ناصر: حضرموت وباقي المحافظات المحتلة باتت ساحة صراع لنفوذ خارجي يهدد أمن واستقرار اليمن

22

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
7 ديسمبر 2025مـ – 16 جماد الثاني 1447هـ

أكد الكاتب والصحفي، محفوظ سالم ناصر، أن تصاعد الصراع في محافظة حضرموت يعكس صراع نفوذ خارجي بين أدوات الإحتلال الإماراتي وأدوات نظيره السعودية.

وفي مداخلة له على قناة المسيرة، استعاد سالم جذور الصراع إلى الاتفاقات السابقة وفترة الاحتلال البريطاني للجنوب، مشيرًا إلى أن خروج آخر جندي بريطاني من عدن كان نتيجة لتوافق سعودي-بريطاني على فصل الجنوب، وإدخال حضرموت تحت النفوذ السعودي.

وأضاف أن الأدوات تغيرت اليوم، لكن الاهتمام بالحفاظ على السيطرة على حضرموت لم يتراجع، وأن الإمارات دخلت على الخط مؤخرًا لتعزيز نفوذها في المشهد.

وأوضح أن الدفع بالسلاح والمعدات إلى حضرموت بالتزامن مع رفض الانتقالي لتحركات اللجنة السعودية الخاصة، إضافة إلى الدعوات للتصعيد الشعبي، جعل الوضع على صفيح ساخن.

وأكد أن إدارة الملف حاليًا تتركز عسكريًا وأمنيًا، مع غياب واضح للجانب الدبلوماسي الذي كان يمثله السفير السعودي ال جابر، مع التركيز على إخراج الإخوان المسلمين من المشهد.

وأشار سالم إلى أن الانتقالي يظهر إعلاميًا كصانع للحدث، لكنه في الواقع مجرد أداة تمثيلية “دوبلير” تنفذ الأجندة الخارجية، بينما مجموعات ما تسمى “درع الوطن” تقوم بعمليات نهب واستيلاء على ممتلكات المواطنين، ما أدى إلى حالة من الفوضى وإضعاف صورة الدولة.

وأكد أن “الانتقالي” عبارة عن ميليشيات، بينما أدوات “درع الوطن” جرى محاولة رسمنتها بقرار جمهوري يُمثل الدولة ويعمل ضمن أطر رسمية، لكن أكثر من نصف أفراده من أبناء المحافظات الشمالية، وولاؤهم للسعودية وليس للقيادات الجنوبية، ما يفضح التناقض بين الواقع والإعلانات الإعلامية.

وأشار إلى أن الصراعات الداخلية بين الأطراف المرتزقة المنتمية للمحافظات الجنوبية متعددة، وأن البيت الواحد هناك يضم أكثر من طرف متباين، ويتضح ذلك من خلال مغادرة الخائن العليمي لعدن واقتحام الانتقالي لمعاشيق، مشيرًا إلى أن السعودية تظهر وكأن الصراع يمني-يمني، بينما الحقيقة هي صراع نفوذ خارجي في الجنوب اليمني.

واختتم سالم حديثه بالتأكيد على أن استمرار هذه التوترات والاختلافات الداخلية يعرقل أي محاولة لتحقيق استقرار حقيقي، ويجعل المشهد في حضرموت محفوفًا بالمخاطر، مع انعكاسات محتملة على باقي المحافظات الجنوبية وعلى الأمن والاستقرار في اليمن بشكل عام.