الخبر وما وراء الخبر

العرب والتسابق نحو التطبيع مع أسرائيل . 2018/10/29

47

بقلم الكاتب/ محمد صالح حاتم.

اثارت زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الى مسقط مؤخرا ًالكثير من الردود والانتقادات والادانات من الشارع العربي والاعلامي وعبر شبكات التواصل الاجتماعي،وتعرضت عمان وسلطانها قابوس للكثير من الاتهامات ،وكأنها اول زيارة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني لمسقط، او انها او زيارة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني او مسؤل صهيوني لبلد ٍعربي!
وكأن السلطان قابوس اول قائد عربي يستقبل مسؤل صهيوني!
وكأن بقية القادة العرب يقودون جيوشهم لتحرير فلسطين، وان الجيوش العربية اصبحت على مشارف حيفاء وعلى ابواب القدس وتل أبيب وعكا وبيت لحم وجنين والجولان ومزارع شبعا، وان رايات النصر العربيه ترفرف فوق اسوار القدس وصيحات الله اكبر تصدح من مأذن القدس وقبة الصخره، ناسيين او متناسيين ان معظم الدول العربية لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل علنية او سرية ،وان كل يوم يثبت قادة الدول العربية خضوعهم وركوعهم امام عدوهم الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل للأراضي العربية، فمنذ اعلان قيام دوله الكيان الصهيوني في اربعينيات القرن الماضي أي قبل سبعون عاما ًمضت ،والعرب من سقوط ٍالى سقوط ٍافضع ،ومن هزيمة الى هزيمة أشد وانكر، وعدونا من ضعف ٍوشتات ٍوقله ٍالى قوة وتجمع وكثره،فعدونا يجهز ويستعد ويخطط لأنجاح مشاريعه واهدافه،ونحن رغم اننا اصحاب الحق واصحاب الارض المحتله والمغتصبه،لم نجتمع ولم نتوحد ولم نخطط كيف نستعيد ارضنا ونحرر مقدساتنا العربية من المحتل الصهيوني،بالعكس كل يوم نقدم التنازلات تلوا التنازلات ونتفرق ونختلف ونتحارب فيما بيننا،فالجار يحارب جاره،والقوي يتحكم في الضعيف ليزداد ضعف،وكل هذا يصب في مصلحه عدونا اللدود الكيان الصهيوني، الذي يسعى لتفريقنا وتمزيق وحدتنا العربية واشعال الحروب والفتن بيننا كعرب ومسلمين، ففلسطين في اعلامنا هي قضيتنا العربية الأولى ومن اجلها نعقد القمم الطارئة وندين ونشجب ونستنكر مايقوم به المحتل الصهيوني من قتل وسفك للدم العربي الفلسطيني، من ممارسات واعمال استيطانية ومصادره للأرضي العربية، ولكن مقابل هذا فأن قادة العرب يتسابقون نحو تل أبيب ايهم يكون السباق في التطبيع وأقامه العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان الغاصب، فمنذ اتفاقية السلام العربية الصهيونية بين مصر وأسرائيل والاردن في سبعينيات القرن الماضي واعتراف مصر والأردن بأسرائيل وتبادل فتح السفارات، والحجه هي تحقيق السلام العربي الشامل واستعادة الاراضي العربية وقيام دوله فلسطين حتى الآن ولم يتحقق اي سلام ولم نستعيد الاراضي العربية، بل كل يوم نفقد جزاء من ارضنا ونتنازل اكثر للعدو، الذي يقابل تنازلاتنا بالكثير من التعنت والغطرسة والرفض للسلام، فشعار الارض مقابل السلام ،لايعني الأرض المحتله فقط ،بل الارض العربية كامله من المحيط الى الخليج ومن الفرات الى النيل ،هذا هو شعار وهدف الكيان الصهيوني.
فالايام تثبت سقوط الأنظمة العربية وارتمائها في احضان الكيان الصهيوني والتطبيع معه مقابل الجلوس على كراسي الحكم، فهناك ثلاث دوله عربية لها علاقه دبلوماسية علنية مع اسرائيل وهي مصر والأردن وموريتانيا، وبقية الدول لها مكاتب تجارية وتبادل للزيارات بين المسؤلين في اسرائيل والبلدان العربية.
فزيارة نتياهو الى مسقط لن تحقق السلام العربي الشامل ،ولن تعيد الاراضي العربية ،ولن تلغي قرار تهويد القدس واعلانها عاصمة للكيان الصهيوني، ولن تمنع نقل السفارة الأمريكية الى القدس،بل ستكون مسقط هي بوابه العبور الى صفقه القرن .
وان هذه الزيارة لن تكون الاخيره لمسؤل صهيوني الى مسقط اوعوصم خليجية او عربية اخرى، بل ستتبعها عدة زيارات،فلا تلوموا عمان وسلطانها، فهي دوله من ضمن الدول العربية التي لاحول لها ولاقوه ،والسلطان قابوس رغم حكمته وتقديرنا لمواقفه العربيه المشرفه الرافضه المشاركه في الحروب العربية العربية كماهو حال الحرب والعدوان على اليمن وسوريا، ولكنه لايستطيع ان يقف منفردا ًضد الكيان الصهيوني وسياسته في المنطقه ،مادام والكبار قد انحنوا وركعوا امام اقدام هذا الكيان وقيادته كما هو حال مملكة بني سعود ومصر والأردن وتركيا وباكستان والسودان وبقية الدول العربية والاسلامية ،وكذلك قيادة السلطة الفلسطينية ومن يدعون انهم قادة فلسطين وزعماء ثورته التحررية.
##وعاشت فلسطين حرة ًعربية .
والقدس الشريف عاصمتها الأبدية ##.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com