شهداء وجرحى في اعتداء صهيوني جديد على جنوبي لبنان
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
21 ديسمبر 2025مـ – 1 رجب 1447هـ
تتسارع وتيرة الاستباحة الصهيونية للأرض والسيادة اللبنانية، وسط خروقات يومية لاتفاق وقف إطلاق النار، وفي أحدث التطورات الميدانية، نفذ طيران العدو الإسرائيلي المسيّر سلسلة غارات استهدفت جنوبي لبنان؛ ما أسفر عن ضحايا في صفوف المدنيين.
وفي تفاصيل العدوان، أفادت مراسلة قناة “المسيرة” في لبنان، اليوم الأحد؛ بأن طائرة مسيّرة تابعة للكيان الصهيوني استهدفت سيارة في بلدة “ياطر”، تبعتها غارة ثانية استهدفت دراجة نارية في “حي الكسار” داخل البلدة ذاتها.
وأكّدت المراسلة نقلاً عن مصادر صحية ميدانية جنوبي لبنان، أن الحصيلة الأولية، تُشير إلى ارتقاء شهيدين ووقوع عددٍ من الإصابات نتيجة الغارات الصهيونية الغادرة الأخيرة.
وزعم جيش الاحتلال في بيانٍ له بعد هذا العدوان، أن الاستهداف طال “عنصرين من حزب الله”، وهو الادعاء نفسه الذي يرافق عادة معظم الاستهدافات التي تطال المركبات والآليات جنوبي لبنان، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر العام الماضي.
وفيما أطلقت قوات الاحتلال في موقعي “الرمثا” و”رويسة القرن” رشقات رشاشة باتجاه مزرعة “بسطره” جنوب بلدة “كفرشوبا”، وألقت محلقة صهيونية قنبلة صوتية على شاطئ “رأس الناقورة”، كما استهدفت مدفعية العدو مزرعة “شانوح” في أطراف بلدة “حلتا” بالقذائف الضوئية؛ أعلن الجيش اللبناني مساء اليوم، أنه فكك جهاز تجسس ممّوه بين الصخور في خراج بلدة “يارون”.
وتأتي هذه الاستهدافات ضمن سلسلة خروقات وانتهاكات يومية من قبل العدو الصهيوني لاتفاق وقف إطلاق النار، وثقتها المصادر اللبنانية، تجاوز عددها أكثر من 7 آلاف خرقٍ متنوع، شمل القصف المدفعي، الغارات الجوية، والتوغلات واستحداث مواقع، واستمرار احتلال خمس تلال لبنانية سيطر عليها الاحتلال في العدوان الأخير، ناهيك عن استمرار احتلال مزارع شبعا.
وتُشير القراءات الميدانية إلى أن الاحتلال صعّد من عمليات الاغتيال عبر المسيرات والقصف الجوي الذي تسبب بقتل وجرح المئات من اللبنانيين منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، متذرعًا باستهداف عناصر من “حزب الله” أو فصائل فلسطينية ولبنانية أخرى.
في السياق، يرى مراقبون أن هذه الوقائع الميدانية تثبت أن “آلية المراقبة الدولية” أو ما تسمى لجنة “المياكنيزم” والضمانات الأمريكية لم تنجح في لجم الاستباحة الإسرائيلية اليومية للبنان، ويكشف استهداف المدنيين والدراجات النارية في القرى الجنوبية أن “العدو الإسرائيلي يسعى لتفريغ الجنوب من السكان” وفرض منطقة عازلة بالأمر الواقع.
وأشار المراقبون إلى أنه وفي ظل هذه التهديدات الصهيونية المتكررة والتصعيد الجوي الواسع، يبرز سلاح المقاومة كعنصر “الردع الوحيد” الذي يمنع الاحتلال من تحويل الخروقات اليومية إلى غزو شامل.
وأكّدوا أن استهداف بلدة “ياطر” بالتزامن مع الحديث عن “لقاء نتنياهو-ترامب”، يُعد “رسالة ضغط سياسية” بالدم اللبناني؛ فيما تظل المقاومة اللبنانية ملتزمة بحقها القانوني والوطني في حماية القرى التي يحاول العدو جعلها غير قابلة للحياة عبر التجريف والقصف المستمر.
ويُذكّر أن العدوان الصهيوني على لبنان منذ أكتوبر 2023م، والذي اشتد في سبتمبر 2024م، قد خلف حتى الآن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، وسط استمرار السياسة الصهيونية القائمة على استباحة الأرض والسيادة اللبنانية بدعمٍ أمريكي مستمر.
