العامري: ما يجري في جنوب وشرق اليمن صراع نفوذ بين أطراف العدوان وليس انسحابًا إماراتيًا حقيقيًا

10

ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||

31 ديسمبر 2025مـ –11 رجب 1447هـ

أكد أمين سر جبهة التحرير الجنوبية عارف العامري، أن مجمل التطورات التي شهدتها الساحة اليمنية منذ نهاية نوفمبر الماضي، مرورًا بأحداث شهر ديسمبر كاملة، وصولًا إلى الغارات الجوية السعودية على ميناء المكلا والتصريحات المتلاحقة من مختلف الأطراف، وانتهاءً بإعلان الإمارات انسحابها الكامل من اليمن، تؤكد أن ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة هو صراع نفوذ بين أنظمة تحالف العدوان، وليس حدثًا طارئًا أو وليد اللحظة.

وأوضح العامري في مداخلة على قناة المسيرة، أن الصراعات بين أطراف التحالف ليست جديدة، إذ تعود جذورها إلى نزاعات جغرافية وسياسية وعسكرية واقتصادية ممتدة عبر عقود، مشيرًا إلى أن كل طرف يحاول اليوم تقديم نفسه كالأداة الأكثر كفاءة لتنفيذ الأجندة الأنغلوصهيونية في المنطقة، ولم يجدوا ساحة أنسب من الأراضي اليمنية الجنوبية والشرقية المحتلة لتحقيق هذه الأهداف.

وأضاف أن هذه الأجندات تُنفذ عبر مرتزقة محليين جرى توظيفهم كأدوات رخيصة لخدمة مشاريع النظامين السعودي والإماراتي، لافتًا إلى أن الحديث عن منح مهلة للإمارات لسحب قواتها خلال أربع وعشرين ساعة انتهى دون انسحاب فعلي على الأرض، رغم إعلان وزارة الدفاع الإماراتية عن إنهاء ما تبقى من وجودها العسكري، تحت مسمى فرق مكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع الشركاء.

وتساءل العامري عن جدية هذا الإعلان، مذكرًا بأن الإمارات سبق أن أعلنت عام 2019 انسحابها الكامل من اليمن، في حين بقي وجودها العسكري قائمًا، خصوصًا في الجزر اليمنية والمنشآت الاستراتيجية التي أنشأتها خلال السنوات الماضية.

وبين أن النظام الإماراتي لم يتخلَّ عن قواعده العسكرية ومطاراته في جزيرة ميون، وعبد الكوري، وسقطرى، إضافة إلى الموانئ الواقعة على الساحل الغربي كميناء المخا.

ولفت إلى أن أبوظبي انحرفت عن الإطار المعلن لتحالف العدوان، الذي قُدم كتحالف سياسي عسكري، واتجهت نحو فرض سيطرة مباشرة على الموانئ والممرات المائية التجارية الحيوية، وهو ما بدأ يثير قلق النظام السعودي في الآونة الأخيرة، خاصة مع محاولات الميليشيات المدعومة إماراتيًا، وعلى رأسها ما يسمى بالمجلس الانتقالي، السيطرة على المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، ولا سيما النفط والغاز في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة.

ورأى أن هذا القلق السعودي لا ينبع من حرص على وحدة اليمن أو على معاناة الشعب اليمني، وإنما من تضارب المصالح داخل معسكر العدوان، موضحًا أن المستفيد الحقيقي من هذه الصراعات ليس اليمنيين، وإنما الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية.

وشدد على أن اليمن أكدت منذ اليوم الأول لعدوان 26 مارس 2015 أن الهدف الأساسي من العدوان هو تقسيم اليمن وتجزئته تحت عناوين مضللة، على رأسها ما يسمى بإعادة الشرعية