سوق الخميس يحتضن إبداعات أطفال دار الأيتام ويعلمهم الاعتماد على الذات
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
31 ديسمبر 2025مـ –11 رجب 1447هـ
أطلقت دار الأيتام في صنعاء مبادرة تعليمية عملية تهدف إلى تعليم الأطفال مهارات الإنتاج والتعامل مع المجتمع مباشرة، من خلال مشاركتهم الأسبوعية في سوق الخميس، حيث يعرضون منتجاتهم اليدوية والمأكولات المحلية المصنوعة بأيديهم.
وأوضحت مسؤولة العلاقات في دار الأيتام بصنعاء، حمامة الشاوش، أن فكرة المبادرة بدأت بتوجيه من أستاذ محمد أبو طالب بالتعاون مع مؤسسة بنيان، بهدف تمكين الأطفال من الاحتكاك بالمجتمع، والتعود على سوق العمل، ومواجهة تحديات الحياة العملية منذ الصغر.
وقالت في حديث خاص لبرنامج نوافذ على قناة المسيرة: “الفكرة كانت غاية في الروعة، ومن الأسبوع الأول كانت التجربة ناجحة، حيث تفاعل الطلاب بإيجابية مع السوق، وأبدوا حماسًا للمشاركة والتعلم”.
وأضافت: “المنتجات التي يشارك بها الأطفال تشمل المأكولات المحلية مثل السمبوسة والبيتزا والحلويات، وكلها مصنوعة من مكونات محلية، مع إعداد مسبق بمساعدة الأمهات البديلات والعاملات في الدار لتعليم الأطفال مهارات التحضير والإنتاج”.
وتابعت: “يشارك الأطفال كل خميس في السوق، حيث يتعلمون كيفية التعامل مع الزبائن، وفهم قيمة المال، وتحقيق دخل بسيط، لكن الأهم هو اكتساب مهارات الحياة والعمل الجماعي، وتنمية الثقة بالنفس والاستقلالية”.
وتطرقت إلى التحديات التي واجهت المبادرة، قائلة: “كون الأطفال صغارًا، كانت هناك صعوبات في البداية، لكن بدعم الأمهات البديلات وتوجيه العاملات في الدار، تمكن الأطفال من التغلب على هذه العقبات وتعلم مهارات جديدة، وهو ما انعكس إيجابًا على سلوكهم وثقتهم بأنفسهم”.
وأشارت الشاوش إلى التفاعل الكبير من المجتمع: “لاحظنا تجاوبًا رائعًا من الزبائن، حيث أبدى الناس تعاطفهم ودعمهم للأطفال، ما عزز شعورهم بالانتماء والفخر بما يقدمونه”.
ولفتت إلى أن دار الأيتام يسعى لتحويل الرعاية إلى تمكين وإنتاج مستمر، مع مشاريع تعليمية في مجالات مثل الخياطة، النجارة، الحدادة والطاقة الشمسية، ليكون كل طفل قادرًا على الاعتماد على نفسه عند خروجه من الدار، وليصبح له مشروع ومهارة تؤهله لمستقبل مستقل”.
ووفقًا لحمامة، فإن الأيتام مسؤولية المجتمع ككل، وليست محصورة داخل الدار، ومثل هذه المبادرات تساعد على دمجهم في المجتمع وتعزيز قدراتهم وثقتهم بأنفسهم منذ الصغر.
