠) شخص كانت السلطة في البداية تتخذ معهم الإجراءات الأولية ثم تقوم بنقلهم لسجن الأمن السياسي بمحافظة صعدة حتى اكتظ بالمساجين كذلك، مما اضطرها للإبقاء عليهم بسجن الأمن السياسي في صنعاء، وعجزت السلطة تماما عن إيقاف الشعار في الجامع الكبير بصنعاء كما عجزت من قبل في محافظة صعدة.

كانت الأمور أكثر سخونة وتفاعلا وتسير بوتيرة عالية، وسرعة فائقة، حينها طور السيد أساليب العمل ووجه الشباب في صنعاء بطباعة الشعار في لافتات عملاقة ووضعها فوق أسطح المنازل، وجدران البيت، ووجه الشباب الصعود لأسطح المنازل الساعة ال(٩) مساء كل ليلة مع أفراد الأسرة وترديد شعار الصرخة من أعاليها، كان السيد يقول لا زلنا في البداية، ويقدم الخطوات التي تجعل الشعار أكثر أهمية وفاعلية، ويتوسع شيئا فشيئا في تطوير أساليب العمل والتحرك.

لم يكن الأمريكيون على غفلة مما يحدث ويعتمل في الساحة اليمنية، ومع كل يوم يزداد قلقهم وتوترهم من تنامي العداء الديني في المساجد اليمنية حسب قولهم، ففي أواخر العام ٢٠٠٣م وبداية العام ٢٠٠٤م لا زلت أذكر جيدا أن مجلة المجلة اللندنية نقلت في أحد أعدادها الصادرة آن ذاك أن الخارجية الأمريكية بعثت للسلطة اليمنية بمذكرتي احتجاج تعبر عن انزعاجها وتشكوا فيها من تنامي العداء الديني في المساجد اليمنية الذي يقوده رجل الدين حسين بدرالدين الحوثي.

لم يتلق السيد الدعم والتضامن من أحد حتى عندنا شنت الحرب وقام العدوان عليه لم يتضامن معه أحد لا من الداخل ولا من الخارج، بل سارعت كل الأحزاب للإدانة والشجب والإستنكار، والتضامن والدعم والإسناد والتأييد للسلطة الظالمة، ونظامها القمعي الإجرامي، حتى يوم استشهاده انطلقت آيات التهاني والتبريكات من كل حدب وصوب، ولا زلت أذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه أول من بعث ببرقية التهنئة والتبريكات للرئيس الخائن والسلطة الظالمة في نفس اليوم إن لم يكن في نفس الساعة، ولعله قد نال جزاء فعلته تلك، فالسيد كان رجلا عادلا لا ترد له دعوه، وقد قال في أحد الدروس والمحاضرات أن الدول العربية والإسلامية تعاني الأمريين، وتعيش أسوء المراحل بسبب وقوفها في وجه الإمام الخميني “رحمة الله عليه” الذي كان إماما عادلا، والإمام العادل لا ترد دعوته كما روي عن رسول الله “صلوات الله عليه وآله” ومن المعلوم أنه لم ينل الإمام الخميني ما نال السيد الشهيد القائد “رحمة الله عليه” وقد رأينا ما الذي حل بالمنطقة بعد كارثة وجريمة قتله وتصفيته، وأي عقوبة حلت ونزلت بالجيش والنظام اليمني الذين تفرقوا شذر مذر ولا زالوا، ونالوا من الله وعلى أيدي جنوده الخزي والنكال، وإن الله للظالمين بالمرصاد.

إلى هنا آن لعنان قلمي أن يتوقف في حلقاتنا هذه على أمل أن يكون لنا وقفات أخرى في قادم الأيام إذا أراد الله وأذن بذلك.

السلام على الشهيد القائد، وعلى كل الإرواح التي استشهدت بين يديه، ولعنة الله وخزيه وغضبه الدائم على قاتليه وأعدائه إلى يوم الدين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com