البيانات هي “النفط الجديد.. والسحابة الوطنية هي الحدود الجديدة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
9 ديسمبر 2025مـ – 18 جماد الثاني 1447هـ
في عصر تتحول فيه البيانات إلى أثمن مورد استراتيجي، لم تعد مسألة حفظها وإدارتها مجرد خيار تقني، بل قضية سيادية تحدد مصير الدول وقدرتها على حماية أمنها القومي. ومع تصاعد التوترات العالمية وتطور الحروب السيبرانية، تبرز الحاجة الملحة لبناء سحابة وطنية باعتبارها “الحدود الجديدة” التي يجب أن تُحمى كما تُحمى الأرض والسماء.
في هذا السياق يؤكد خبير الذكاء الاصطناعي عمير عبد الجبار، في حديث له على قناة “المسيرة”، اليوم، أن العالم يدرك أن البيانات هي الأمن القومي في القرن الواحد والعشرين، فالمسألة تتجاوز التوفير المادي، إلى مسألة حياة أو موت الدول.
ويرى الخبير التقني أن خطورة الاعتماد على سحابات أجنبية تتجلى في عدة عوامل، أبرزها؛ المخاطر “الجيوسياسية” و”العقوبات”، موضحًا أنه يمكن تخيل حجم التهديد إذا كانت الكهرباء والمستشفيات تعتمد على نماذج وسحابة تُدار في دولة أخرى.
ويضيف شارحًا المخاطر، أن أي احتكاك سياسي أو خلاف يمكن أن يُطفئ الكهرباء على تلك المنشآت، أو يمنع عنها الخدمة.
والأخطر من ذلك، بحسب قوله؛ إمكانية وصول جهات أجنبية إلى بيانات المواطنين، وهو ما لا تقبل به أي دولة ترغب في حماية سيادتها.
كما يلفت إلى جانب آخر بالغ الأهمية، وهو “زمن الاستجابة”، مؤكدًا أنه إذا وقعت مخاطر أو حرب سيبرانية، لا يمكن الاعتماد على سحابة بعيدة المدى، تأخذ بعض الوقت للتعامل مع الإشكالية التي يمكن ان تقع، مشددًا على ضروري أن تكون الخوادم والسيرفرات داخل البلاد.
ويختم حديثه بالقول إن بناء سحابة وطنية ليس ترفا، بل ضرورة، مشبهًا الأمر ببناء جيش وطني، مضيفًا أنه مثل ما تبني الدول جيشًا وطنيًا، حيث لا تلجأ لجيش وطني آخر يدافع عنها. كذلك التكنولوجيا، من الضرورة أن تبني جيشها الخاص لكي تحارب به، لأن الحرب أصبحت حرب تكنولوجيا أيضا.”
