ذا كريدل”: اليمن ساحة “حرب باردة” بين الرياض وأبو ظبي.. تحالفات خليجية جديدة لعزل الإمارات
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
25 ديسمبر 2025مـ –5 رجب 1447هـ
كشف تقرير تحليلي نشره موقع “ذا كريدل”، عن تصاعد حاد في صراع الهيمنة بين الرياض وأبو ظبي، مؤكداً أن التحالف الاستراتيجي الذي جمع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تحول إلى تنافس شرس يعيد تشكيل خارطة التحالفات في الخليج، مع بروز اليمن كأبرز ساحات هذا الصدام الميداني.
وأوضح التقرير أن التنافس تجاوز الأروقة الدبلوماسية إلى مناورات ميدانية واسعة؛ فبينما تحاول الرياض حماية مناطق أطماعها الاستراتيجية شرقي اليمن عبر دعم حكومة مرتزقتها في عدن، صعّدت أبو ظبي حملتها لتمكين المجلس الانتقالي التابع لها، لتأمين سيطرتها على موانئ حيوية وممرات بحرية استراتيجية.
وأشار الموقع إلى أن الإمارات وسّعت نفوذها الاحتلالي في عدن وشبوة والمهرة، وتحدت النفوذ السعودي التقليدي في مناطق مثل حضرموت.
ويرى محللون أن هذا التوغل الإماراتي قابله تحرك سعودي حذر شمل تعزيز المواقع العسكرية، وصولاً إلى الاستعانة بواشنطن للضغط على أبوظبي لثنيها عن اتخاذ إجراءات أحادية في اليمن.
وربط “ذا كريدل” بين التوتر في جنوب اليمن المحتل وبين التقارب بين السعودية وقطر، معتبراً أن توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين الرياض والدوحة والبدء في مشروع الربط السكك يمثل “إعلانًا هادئًا” عن مرحلة جديدة تهدف إلى عزل أبوظبي إقليمياً.
ونقل عن الباحث السياسي حسن عليان قوله: “إن هذا المحور المبدئي بين الرياض والدوحة مدفوع بالقلق المشترك إزاء التوسع الإماراتي غير المنضبط، الذي يتماهي بشكل وثيق مع أجندة كيان العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر والقرن الأفريقي”، كما يسلط الضوء على أن الخلاف ليس وليد اللحظة، بل له جذور تاريخية حدودية ونفطية، لكنه انفجر مؤخراً بسبب تباين الرؤى الاقتصادية والسياسية.
وكشف “ذا كريدل” عن تقارير تفيد بتهديد العائلة المالكة السعودية بفرض “حصار” على الإمارات في عام 2022، على غرار حصار قطر عام 2017، نتيجة تفاقم الخلافات حول ملفات النفط (أوبك+) والمنافسة الاقتصادية الشرسة بين دبي والرياض.
وخلص التقرير إلى أن اليمن تحول إلى ضحية لهذا “التمزق” في مجلس التعاون الخليجي؛ حيث تعتمد الإمارات على “الوكلاء المسلحين والسيطرة على الموانئ” لتجاوز نقاط الاختناق التقليدية، بينما تفضل السعودية “الدبلوماسية وإدارة الأزمات” للحفاظ على مكانتها في المنطقة.
