رسائل سيبرانية تضع نتنياهو تحت المجهر الأمني

2

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
28 ديسمبر 2025مـ – 8 رجب 1447هـ

في تصعيد جديد للحرب السيبرانية والنفسية ضد كيان العدو، وجّهت مجموعة الهاكرز “حنظلة” رسالة غامضة ومشفّرة عبر منصة “إكس”، حملت إيحاءات أمنية لافتة تتعلق بتحركات قادة الاحتلال، وذلك بالتزامن مع استعداد رئيس حكومته المجرم نتنياهو للتوجه إلى الولايات المتحدة.

وجاءت الرسالة بصيغة رمزية غير مباشرة، استخدمت فيها المجموعة مفردات مستوحاة من عالم الطيران والأمن السيبراني، في إشارة إلى رحلة جوية يُعتقد أنها تخص نتنياهو على متن طائرة تابعة لشركة “زيون وينغ” باتجاه مدينة ميامي الأمريكية.

وتضمنت التدوينة عبارات توحي بوجود مراقبة وتتبّع، وحديثاً عن “تيارات خفية” و”أسرار تحلّق مع الرحلة”، في تلميح إلى أن التحركات الجوية لكبار مسؤولي الاحتلال لا تنفصل عن فضاء الصراع السيبراني والاستخباري المفتوح، كما أرفقت المجموعة تاريخاً وتوقيتاً محددين، إضافة إلى سلسلة من الأرقام والأحرف غير المفسَّرة، في أسلوب يُستخدم عادة لبث رسائل نفسية وخلق حالة من الترقب.

وأرفقت “حنظلة” رسالتها بصورة لنتنياهو مولّدة بالذكاء الاصطناعي، ظهر فيها متجهماً وممسكاً برأسه، في مشهد يوحي بالقلق والانزعاج، ويعزز البعد النفسي للرسالة الموجّهة إلى المؤسسة الأمنية الصهيونية والرأي العام معاً.

صحيفة عبرية تناولت التدوينة واعتبرتها رسالة مدروسة صيغت بأسلوب أقرب إلى النص الرمزي أو “القصيدة السيبرانية”، مشيرة إلى أنها لا تتضمن إعلاناً عن اختراق فعلي، بقدر ما تهدف إلى التشكيك في فعالية منظومات الحماية المتعددة المحيطة برئيس حكومة الاحتلال.

وأوضحت الصحيفة أن استخدام عبارة “Flight BB Gate” ينطوي على تلاعب لفظي متعمّد، حيث يُعرف نتنياهو بلقب “بيبي”، فيما تحمل كلمة “Gate” إيحاءات مرتبطة بالفضائح والانكشافات السياسية، في سعي لربط تحركاته الخارجية بسياق إشكالي أو حساس دون تحديد طبيعته.

كما رأت أن الحديث عن “تيارات مشفّرة تتحرك بين المراقبين والمُراقَبين” يعكس إسقاطاً واضحاً على واقع الفضاء السيبراني، حيث تتقاطع المراقبة والتجسس وحركة المعلومات، في ظل صراع استخباري مفتوح لا يقتصر على الأرض، إنما يمتد إلى الأجواء وشبكات الاتصال.

ويأتي هذا التطور في توقيت بالغ الحساسية، مع اقتراب زيارة المجرم نتنياهو إلى الولايات المتحدة ولقائه المرتقب بالرئيس الأمريكي المجرم ترامب في ولاية فلوريدا، في ظل ضغوط سياسية وأمنية متراكمة، ومساعٍ أمريكية وإقليمية للدفع نحو ترتيبات جديدة تتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

الرسالة، وإن بدت غامضة في ظاهرها، تعكس واقعاً متنامياً يتمثل في اتساع ساحات المواجهة مع العدوّ، حيث لم تعد معركة الأمن محصورة في الميدان العسكري، إنما باتت تمتد إلى الفضاء السيبراني وحرب الوعي، واضعة قادة الاحتلال تحت المجهر في الجو كما على الأرض.