الخبر وما وراء الخبر

 خلال 1550 يوما من العدوان على اليمن: بشاعة الإجرام وصمت دولي مخزي  أكثر من 41 ألفا و157 شهيدا وجريحا خلال 1550 يوما من العدوان الغاشم على اليمن.

78

اعداد / أحمد يحيى الديلمي : في الثانية بعد منتصف ليل الخميس الموافق 26 مارس 2015م أيقظت اليمنيين غارات شنّها طيران دول تحالف العـدوان الامريكي السعودي الاماراتي ، هذه المرة أتى اصحاب المشروع بشخصه ليستهدف الـيمـن أرضاً وإنسـاناً وحضارةً بعد أن كان يمارس جرائم الاغتيالات وتصفية الشخصيات والتفجيرات ونسف المساجد في اطار المشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف اليمن ويحاول النيل من ثورة 21 سبتمبر المباركة.
من السادس والعشرين من مارس الماضي 2015م وحتى اليوم هي مدة كانت مليئة بالأحداث الجسام والعظام التي كانت كفيلة بكشف كل الأقنعة وإماطتها كلياً عن وجوه كثير من الدول والدويلات والمنظمات والمؤسسات وغيرها لتكشف بعد 1550 يوماً من العدوان الآثم والغاشم والوقح أن الشعب اليمني أرضاً وإنساناً يواجه عدوناً كونياً شاركت فيه كل دول ودويلات وكيانات العالم وعلى رأسها كياني العدو الإسرائيلي والسعودي والعدو الأمريكي بما يمتلكون من عصابات وشركات وتنظيمات إجرامية رسمية وتجارية منها القاعدة وداعش والجنجويد وبلاك ووتر وغيرها..
ومع غياب أي مشاعر الانسانية، تستمر جرائم العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي ومجازره الوحشية وتتخطى كل حدود الغوغائية والهمجية بضربات جوية عشوائية لا تميّز بين مدني أو غيره، وأصبحت تتعدى ذلك إلى أهداف مبرمجة في تدمير اليمن وبناه التحتية، في محاولة لإنهاء أي وجه للحياة باستنزاف موارد اليمن ومنشآته والقضاء على الحجر والمدر فيه، في ظل صمت دولي على كل هذه الجرائم.
وفي انتهاكات صارخة للقانون الانساني الدولي واتفاقيات حماية المدنيين ضرب العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي بكل تلك القرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط – ونفذ طيرانه قصفا مباشرا على تجمعات سكانية واسواق تجارية ومنشئات خدمية ومساجد وصالات عزاء وقاعات أفراح (احتفالات اعراس) وتجمعات للنساء فوق آبار المياه ومراكز للصيادين ومصانع مواد غذائية غيرها من الاعيان المدنية المكتظة بالمدنيين ، وعمدَ إلَـى تدمير آلاف المنازل وهدمها على ساكنيها، وكذلك هدم كلّ مقومات الحياة من مدارس، ومصانع ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَـاسية الخدمية وفي مقدمتها النفط.
وعندما تتحدث الأرقام تصاب بالدهشة والذهول ازاء ما ارتكبته قوى العدوان، حيث أصدر عين الإنسانية للحقوق والتنمية إحصائية توثق جرائم العدوان التي ارتكبها في اليمن منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م، حيث يوثق التقرير كل الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها العدوان الامريكي السعودي في حق المواطنين اليمنيين واستهدافه للبنية التحتية للبلاد وتدمير المؤسسات والمنشآت الاقتصادية وقصف مخازن الحبوب ومصانع المواد الغذائية والأدوية وتهديم المنازل فوق رؤوس ساكنيها وإحراق المطارات ومحاصرة الموانئ وقصف المدارس ومخيمات اللاجئين وغيرها من الجرائم البشعة التي ارتكبها هذا العدوان الغاشم.
مر 1550 يوماً على العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي الغاشم وخلافا لمضامين ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ما يزال المدنيين من الرجال والنساء والاطفال في اليمن يتعرضون للقتل المتعمد والقصف المباشر لمنازلهم ومساجدهم ومجالس عزائهم وقاعات اعراسهم وسيارات اسعافهم ومخيمات نزوحهم واسواقهم ومزارعهم ، حيث تقوم قوى العدوان بتجريب انواع الاسلحة الحديثة والخطيرة على رؤوسهم مستخدمة اسلحة كيمائية وتدميرية فتاكة ومحرمة دوليا على مختلف الاحياء السكنية والحقول الزراعية والمناطق التجارية في تعمد واضح لقوى تحالف العدوان على قتل اليمنيين وإبادتهم إبادة جماعية بصورة مخالفة لأحكام ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
وفي سياق هذا، وصلت احصائيات الضحايا من أَرواح البشر منذ بدأ العُـدوان وخلال 1550 يوما إلَـى ما يقارب 41 ألفا و157 شهيدا وجريحا من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، بحسب ما اوضحه مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، حيث أوضحت إحصائية صادرة عن المركز، أن العدوان تسبب في استشهاد 3 آلاف و605 أطفال، والفين و315 إمراة، و10 آلاف 243 رجلاً، فيما أصيب 3 آلاف و752 طفلاً، والفين و638 إمراة، و18 ألفا و964 رجلاً على مدى 1550 يوما من العدوان.

البنية التحتية كانت من أولى أهداف العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الإجرامي البشع والوقح حيث عمد منذ أيامه الأولى ضمن خطط ممنهجة لتدمير اليمن وبنيته التحتية ومنشآته الحيوية عامة وخاصة، حيث ذكرت الإحصائية أن العدوان دمر 15 مطاراً و16 ميناء و3 آلاف و384 طريقاً وجسراً و291 محطة ومولداً كهربائياً والف و722 خزان وشبكة مياه، كما دمر 503 شبكة ومحطة اتصال، وألفاً و881 منشأة حكومية، فيما بلغ عدد المنازل التي دمرها العدوان 445 ألف و685 منزلا.
وفيما يتعلق بالمنشآت الخدمية ذكر المركز أن العدوان استهدف الفاً و247 مسجداً، و378 مستشفى ومرفقاً صحياً، والف و33 مدرسة ومعهداً، و170 منشأة جامعية، و337 منشأة سياحية، و127 منشأة رياضية، و44 منشأة إعلامية، و238 معلماً أثرياً وخمسة آلاف و769 حقلاً زراعياً.
وبينت الإحصائية الأضرار في المنشآت الاقتصادية حيث دمر العدوان 344 مصنعاً و654 سوقاً تجارياً، وعشرة آلاف و174 منشأة تجارية، و836 مخزن أغذية، و701 شاحنة غذاء، و381 محطة وقود، و281 ناقلة وقود، وخمسة آلاف و830 وسيلة نقل، و382 مزرعة دجاج ومواشي، و451 قارب صيد، لتصبح أهم المنشئات الحيوية في اليمن خارج نطاق الخدمة بمساندة من قبل المرتزقة الذين هم أحد المستفيدين منها، لينعكس كارثياً على حياة مجمل اليمنيين
وختاماً
فإن فاجعة العدوان على اليمن ستظل الدرس الذي ينبغي أن يدرّس في مدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات ليدرك العالم بأسره حالة الغدر والخيانة التي تعرضت لها الأديان السماوية والمواثيق الدولية الإنسانية , بل ينبغي أن تكون فاجعة العدوان على اليمن المسالم وأهلها المؤمنون ، محور الندوات والمؤتمرات العالمية من أجل كشف جرائم ومن ساندهم أو أيدهم , وينبغي أن تنصب المحاكم في كل شبر من كوكب الأرض لمحاكمة كل من أسهم في استباحة الدم اليمني , ولن يزول العار الذي لحق بالإنسانية جمعاء ما لم يقام القصاص العاجل الذي يشفي الجراح اليمنية الغائرة التي بلغت كل بيت , بل أن على الانسانية في العالم أن تقيم المعارض المصورة بالصوت والصورة لتلك الجرائم ليعرف العالم الذي عاش غافلا ومخدراً على مدى 1550 يوماً حتى الآن عن جرائم العدوان البربري والوحشي ضد إنسان اليمن ولا يتخلى عن هذا الواجب الإنساني المقدس إلا من في صدره غل على الإنسانية ومن باع ضميره بالدولار وسلم عقلة لمن يدفع الأموال المدنسة لشرف التاريخ الإنساني , وليدرك العالم أن ابناء اليمن قد هزموا الضمائر الميتة والاموال المدنسة وفضلوا حرية الإنسان على عبوديته لغير الله الخالق جل في علاه, وأنهم قد قدموا دروساً بالغة الأهمية في مجال حقوق الإنسان ومفهوم الديمقراطية التي عشقوها وتربوا عليها من ذو فجر التاريخ الإنساني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com