بالتوازي مع سباق النفوذ التركي الأمريكي.. العدو الصهيوني يواصل التوغل في سوريا وينفذ اعتقالات وحواجز وقصف مضيء لتعزيز سيطرته
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
24 ديسمبر 2025مـ – 4 رجب 1447هـ
شهدت محافظة القنيطرة تصعيدًا ميدانيًا جديدًا من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، حيث كثفت قوات العدو من تحركاتها العسكرية في مناطق متعددة من المحافظة خلال الساعات الأخيرة، مستهدفة السكان المدنيين ومؤسساتهم، في إطار مساعي لتثبيت سيطرتها وتوسيع رقعة نفوذها جنوبًا بالتزامن مع سباق النفوذ بين الجانبين التركي والأمريكي المحموم بصراعات جديدة في حلب على الجهة الشمالية.
وأفادت مصادر سورية بأن قوات العدو توغلت في قرية صيدا المقرز بريف القنيطرة الجنوبي، في خطوة تهدف إلى توسيع تواجدها العسكري على طول الخطوط الحدودية، بينما قامت قوة عسكرية أخرى بالتحرك في السكن الشبابي بين بلدتي كودنة وبريقة، حيث اختطفت شابين من الأهالي، في تصعيد مباشر ضد السكان المحليين.
وفي الوقت نفسه، أطلقت قوات الاحتلال قنابل مضيئة فوق حرش جباثا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، بالتزامن مع توغل قوة عسكرية في قرية طرنجة، في أسلوب واضح للسيطرة على مسارات الحركة ومراقبة مناطق واسعة من القرى الحدودية.
كما نصبت قوات العدو حاجزًا مؤقتًا على الطريق الواصل بين قريتي أوفانيا وجباثا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، في خطوة تندرج ضمن سياسة تشديد الرقابة العسكرية على السكان، وفرض السيطرة الميدانية على الطرق الحيوية، بما يعكس تصميم الاحتلال على إحكام قبضته على المحافظة تدريجيًا.
وتشير هذه التطورات إلى تصاعد ملحوظ في وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية في القنيطرة، في ظل استمرار الصمت الرسمي من سلطات الجولاني، الأمر الذي يوفر للعدو مساحة للتحرك بحرية دون أي رادع، ويؤكد أن الاحتلال يعمل على تحويل المحافظة إلى منطقة خاضعة لسيطرته المباشرة، تمهيدًا لتوسيع نفوذه نحو باقي المناطق الجنوبية السورية.
وشهدت سوريا يوم أمس معارك ضارية بين سلطات الجولاني – التي تتجاهل الخطر الصهيوني – وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكيًا، على خلفية عدم التقدم في اتفاق 10 مارس القاضي بدمج الأخيرة ضمن السلطات الحالية، والذي تعثّر بفعل المخاوف التركية من حصول “قسد” على نفوذ سياسي وعسكري يغذي الحضور الأمريكي على حساب التركي.
كما شهد مطلع الأسبوع اعتداءات أمريكية جوية تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”، فيما بررت واشنطن غاراتها بملاحقة من أسمتهم “إرهابيين” تسببوا في مقتل عسكريين أمريكيين في تدمر الأسبوع الماضي، على الرغم من أن سلطات الجولاني أفصحت عن هوية منفذ الهجوم على الدورية الأمريكية، ما يعزز حقيقة أن سوريا اليوم أمام صراع نفوذ جديد يحتدم بين أنقرة وواشنطن وكيان العدو.
