العلامة مفتاح: الجامع الكبير مسجد نبوي بُني بأمر من الرسول وأقيمت فيه الصلاة قبل المسجد الحرام بمكة

2

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
26 ديسمبر 2025مـ – 6 رجب 1447هـ

أكد القائم بأعمال رئيس حكومة البناء والتغيير العلامة محمد مفتاح، أن إحياء ذكرى جمعة رجب في الجامع الكبير بصنعاء يمثل محطة إيمانية وتاريخية عظيمة، اجتمعت فيها كلمة اليمنيين على الانضواء تحت راية خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتجند لنصرة دين الله، في حدث لم يكن خاصاً باليمن وحده بل شكل فتحاً ونصراً لكل المسلمين.

وأوضح العلامة مفتاح في كلمته بالفعالية الخطابية والثقافية التي نظمها مكتب الأوقاف في امانة العاصمة بساحة الجامع الكبير ، صباح اليوم الجمعة، بمناسبة احياء عيد جمعة رجب، أن الإسلام دخل اليمن مبكراً، قبل الهجرة النبوية، وأن مشروع الهجرة الأول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان باتجاه اليمن، قبل أن تتجه مشيئة الله إلى يثرب، مؤكداً أن ذلك لا ينقص من مكانة اليمنيين، بل زادهم شرفاً بأن كانوا أنصاراً مميزين للدعوة الإسلامية.

وأشار إلى أن الجامع الكبير هو مسجد نبوي بُني بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقيمت فيه الصلاة قبل أن تقام في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ما يمنحه مكانة عظيمة وقدسية خاصة، ويجعل منه رمزاً لمحبة اليمنيين لله ولدينه، ومحطة جامعة لمناسباتهم الإيمانية الكبرى.

وبيّن القائم بأعمال رئيس حكومة البناء والتغيير، أن الجمعة الأولى من شهر رجب ليست فقط ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام، وإنما هي يوم اجتماع كلمتهم العامة، بقبائلهم ووجاهاتهم وملوكهم، على الالتفاف حول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وإعلان الانضمام الجماعي إلى راية الإسلام، وهو حدث تاريخي موثق في السنة التاسعة والعاشرة للهجرة.

ولفت إلى أن اختيار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام لإرسالِه إلى اليمن يعكس المكانة الخاصة لليمن في قلب الرسالة الإسلامية، مشيراً إلى أن الإمام علي قاد أكبر وفد للحجيج في حجة الوداع بعد وفد النبي، وهو ما تثبته كتب السيرة والتاريخ والحديث.

واعتبر العلامة مفتاح أن التشكيك في هذه الحقائق التاريخية لا يستند إلى أي أساس علمي، مؤكداً أن الروايات الصحيحة المتواترة تثبت قدوم الإمام علي إلى اليمن وتنظيمه شؤونها الدينية والاجتماعية، وقيادته لوفدها الكبير إلى مكة المكرمة، مشدداً على أن مناسبة جمعة رجب تعد فرحة للأمة الإسلامية جمعاء، لأن دخول شعب كامل في الإسلام واجتماع كلمته تحت راية واحدة يمثل نصراً عظيماً للدين، تماماً كما يفرح المسلمون اليوم بإسلام أي قبيلة أو شعب في أي بقعة من العالم.

ولفت إلى أن اليمن اليوم يجدد هذا العهد الإيماني عملياً، من خلال إعلان الجهوزية والرباط، ومواجهة الطغيان العالمي، ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، مؤكداً أن هذه التضحيات والدماء التي تُقدَّم في سبيل الله هي الامتداد الطبيعي لهوية “الإيمان والحكمة اليمانية”.

وأفاد القائم بأعمال رئيس حكومة البناء والتغيير أن تصدي اليمن للعدوان الأمريكي ودعمه للعدو الصهيوني، ومواقفه الثابتة في البحر وفي ميادين المواجهة، دليل على أن هذا الشعب يتحرك من منطلق ديني وأخلاقي، لا من حسابات سياسية ضيقة، وأن النصر الذي تحقق هو وعد إلهي متجدد.

ودعا العلامة مفتاح علماء الأمة ونخبها السياسية والفكرية والإعلامية إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة أي إساءة للإسلام والقرآن الكريم، مشدداً على أن قيام اليمن بواجبه لا يسقط المسؤولية عن بقية المسلمين، بل يحمّلهم واجب المقاطعة والملاحقة والمحاسبة لكل مجرم ومعتدٍ.

وطالب بفتح قضايا قضائية لملاحقة المسيئين والمجرمين، ومنعهم من دخول أي بلد إسلامي، مؤكداً أن الصمت والتخاذل يشجعان العدو على التمادي، بينما الموقف الحازم يردع ويمنع تكرار الجرائم.

وجدد القائم بأعمال رئيس حكومة البناء والتغيير، التأكيد على أن النصر قادم بإذن الله، وأن اليمن كما انتصر في البحر، وكما واجه العدو الصهيوني حتى آخر لحظة، يستعد اليوم لجولات قادمة بثبات وإيمان، متمنياً الفرج والنصر للشعب الفلسطيني، ومؤكداً أن الله نعم المولى ونعم النصير.

وخلال الفعالية، ألقى فضيلة القاضي العلامة عبد الله بن محمد الشاذلي كلمة استعرض فيها عظمة هذه الذكرى التي تمثل فخراً وشرفاً لأهل اليمن، مشيراً إلى أن اليمنيين استجابوا لدعوة الإسلام طواعية وعلى يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، دون قتال أو إكراه، في سابقة فريدة في التاريخ الإسلامي.

وأوضح أن قبائل همدان الكبرى أعلنت إسلامها في يوم واحد على يد الإمام علي عليه السلام، الأمر الذي دفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السجود شكراً لله تعالى، مردداً قوله المشهور: “السلام على همدان”، في دلالة واضحة على المكانة العظيمة لأهل اليمن في قلب الرسالة الإسلامية.

وأكد العلامة الشاذلي أن إسلام اليمنيين كان إسلاماً واعياً أصيلاً، نابعاً من قناعة وإيمان، لا نتيجة سيف أو قوة، مستشهداً بالآيات القرآنية التي نزلت في حقهم، ومنها قوله تعالى: “فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه”، وما تحمله من دلالات على الدور الإيماني والجهادي لأهل اليمن عبر التاريخ.

ونوه إلى أن ما تشهده الأمة اليوم من انحراف بعض الأنظمة العربية والإسلامية واصطفافها إلى جانب الولايات المتحدة والعدو الصهيوني، يمثل ارتداداً خطيراً عن قيم الإسلام، في مقابل ثبات الشعب اليمني وقيادته في مواجهة الطغيان والاستكبار العالمي.

ولفت إلى أن اليمن، بقيادته الحكيمة والشجاعة، يواصل اليوم أداء دوره الإيماني في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي، نصرةً للمستضعفين، وإسناداً لغزة ولبنان، مؤكداً أن النصر وعد إلهي لا يتخلف، وأن ما عند الله أعظم من كل قوى الطغيان.

بدوره، ألقى أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري كلمة أكد فيها أن جمعة رجب تمثل مناسبة جامعة لكل اليمنيين، وتجسد الهوية الإيمانية الأصيلة التي تميز هذا الشعب، مبيناً أن الجامع الكبير بصنعاء بُني بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في دلالة على الارتباط المباشر لليمن برسالة الإسلام.

وأوضح الحاضري أن إسلام أهل اليمن تميز بثلاث خصائص أساسية، أولها أنه كان طوعياً نابعاً من القناعة، وثانيها أنه كان إسلاماً جماهيرياً شاملاً، وثالثها أنه كان على يد الإمام علي عليه السلام، ما جعله إسلاماً نقياً أصيلاً مرتبطاً بالقرآن وأهل البيت.

وأفاد أن القبائل اليمنية مثلت عبر التاريخ العمود الفقري للمجتمع، وأنها اليوم تجسد هذا الدور في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، وفي معركة الأمة الكبرى ضد العدو الصهيوني، دفاعاً عن الكرامة والسيادة ونصرةً لفلسطين.

وشدد أمين عام رابطة علماء اليمن على أن الهوية الإيمانية التي عبّر عنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، تمثل مصدر قلق للأعداء، لأنها تصنع شعباً مؤمناً صابراً ثابتاً، يزداد إيماناً في أوقات الشدائد والمعارك.

وعلى ذات الصعيد قال العلامة جبريل إبراهيم، إن إحياء جمعة رجب تعد محطة إيمانية متجددة تعزز الثبات، وتؤكد استمرار اليمنيين في حمل راية الإسلام، والوقوف في خندق واحد مع قضايا الأمة، حتى تحقيق النصر الإلهي الموعود.