الخبراء يحذّرون: تدفئة الأطفال المفرطة قد تضرّ أكثر مما تنفع

3

 

مع اشتداد برد الشتاء، تتجه كثير من الأسر إلى الإكثار من الملابس الثقيلة لأطفالها اعتقادًا بأنها الوسيلة الأكثر أمانًا لحمايتهم من الأمراض، إلا أن تقارير صحية حديثة تحذّر من أن هذه العادة قد تحمل آثارًا غير متوقعة على صحة الصغار.

ويؤكد مختصون في طب الأطفال أن كثرة الطبقات والسترات السميكة تحدّ من حركة الطفل الطبيعية، وهي حركة يعتبرها الأطباء عنصرًا أساسيًا في دعم نمو العظام وتقويتها؛ فالركض واللعب اليومي يحفّزان الهيكل العظمي ويعززان صلابته، بينما تؤدي الحركة المحدودة -مع قلة التعرض للشمس في الشتاء- إلى انخفاض مستويات فيتامين “د” الضروري لامتصاص الكالسيوم وتعزيز المناعة.

وتحذر تقارير طبية من أن التدفئة المفرطة لا تؤثر على العظام فحسب، بل قد تُحدث مشكلات جلدية نتيجة التعرّق الزائد المحاصر تحت الملابس، مثل الالتهابات والتهيجات، كما قد يتسبب الشعور الدائم بالانزعاج لدى الطفل في اضطرابات مزاجية وقلّة ارتياح أثناء النوم واللعب.

ويشير خبراء الصحة إلى أن الاعتدال هو الحل الأنسب؛ فالملابس القطنية الخفيفة والمقسَّمة إلى طبقات قابلة للإزالة تبقى الخيار الأمثل، مع مراقبة علامات فرط التدفئة مثل احمرار الوجه أو بلل الشعر بالعرق، كما ينصح الأطباء بمنح الأطفال وقتًا يوميًا للنشاط الخارجي لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة عندما يسمح الطقس بذلك، إضافة إلى توفير تغذية غنية بالكالسيوم وفيتامين “د”، والحفاظ على ترطيب الجلد خلال موسم البرد.

ويرى الأطباء أن إدارة التدفئة بطريقة متوازنة تضمن سلامة الأطفال دون تعريضهم للمضاعفات التي قد تنشأ عن حماسة زائدة في استعمال الملابس الثقيلة، مؤكدين أن الدفء الحقيقي يبدأ بالاعتدال، لا بالمبالغة.