منخفض جوي عميق يفاقم معاناة النازحين في غزة ويغرق خيامهم ومنازلهم المتضررة

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
11 ديسمبر 2025مـ – 20 جماد الثاني 1447هـ

تفاقمت معاناة آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة مع اشتداد المنخفض الجوي العميق الذي يضرب المنطقة منذ أيام، متسبباً بأمطار غزيرة ورياح قوية أغرقت خيامهم ومناطق سكنية كاملة، وأدت إلى انهيار مبانٍ متضررة بفعل قصف العدو الإسرائيلي.

في منطقة مقابر النمساوي بمدينة خان يونس، روت نازحة فلسطينية جانباً من معاناتها بعد أن غمرت مياه الأمطار خيمتها، قائلة: “خيامنا بتذوب في الصيف، وبتغرق في الشتاء”، في وصف موجع لواقع آلاف العائلات التي تعيش تحت خيام لا تصمد أمام الظروف الجوية القاسية.

وشهدت مناطق واسعة من القطاع غرق خيام النازحين، خصوصاً في جنوب ووسط غزة، مع بدء الموجة الثانية من المنخفض الجوي المصحوب برياح عاتية.
كما غمرت مياه الأمطار الغزيرة عدداً من الشوارع، بينها شوارع في بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة التي شهدت سيولاً مفاجئة.
وفي مشهد مؤلم من قطاع غزة، ظهر أطفال وهم يبحثون بين أكوام القمامة وسط زخات المطر في محاولات للعثور على ما يسدّ رمقهم، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وشحّ المواد الأساسية.

كما أعلن جهاز الدفاع المدني عن انهيار خمسة مبانٍ في مدينة غزة يوم الخميس، ثلاثة منها في حيي تل الهوى والنصر غرباً، واثنان في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.
المباني كانت تؤوي عائلات نازحة لعدم توفر أي بدائل سكنية، فيما لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
وحذّر الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط، خاصة مع استمرار هطول الأمطار وغزارتها، وما تسببه من انجراف للتربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة التي تضررت سابقاً بفعل قصف العدو الإسرائيلي.

كما دعا الدفاع المدني النازحين الذين عادوا إلى منازل متصدعة وغير صالحة للسكن إلى إخلائها فوراً حفاظاً على سلامتهم.

وأشار الجهاز إلى تلقيه أكثر من 2,500 مناشدة خلال الـ24 ساعة الماضية من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم، مؤكداً أن طواقمه في محافظة رفح تعمل على إخلاء مواطنين نازحين غرقت خيامهم في منطقة مواصي خان يونس جنوبي القطاع، في ظل ظروف إنسانية صعبة وافتقار تام للإمكانيات والمستلزمات الأساسية.

يعكس هذا الواقع المأساوي حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليون نازح في قطاع غزة، وسط استمرار الحصار والعدوان، وغياب أي حلول عاجلة توفر لهم مأوى آمناً يحميهم من البرد والعواصف.