الخبر وما وراء الخبر

 لا فرق بين المنطق الفاجر والعدوان الجائر.

38

بقلم / محمدالقعمي

منذ بدأ الجيش واللجان الشعبية في استراتيجية المواجهة الجديدة ، باستهداف بعض المطارات في السعودية حتى علا الصراخ والعويل عبر مختلف وسائل الإعلام ، وبدأنا نسمع ونقرأ ماتعرضه تلك الوسائل عما يولولون به عن أن الحوثيين كما يقولون يستهدفون أهدافًا مدنية لايجوز استهدافها والكثير من الكلام وتوصيفات الإدانة لهجمات الطائرات المسيرة ..!!!
هذا المنطق فيه من الغطرسة والاستكبار ما يساوي كل العدوان والإجرام والحصار الذي يستهدف المدنيين اليمنيين منذ الليلة الأولى ومنذ الاعتداء الأول والقصف الأول وهو مركز على استهداف أهداف محرمة دون أن نسمع تلك البكائيات والندب والولولة حين استهدف الجيش واللجان أنابيب النفط والمطارات وكأن هؤلاء الإعلاميون والسياسيون وغيرهم ممن شارك الإعلام السعودي صراخة وبكاءه وعويله كأنهم يتبنون منطق أنه :
# يجوز العدوان على اليمن ولا يجوز رد العدوان على السعودية والتحالف
# يجوز حصار الشعب اليمني وقتله بالجوع والأمراض والأوبئة ولايحق لأبناء الشعب اليمني أن يسعوا لرفع الحصار عنهم بأي وسيلة حتى لو كانت مشروعة في منطق القانون والعرف الدولي
# يجوز للسعودية ودول العدوان استهداف المطارات اليمنية وتدميرها وتدمير الطائرات اليمنية ولايجوز أبدا بعد خمس سنوات من الاستهداف للمطارات اليمنية والإغلاق الغاشم ومنع حتى المرضى والجرحى من الخروج عبرها للتداوي والعلاج بعد هذا كله ولايجوز أن يسعى الجيش اليمني لمواجهة هذا الإجرام وصده ولجمه ، ولايجوز أن يستهدف مطارات الدولة التي فعلت مافعلت بمطارات اليمن المدنية .. وإذا أصيب أحد في تلك المطارات علت نبرة التباكي الخبيث مع أن
١- السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله حذر النظام السعودي والإماراتي ونصحهم وأنذرهم قبل أي تحول استراتيجي منذ أن بدأت خطوات هذا التحول العسكري في المواجهة مع الذين اعتدوا ويعتدون على اليمن بدون أي وجه حق .. ولم يكن يحدث أي تصعيد من قبل الجيش اليمني إلا بعد عرض الحلول ومد يد السلام وبعد التحذير والإنذار بأنه في حال الإصرار على العدوان والاستمرار في الحصار واستهداف اليمن أرضا وإنسانا فهناك خيارات وهناك وسائل سيلجأ لها اليمنيون اضطرارًا للدفاع عن أنفسهم وبلدهم وكل ماهو من حقهم وتكفله القوانين والأعراف والشرائع ومع ذلك نسمع تلك التماسيح تذرف دموع الخداع والخسة كلما قام الجيش بعملية مشروعه .. الآن يتباكون باسم المدنية مع أنه ومنذ بدأ الجيش باستخدام الصواريخ والطيران المسير لم يحدث أن استهدفت الأحياء ولا استهدف المدنيون ، وكان أقصى تباكي الخداع السعودي هو استخدام مكة والكعبة للدجل والتضليل واستعطاف الناس الآن بعد تركيز قصف مطار أبها وجيزان ارتفعت أصوات العويل والتباكي باستخدام عبارات المدنيين مع أن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله حذر والجيش أيضا حذر وقالوا سنستهدف المطارات وغيرها من الأهداف الحيوية وندعوا إلى الابتعاد عن هذه الأماكن المستهدفة من هو ذلك الطرف الذي يُعتدى عليه وعلى مدى خمس سنوات وغدرًا وعمدًا وقصدًا وترصدًا لليمنيين ومع ذلك يتم ذكر التحول والهدف ويتم التحذير من الاقتراب من هذه الأماكن أو تحذير الناس المجاورين هاتوا لي في كل تاريخ الحروب الحديثة من فعل وسلك هذا السلوك الحضاري والراقي الذي يحترم حياة الناس في البلد الذي يمارس ضده أفجر أساليب الحرب ويستخدم كل محرم ويتعمد استهداف كل محرم ، ورغم هذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي والإفلاس لدى الخصم المعتدي نرى هذا المستوى من الشعور بالمسؤولية تجاه الناس في البلد الذي نظامه بذلك السوء والفجور والإجرام ونرى أعلى درجات ضبط النفس إلى مستوى المثالية والخيالية في الحرص على حياة الناس بذلك الأسلوب الذي يتم فيه الإعلان عن أنه سيتم استهداف الأهداف التالية فابتعدوا عنها ، قائد الثورة يحفظه الله في كل خطاب مرحلي ، والقيادة العسكرية كذلك انطلاقا من التزام توجيهات سيدي قائد الثورة يحفظه الله هم يكررون التحذير والتنبيه إذن أي لوم يمكن أن يُوجّه إلى الجيش اليمني ماهو إلا تباكي تماسيح وليس أكثر من غطرسة ومنطق فاجر من أي جهة أتى الطريقة التي تمارسها القيادة الثورية والعسكرية في مواجهة أطغى عدوان وأعتى إجرام هي طريقة حضارية في الحرب راقية إلى أبعد مدى لم تفعلها أكثر الدول تطورًا وامتلاكا للأسلحة الأكثر دقة والأكثر تقدما ، الدول التي تستخدم الأقمار التجسسية والأقمار التي يتم توجيه الأهداف باستخدامها ولديها أحدث الأسلحة وأحدث الطائرات بل هذه الدول هي التي تشارك النظام السعودي والإماراتي في كل هذا الاستهداف المحرم وتشارك في العدوان الفضيع والحصار الخانق وتساعد وتساهم في كل جريمة ومجزرة بحق المدنيين بل بحق الأطفال والنساء ومهما حاولنا أن نعطي مشهدًا واحدًا من مشاهد ضحايا قصف طيران العدوان أو وصف حالة من حالات المعاناة الكبيرة والكثيرة فلن تستطيع كل لغات العال

م أن تبكي هذا البلد وهذا الشعب لفضاعة مايواجهه وبشاعة مايتعرض له ، إننا في هذا القرن لم نسمع ولم نشاهد مثل هذه الجرائم والمجازر والآلام والأحزان في أي بلد ولم نسمع عن حرب إبادة وجرائم حرب ترتكب على مدى خمس سنوات ويكون موقف العالم والنظام العالمي هو السكوت والصمت ، بينما نرى هذا العالم وهذه الأمم المتحدة تقيم الدنيا ولاتقعدها من أجل شخص واحد قتله النظام السعودي الوهابي المجرم ..!!! فهل هناك نفاق أشد من هذا ؟!! وهل هناك تعامل أعظم في الحيف والميل وأبعد في الظلم من مثل هذا الذي نراه ونسمعه ؟!!!
إذن كل منطق يتجاهل مسلسل الإجرام والعدوان والحصار والمجازر والانتهاكات والتجاوزات وما ترتكبه طائرات دول العدوان وليس طائرات دولة واحدة طائرات حربية متوحشة لعدة دول تكالبت على بلد وشعب لم يحدث أن اعتدى على أحد من جيرانه كل منطق يتجاهل ما يجري علينا ماهو إلا منطق الطواغيت والشياطين والأبالسة ، منطق من تجرد من أخلاقه ومبادئه وتنازل عن عقله وداس ودفن ضميره وتخلى عن فطرته وألقى بآدميته ونحر إنسانيته وصلبها على جذوع الفرعنة ورماها وأحرقها في نار النمردة ، كل من يصمت على جرائم الحرب الكونية وحروب الإبادة التي تمارس منذ خمس سنوات ويدين ما هو من أبسط الحقوق في مواجهة هذا التجبر والتكبر والطغيان والهمجية والبربرية والوحشية المنقطعة النظير ؛ صاحب هذا المنطق مسخًا بشريا وليس إنسان ولابشر وإن ظهر في شكل البشر

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com