سيناريو 2015 يتكرر بأدوات مختلفة.. ورطة السعودية المتواصلة في اليمن
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
27 ديسمبر 2025مـ –7 رجب 1447هـ
استحضرت المملكة العربية السعودية سيناريو 2015م، لتبرير تدخلها العسكري في اليمن، واستخدام الطيران الحربي في قصف المدن والمحافظات اليمنية، حيث أوكلت للخائن رشاد العليمي تقديم طلب لما يسمى “التحالف” للتدخل عسكرياً لإجبار “الانتقالي” على الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة.
وبالعودة إلى ما قبل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا في 2015م، أقدمت المملكة على تكثيف غاراتها بشكل مفاجئ، مقدمة الكثير من المبررات للقيام بذلك، ومنها طلب الخائن عبد ربه منصور هادي لهذا التدخل، وقد أقر هادي لاحقاً عدم علمه بـ”عاصفة الحزم” إلا في وقت متأخر، كما أقر الكثير من المسؤولين في حكومة الخونة والفنادق عدم علمهم بالعدوان السعودي، أو استشارتهم في هذا الأمر، ومن ضمن ذلك اعترافات الخائن خالد بحاح قبل أسابيع في مقابلة تلفزيونية.
لكن الفارق كبير ما بين الأمس واليوم، فالعدوان السعودي على اليمن بعد عام 2015م جاء بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م، التي قضت على تبعية اليمن للهيمنة الأمريكية والسعودية، وحررت اليمن من الوصاية، فكانت ثورة شعبية صادقة جاءت لتنهض باليمن، وتقضي على كل الأدوات العابثة بالوطن من أدوات السعودية وأمريكا، ولهذا استشعرت المملكة الخطر، ومعها كيان العدو الإسرائيلي وأمريكا، فأعدوا الخطط السريعة، وشكلوا تحالفاً كبيراً بقيادة السعودية، ودخلوا في عدوان وحشي لا إنساني على اليمن بهدف القضاء على ثورة 21 سبتمبر، وإعادة اليمن إلى الحضيرة السعودية.
ولهذا أوجدت السعودية فصائل عسكرية متنوعة، من حزب الإصلاح الذي كان رأس الحربة في هذا العدوان، ودخلت الرياض بكل غرور واستكبار لتحقيق هذا الهدف، لكن السنوات مضت، وانكسر قرن الشيطان، وكسرت معه أبو ظبي ودول أخرى.
أما اليوم، فإن التحالف بالأمس يعيش حالة الانقسام والتمزق والشتات، فالسعودية والإمارات في حالة جفاء، وأدوات السعودية والإمارات في حالة اصطدام وحرب، وما تأمله السعودية اليوم هو إخراج مرتزقة الإمارات من حضرموت والمهرة بعد خروج هذه الأدوات عن دورها المرسوم، وعصيانها للأوامر، ولهذا يحضر التهديد بالقصف والغارات لإعادتها إلى حالتها الطبيعية، وهي الولاء والطاعة والالتزام بالأوامر.
النسبة لصنعاء، فإنها تنظر إلى ما يحدث في محافظتي حضرموت والمهرة بأنه جزء من عدوان 2015، فالمحتل هو المحتل، وسواء سيطرت أدوات الانتقالي أو مليشيا الإصلاح، فكلهم يخدمون الأجندة الخارجية، وهم يتبعون الوكيل حصرياً، وليس لهم من الأمر شيء.
ستكون الرياض في مأزق كبير، وخاصة إذا واصلت مليشيا الانتقالي العصيان ورفضت الانسحاب من حضرموت والمهرة، فالتجارب قد أثبتت أن الطيران الحربي لا يحسم المعركة، ون هزيمة أي قوة عسكرية على الأرض تتطلب جيوشاً ومقاتلين، وهنا لن تجد المملكة سوى مليشيا الإصلاح والسلفيين، وهي معركة إذا ما اندلعت ستكون طاحنة، وتسبب خسائر كبيرة للطرفين، في حين أن القصف لن يتضرر منه سوى المدنيين الأبرياء، ولنا تجارب كثيرة منذ ما بعد “عاصفة الحزم”.
لقد وضع “الانتقالي” نفسه في مأزق خطير، فالانسحاب سيكون خسارة لمشروعه الذي ينادي به “الانفصال”، والذي ترفضه كل القوى اليمنية، والاستمرار في عصيانه على “الكفيل” سيدخله إلى المحرقة، ولذا لا يُستبعد أن تتوصل السعودية مع مليشيا الانتقالي إلى تسوية، تضمن المملكة من خلالها الانسحاب، مقابل أن يضمن الانتقالي حصة كبيرة في الحكومة أو ما يسمى “الرئاسي”.. كل الاحتمالات واردة، والأيام القادمة كفيلة بتوضيح الصورة أكثر.
