سياسي لبناني: تصريحات الشيخ نعيم قاسم ترسم معالم المرحلة المقبلة بين لبنان والعدو الصهيوني
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
29 ديسمبر 2025مـ – 9 رجب 1447هـ
أكد الكاتب والمحلل السياسي فراس فرحات إن تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حملت رسالتين واضحتين وحاسمتين، تشكلان إطارًا سياسيًا وأمنيًا لترتيب المرحلة القادمة في العلاقة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، برعاية مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح فرحات في مداخلة على قناة المسيرة، أن الشق الأول من التصريحات كان موجّهًا إلى الداخل اللبناني، حيث أكد الشيخ قاسم أن المقاومة “التزمت بما يجب الالتزام به وفق ما سُمّي اتفاق تهدئة لإيقاف النار”، وهو الاتفاق الذي فُرض بطلب أمريكي، ونص عمليًا على “التزام المقاومة بوقف النار والانسحاب من الجنوب، مقابل انتشار الجيش اللبناني على الحدود”.
وأضاف أن الشيخ قاسم شدد في هذا السياق على أن “المقاومة طبّقت هذا البند بالكامل”، في رسالة واضحة تؤكد التزامها بما طُلب منها داخليًا، وتفنّد أي ادعاءات حول تقصيرها أو خروجها عن التفاهمات.
وأشار إلى أن الرسالة الثانية في كلام الشيخ قاسم كانت موجهة مباشرة إلى العدو الإسرائيلي، الذي “تنصّل من الاتفاق منذ اللحظة الأولى”، واستمر في الاعتداءات اليومية، وعمليات الاغتيال، والتصعيد الميداني العالي على الحدود اللبنانية، في انتهاك فاضح لكل التفاهمات.
وبيّن فرحات أن كلام الشيخ قاسم جاء متزامنًا مع ما سماه “تناغمًا خطيرًا” بين المرحلة الثانية التي تحدث عنها رئيس الحكومة اللبنانية، وبين الخطاب الصهيوني الذي يناور لتوسيع العدوان داخل لبنان وكسر معادلة المقاومة، بغض النظر عن أي اتفاقيات أو معاهدات.
ورأى أن النقطة المفصلية في حديث الشيخ قاسم تمثلت في قوله إن “المقاومة بعد اليوم لن تلتزم بما يُملى عليها من قبل الولايات المتحدة”، ولا بالوساطات التي تدخل يوميًا عبر حكومة خاضعة، تناور خارج المصلحة الوطنية، وتضع أمن العدو الإسرائيلي في مقدمة أولوياتها.
ولفت إلى أن الشيخ نعيم قاسم كان واضحًا وحاسمًا عندما أكد أن الدولة اللبنانية غير مطلوبة لأن تتحول إلى شرطي لحماية العدو الإسرائيلي، مشددًا على أن السيادة اللبنانية وأمن الشعب هما الأساس، في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية والتصعيد المفتوح على الحدود.
