حمية: خطاب السيد القائد شكّل محطة مفصلية في تشخيص الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
29 ديسمبر 2025مـ –9 رجب 1447هـ
حذّر الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور علي حمية، من مخاطر متصاعدة لمخطط إقليمي تقوده الولايات المتحدة والعدو الصهيوني، يستهدف إعادة رسم خارطة العالم العربي والإسلامي عبر التفتيت والسيطرة على الممرات البحرية والنقاط الجيوسياسية الحساسة، وفي مقدمتها القرن الإفريقي واليمن.
وأوضح حمية في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الاثنين، أن ما كان يُدار في السابق في الغرف المغلقة بات اليوم يطفو إلى السطح، حيث انكشفت المؤامرات وظهر الخبيث من الطيب، مؤكداً أن محور المقاومة بات اليوم صاحب الموقف الأخلاقي والسياسي الصحيح في مواجهة مشاريع الهيمنة والوصاية.
وأشار إلى أن خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي شكّل محطة مفصلية في تشخيص الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمة، من خلال تأكيده على أن العدو الصهيوني كيان غير شرعي، ولا يملك أي حق أخلاقي أو قانوني في منح الشرعية أو سلبها عن أي دولة أو كيان في المنطقة.
وبيّن الباحث في الشؤون الاستراتيجية، أن المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يمتد من شمال العالم الإسلامي إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، من كازاخستان وصولاً إلى المغرب، عبر شبكة تحالفات وأدوات محلية وإقليمية، من بينها أنظمة خليجية، وعلى رأسها الإمارات، التي تلعب دوراً محورياً في تسهيل التغلغل الصهيوني في عدد من الساحات.
وأكد أن ما يجري في سوريا، وغزة، وأذربيجان، والسودان، والصومال، وجنوب اليمن، ليس أحداثاً منفصلة، وإنما حلقات في مشروع واحد يهدف إلى تفكيك الدول، وضرب الجيوش، والسيطرة على الممرات المائية، وفرض واقع جديد يخدم مصالح العدو الصهيوني والولايات المتحدة.
ولفت الدكتور حمية إلى خطورة التواجد الصهيوني في الصومال، معتبراً أن أي وجود عسكري أو سياسي للعدو الصهيوني في هذه الساحة يُعد اعتداءً مباشراً، ليس على الصومال فحسب، بل على الأمن القومي العربي والإسلامي، وعلى اليمن بشكل خاص، في ظل ما تحمله هذه الخطوة من تهديد مباشر للملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
وأفاد أن اليمن يختلف عن بقية الساحات، كونه دولة مقاومة خاضت مواجهة مفتوحة مع العدوان الأمريكي الصهيوني لثماني سنوات، وراكمت خبرة عسكرية وسياسية جعلتها رقماً صعباً في معادلة الصراع الإقليمي.
وبين الباحث في الشؤون الاستراتيجية، أن العدو الصهيوني، بعد فشله في تحقيق أهدافه عبر الجبهة الشمالية، يسعى اليوم إلى فتح جبهة جديدة من الجنوب، انطلاقاً من القرن الإفريقي، وبالتحديد من ما يسمى “أرض الصومال”، في محاولة لتطويق اليمن وتهديده عبر البحر والمنافذ الاستراتيجية، محذراً من سيناريوهات قادمة قد تشمل اعترافاً مشتركاً بين الولايات المتحدة والعدو الصهيوني بما يسمى “جمهورية أرض الصومال”، في خطوة خطيرة تعيد إلى الأذهان سيناريو تقسيم السودان، وتفتح الباب أمام موجة جديدة من التفتيت في القارة الإفريقية.
وشدد حمية على أن ما يجري اليوم يستدعي موقفاً عربياً وإسلامياً موحداً، يقوم على استعادة مفهوم السيادة، ورفض التطبيع، ومواجهة مشاريع التفكيك، مؤكداً أن الوحدة العربية باتت ضرورة وجودية لإنقاذ ما تبقى من كرامة وسيادة الأمة، مضيفاً أن خارطة المواجهة باتت واضحة، وأن محور المقاومة، وفي مقدمته اليمن، يملك اليوم الوعي والإرادة والقدرة على مواجهة هذا المشروع، مهما تعددت أدواته وتشعبت ساحاته.
