بصمات العدوان: 20 ديسمبر ذاكرة يمنية مثخنة بالدماء والدمار
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
20 ديسمبر 2025مـ – 29 جماد الثاني 1447هـ
يحل اليوم العشرين من ديسمبر حاملاً معه ذكريات أليمة في سجل الذاكرة اليمنية، حيث ارتبط هذا التاريخ بسلسلة من الجرائم الوحشية التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعودي وأدواته في مواقع مختلفة، ومن استهداف غرف النوم للأطفال والنساء في صعدة وصنعاء، إلى تدمير البنية التحتية المدنية في صنعاء والحديدة، تتجلى صورة بصمات العدوان كجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وحدث في مثل هذا اليوم من عام 2015م، حيث استهل العدوان الأمريكي السعودي جرائمه بغارةٍ غادرة استهدفت منزل أحد المواطنين في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، حصدت في طريقها استشهاد 5 نساء.
ويروي شهود عيان بحرقة لحظات المأساة، حيث أفادوا بأن الطيران نفذ ثلاث ضربات متتالية استهدفت منازل مأهولة، محولةً أجساد النساء إلى أشلاء، وقال أحد المواطنين: “العدوان ضرب جماعة مواطنين وراح منهم خمس حريم، البيت تهدم فوق رؤوس ساكنيه دون أي مبرر”.
وشهد عام 2017م، تصعيداً خطيراً في مثل هذا اليوم، حيث توزعت الغارات بين استهداف الاقتصاد اليمني والمنازل السكنية، حيث استهدف طيران العدوان مستودعات مصنع السواري للبلاستيك في مديرية بني مطر، وهو مصنع مدني لإنتاج الأحذية والمشمعات وعبوات المياه.
وأكد العاملون والمواطنون من قلب الحادث أن المصنع “مدني بحت ولا يوجد فيه أي شيء عسكري”، معتبرين الاستهداف حرباً على لقمة عيش اليمنيين.
وفي جريمة بشعة استهدف طيران العدوان الأمريكي السعودي منطقة “باب نجران”، حيث قصفت الطائرات منزلاً وسيارة مواطن بـ 4 غارات عنيفة، وكانت حصيلة ذلك: 12 شهيداً و8 جرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وعن تفاصيل المجزرة، يروي أحد الناجين من المسعفين كيف استهدفت الغارة الأولى المنزل، وعند محاولة إخراج النساء والأطفال إلى السيارة لإسعافهم، عاود الطيران ضرب السيارة والمسعفين؛ ممّا أدى لتقطيع أجساد الضحايا، ويقول أحد الشهود: “كفنت بيدي طفل عمره سنتين.. ضربوا المسعفين وسياراتهم، هؤلاء أطفال مدارس كانوا عائدين بزيّهم المدرسي”.
وفي مثل هذا اليوم من العام 2017م، استهدفت طائرات العدوان الأمريكي السعودي منازل المواطنين في منطقة السواد مديرية سنحان بمحافظة صنعاء، وكان حصيلة الغارات: شهيد مدني و4 جرحى.
ويروي نجل الشهيد كيف سقط الصاروخ الأول الساعة 2:30 بعد منتصف الليل، وعندما حاول أفراد الأسرة (أكثر من 20 فرداً) اللجوء للبدروم، سقط الصاروخ الثاني ليدمر المنزل فوق رأس والده ويصيب بقية أسرته.
وفي مثل هذا اليوم والعام نفسه، استهدف العدوان هناجر تجارية ومسجداً ومدرسة الزهراء للبنات بمديرية الثورة في صنعاء، وكانت الأضرار: تدمير كلي للمباني وترهيب الطالبات والنساء، وتساءل أحد المصلين في المسجد المتضرر: “هذا بيت الله للعبادة، وهذه هناجر مُعدة لتوزيع المساعدات للفقراء، لماذا يتم استهدافها؟”.
وفي مثل هذا اليوم من العام 2018م – و2019م: استهداف العدوان الأمريكي السعودي المزارع والمطارات والطاقة، ولم يكتفِ العدوان بالمنازل، بل امتدت يد التخريب إلى سبل الحياة، الطاقة الشمسية (صعدة 2017م): تدمير منظومة طاقة شمسية في مزرعة آل فارع ومزرعة أخرى في مديرية رازح الحدودية.
وفندق الرفاهية (الحديدة 2018م): قصف مدفعي مباشر استهدف المنشآت السياحية، ومزارع الجاح (التحيتا 2019م): قصف مكثف بقذائف الهاون أدى لإحراق مزارع المواطنين بالكامل وتدمير منازلهم.
وإلى مطار صنعاء الدولي (2019م)، حيث طالت غارات لطيران العدوان الأمريكي السعودي في استهدافٍ ممنهج لمعهد الطيران المدني ومستودع الجمارك بـ 4 غارات؛ مما أدى لتدمير أدوية ومواد إغاثية تابعة للأمم المتحدة ومستلزمات المسافرين.
وفي خلاصة المشهد العام لحدث في مثل هذا اليوم من بصمات العدوان، تجمع كافة الشهادات الميدانية التي رُصدت في هذا اليوم عبر السنوات على أن هذه الجرائم هي “جرائم أمريكية-سعودية بحتة”، استهدفت المدنيين العزل في مساكنهم وأعمالهم وحتى في دور عبادتهم.
وتؤكّد هذه المعطيات صمود الشعب اليمني أمام هذا “العدوان النازي الغاشم” الذي لم يستثنِ طفلاً ولا شيخاً، معلنين بلسان واحد: “هيهات منا الذلة، وهذه الجرائم لن تزيدنا إلا ثباتاً”.
