الخبر وما وراء الخبر

البشير ونظامه البائد وتبعات ما بعد السقوط

34

بقلم | صادق المحدون

تتفاوت نتائج الحماقة حسب مسئولية ومكانة الأحمق الذي يرتكبها وشتان ما بين شخص أحمق عادي متهور ورجل يحمل مسئولية كبرى كرئيس دولة مطرود مثل عمر البشير الرجل المتهور والمتغطرس في آن واحد ، فقد صوابه واعمى الله بصيرته منذ أن شارك في الحرب على شعب عربي مسالم لا ذنب له الا لانه أراد العزة والكرامة له ولكل الشعوب ومنها السودان شعب عمر البشير .

البشير الذي وصل للسلطة عبر انقلاب مفبرك عام 1989م ولمدة 30 عاما مستغلا عاطفة وبراءة الشعب السوداني الذي يعد من أعرق الشعوب واكثرها قربا واخلاصا للقضايا العربية والإسلامية منذ بداياتها وهذا هو من أهم عوامل بقاء البشير في السلطة الذي كان يعد نظام أقرب إلى النظام الإسلامي بنظرة شبه إخوانية وبنظام عسكري بحت كان يتبنى دعم القضية الفلسطينية اعلاميا وشعبيا مما اسهم في نيل ثقة الشعب به نوعا ما لكنه كان في نظر أنظمة أخرى يشكل مصدر قلق ولو نسبي قيادى الحدود وهذا هو شأن نظرة أمريكا وإسرائيل وأنظمة الخليج.

اي نستطيع القول إنه كان قريب من محور المقاومة (إيران لبنان سوريا العراق) ، سياسات البشير الحمقاء سببت مشاكل وتحديات كبرى في السودان داخلية وخارجية استطاعت أمريكا التدخل وإثارة القلاقل وفصل جنوب السودان عن شماله والمسرحية لا زالت فصولها سارية المفعول ، الفقر والبطالة ارتفعت في شعبان بثرواته ومما زاد الطين بلة أن البشير اتجه إلى استرضاء الخارج على حساب شخصيته الفردية هربا من العقوبات وفي المقابل ازداد سخط الداخل والشعب الذي يفكر بحقوقه وقمة العيش ، ومع أن الأسباب الخارجية أكثر من الداخلية لسقوط البشير إلا أن الوعي السطحي المشتت للجماهير في ظل انعدام قيادات ذات ثقل شعبي موجه ضمن مشروع متكامل لتغييرالنظام بالكامل ويسقط اي تبعية للخارج سوف يعيد نفس النظام السابق بل وأشد منه وبشرعية الثوار البسطاء الذين سيحكمهم العملاء القابعون في بيوتهم ، البشير شأنه شأن الحكام العرب الذين يحكمون بعشوائية مفرطة وبدون بصيرة تسيطر عليها أهواء الماضي المغلفة بإرث ديني يستند إلى رموز امبراطوريات كهنوتية حكمت الامة على مدار التاريخ ولا تمثل إلا شذوذ عن مقتضى فطرة الدين الحقيقية ولا تستند في صراعها مع العدو على معايير حقيقية من القرآن يضمن لها الاستقلالية وأسباب النصر وسرعان ما تفشل وتصبح تابعة لقوى خارجية عدوة متربصة، كان لدى البشير عوامل قوة كبيرة منها قربه من حلف المقاومة الذي سيجعل منه نظام له شرعيته الكبير في دفاعه عن القضية الفلسطينية أمام شعبه الذي سيكسبه الود والولاء لهذا الشعب التي تسيطر عليه عاطفة الدين وثقافة التصوف السمحة وهي من أهم عوامل القوة بدلا من الارتماء في حضن تحالف العدوان ومشاركته الحرب ضد شعب وصف بالإيمان والحكمة وقضيته لا تقل عن قضية فلسطين المحتلة في قدسيتها ومشروعيتها ، لكن نز وات البشير وانزلاقه في مستنقع العمالة اوقعه في فخ كبير نتيجة أعماله وجرائمه والتي لم تشفع له عند اربابه من ال سعود والأمريكان الذين ينظرون إليه بعين القلق بما يمتلكه الشعب السوداني من مقومات الدين والعروبة والنهضة ،لم يستفد البشير من بشار الأسد وثمة فرق بين انبطاح الياء للبشير وصمود واستقامة الألف لبشار المقاومة في وجه الاستكبار .

من هنا على الشعب السوداني أن يستمر في ثورته ويواصل مستفيدا من تجربة الشعب اليمني العظيم شعب 21 سبتمبر الثورة الخالدة العابرة للقارات التي اقضت أنظمة الاستكبار الكبرى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com