إعدام النمر لإزاحة بن نايف
علي المحاقري
ارتبطت صورة رجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر دوماً في ذهن المواطن السعودي العادي بعداوته الشديدة لسياسات العائلة الحاكمة في السعودية خصوصاً في السنوات الأخيرة، وبرغم تعاقب الملوك وأولياء عهدهم إلا أن عاملاً مشتركاً قوياً ظل ثابتاً في معادلة إذلال أبناء الطائفة الشيعية وانتقاص حقوقهم والتحريض الرسمي عليهم، هذا العامل كان وزير الداخلية السعودي الأسبق نايف بن عبدالعزيز ونجله محمد من بعده.
وقد حاز نائف على مجمل انتقادات النمر أثناء توليه الخطابة في منابر مساجد مدينة القطيف قبل القبض عليه، بن نايف بدوره كان شديد الحرص على التعجيل بتنفيذ حكم الإعدام إعزازاً لذكرى والده خصوصاً بعد صدور الحكم ” الشرعي” عليه وأصبح التنفيذ قريباً جداً مع حلول ذكرى رحيل نايف بن عبدالعزيز إلا أن التفجيرات التي استهدفت بعض مساجد الشيعة في السعودية ورغبة السلطات في مداراة غضب أبناء الطائفة حالت دون التنفيذ.
حالة الصراع الراهن بين أقطاب العائلة السعودية على كرسي الملك خلفت من قضية إعدام النمر فرصة مناسبة للتخلص من محمد بن نائف باعتباره العدو اللدود للنمر، الفرصة ستصبح مواتية جداً إذا قامت هبة شعبية في المناطق الشرقية – وهي متوقعة.. وستصبح المملكة مطالبة محلياً وإقليمياً بامتصاص غضب الجماهير وأفضل حل بيد الملك حينها سيكون إبعاد بن نايف تماماً عن المشهد السعودي داخلياً ( متمثلاً في ملف الأمن)وخارجياً ( متمثلاً في ملف مكافحة الإرهاب) وبذا تزاح العقبة المتبقية بين محمد بن سلمان وحلمه بعرش مملكة الرمال.