المجرم نتنياهو يوسّع الأطماع في سوريا بفضل التواطؤ “الجولاني”.. دمشق ضمن الـ”منطقة العازلة” ولا سلاح لـ”الجماعات المسلحة”
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
2 ديسمبر 2025مـ – 11 جماد الثاني 1447هـ
في تصعيد هو الأخطر منذ بدء التوغلات الصهيونية داخل سوريا، كشف مجرم الحرب بنيامين نتنياهو عن أطماع جديدة تتجاوز القنيطرة ودرعا، لتضع دمشق نفسها ضمن نطاق “منطقة منزوعة السلاح”، في مؤشر واضح على أن الكيان “الإسرائيلي” بات يتعامل مع سوريا كمنطقة مفتوحة أمام مشروعه التوسعي، مستفيداً من صمت سلطات الجولاني التي تنزلق إلى التواطؤ المعلن مع المشاريع الصهيونية التوسعية.
وفي تصريحات جديدة عصر اليوم، أعلن نتنياهو صراحةً أن كيان الإجرام يتجه لإقامة “منطقة خالية من السلاح تمتد من دمشق وصولاً إلى المنطقة العازلة، وخصوصاً جبل الشيخ”، في تطورٍ صارخ للأطماع الصهيونية، بعد أن كانت مجرد حلم لتوسيع المنطقة العازلة إلى أطراف درعا والقنيطرة.
وفي تأكيد على مساعٍ صهيونية جديدة لفرض السيطرة في العمق السوري، أعاد نتنياهو عناوين حماية الأقليات، في الوقت الذي لا حماية فيه لأحد من آلة القتل الإسرائيلية، وقال: “مصرون على الدفاع عن حلفائنا الدروز وأن تبقى (إسرائيل) آمنة من أي هجوم بري من المناطق الحدودية”، غير أن التذرع بتأمين الكيان من الهجوم البري ليس إلا مجرد تشويش مفضوح عن حقيقة استغلال يافطة “الدرزية”، حيث تعهدت سلطات الجولاني في مرات عديدة بمنع ومحاربة أي نشاط عسكري عدائي ضد العدو الصهيوني، وباشرت ملاحقة قيادات الفصائل الفلسطينية وإغلاق مكاتبها السياسية في سوريا، فضلاً عن التحرك الميداني بالشراكة مع السلطات اللبنانية لضبط كل من يشتبه به بتنفيذ عملية على الأراضي المحتلة.
وعبر نتنياهو عن إصرار الكيان الصهيوني على البقاء في الأراضي السورية التي احتلها، بقوله: “مصرون على أن يكون جنوب غرب سوريا خالياً من السلاح وسنبقى في المناطق التي نسيطر عليها”.
وفيما تعتبر هذه المرة الثالثة التي يصرح فيها نتنياهو بعدم الانسحاب من الأراضي التي احتلها كيان الإجرام في سوريا، فإنها تأتي في ظل استمرار التوغلات الصهيونية، مؤكدة أن العدو يعمل على توسيع رقعة الاحتلال وتثبيتها بتصريحات وإجراءات عملية، وسط صمت متكرر أشبه بالتواطؤ المكشوف تمثله سلطات الجولاني.
هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع تطورات ميدانية لافتة، حيث أفادت مصادر سورية بتوغل سبع آليات عسكرية وناقلات جنود إسرائيلية باتجاه بلدة بئر عجم وقرية رويحينة في ريف القنيطرة الأوسط، تزامناً مع توغل قوة عسكرية أخرى شمال سد كودنا قرب عين زيوان في ريف القنيطرة الجنوبي.
وتأتي هذه التحركات المكثفة امتداداً لمسار توغل متدرج بدأ في أطراف القنيطرة ثم درعا، قبل أن يتوسع تدريجياً نحو عمق الريف، وصولاً إلى مناطق ريف العاصمة دمشق، ليبرز أن الصمت الجولاني كان السبب الرئيس في رفع حجم الأطماع الصهيونية، التي كانت في أقصاها تتوقف عند عزل القنيطرة ودرعا، لكنها اليوم تشمل دمشق أيضاً.
مع استمرار التوغلات والتحركات، يطرح تساؤل حول ما إذا كان العدو يطمح لجعل سوريا بكاملها منطقة عازلة، أما نزع السلاح فإن سلطات الجولاني قد سمحت بتدمير الترسانة الصاروخية في القلمون وتعهدت بجعل فوهات بنادقها متجهة صوب الأقليات في الداخل السوري، وصوب المقاومين ضد العدو من خارج حدود البلد إذا اقتضى الأمر.
المشهد يُظهر أن العدو بات مطمئناً لكل ما يفعله أو يقوله بشأن سوريا، وأن المنطقة المعزولة منزوعة السلاح قد لا تتوقف عند دمشق وما قبلها، وإنما قد تتطور أكثر وصولاً إلى الاحتلال الكلي المباشر ضمن المشروع التوسعي الصهيوني المعلن، فإعلان البقاء الصهيوني مع توسيع رقعة الاحتلال وتكثيف التوغلات ورفع سقف الأطماع المعلنة، يعكس بوضوح المخطط الاستراتيجي للعدو.
كما تشير المؤشرات إلى أن العدو بات يتعامل مع سوريا كمنطقة مفتوحة لانطلاق أطماعه الصهيونية من خارج فلسطين المحتلة، بعيداً عن اعتبارها حدوداً آمنة خالية من الأنشطة المقاومة، لتتسارع خطواته نحو فرض واقع جديد يهدد الأمن الإقليمي بأكمله.
