الخبر وما وراء الخبر

محافظ لحج الشيخ أحمد جريب في حوار لـ “المسيرة نت”: روح الاستقلال تتجدد واليمن عصي على أي احتلال

12

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
1 ديسمبر 2025مـ – 10 جماد الثاني 1447هـ

أكد محافظ محافظة لحج، الشيخ أحمد حمود جريب، أن الذكرى الـ58 ليوم الاستقلال في الـ30 من نوفمبر تمثل واحدة من أهم المحطات المفصلية في تاريخ اليمن الحديث، باعتبارها لحظة انتصار صنعها الشعب بإرادته الحرة وتضحياته الكبرى في مواجهة الاحتلال البريطاني، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة لم تكن مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي شهادة حية على قدرة اليمنيين، شمالًا وجنوبًا، على مواجهة أعتى قوى الاستعمار والانتصار عليها.

إلى نص الحوار:

– بدايةً.. ما الذي يمثله يوم الثلاثين من نوفمبر اليوم في الوجدان اليمني بعد 58 عامًا على الاستقلال؟

يمثل 30 نوفمبر ذروة الإرادة اليمنية، ومحطة فارقة أكد فيها الشعب أنه قادر على كسر المستحيل. هذا اليوم يجسد لحظة تحرر حقيقية انتصر فيها الشعب اليمني على واحدة من أعتى القوى الاستعمارية في العالم. إنه يوم يؤكد أن اليمن، مهما اشتدت التحديات، لا يرضخ ولا يستسلم ولا يقبل بالوصاية مهما تغيرت أشكالها، فهذا اليوم ليس ذكرى عابرة، بل شهادة حية على قدرة الشعب على كسر وطرد الاحتلال مهما طال الزمن.

– كيف تمكن الثوار آنذاك من مواجهة الاحتلال البريطاني وإسقاطه رغم تفوقه العسكري؟

الإرادة الشعبية كانت العامل الحاسم، فالاحتلال البريطاني اعتمد على القوة، بينما اعتمدت الثورة على إرادة الشعب من الشمال إلى الجنوب، الذي امتلك الإيمان واليقين بأن التحرير واجب مقدس، بالإضافة إلى تنفيذ العمليات الفدائية، وثبات الجبهات في الريف، ووحدة المجتمع، وتضحيات الثوار، كل ذلك جعل الاحتلال يعيش حالة إنهاك مستمرة حتى لحظة سقوطه، والدرس الذي نأخذه أن الشعوب الحرة لا تُهزم إذا امتلكت إرادة التحرر.

-ما أبرز التضحيات التي شكلت مسار التحرر حتى 30 نوفمبر 1967م والتي قدمها أبناء لحج في سبيل الاستقلال؟

قدّم مئات الشهداء أرواحهم في عمليات نوعية وهجمات متواصلة أنهكت البريطانيين، إذ كانت المدن والقرى ساحات مقاومة، ولعبت المرأة دورًا كبيرًا في الدعم والإسناد، وكل ذلك شكّل رصيدًا تراكميًا أدى إلى الانتصار النهائي.

أما لحج، فكانت حاضرة بقوة في مشهد الثورة، حيث قدّم أبناؤها الشهداء والقادة والمقاتلين الذين حملوا السلاح، وفتحوا جبهات مواجهة، وشاركوا في عمليات نوعية أوجعت المحتل وأربكت حساباته، وكانت دماء أبناء لحج جزءًا أصيلًا من النصر الذي تحقق في 30 نوفمبر، وما زالت تلك التضحيات نبراسًا للأجيال.

-ما دلالة إحياء هذه المناسبة في لحج خصوصًا؟

كانت لحج وما زالت جزءًا من الهوية الوطنية الجامعة، وموقفها ثابت في مواجهة العدوان، ويحمل إحياء ذكرى الاستقلال في هذه المحافظة رسالة واضحة، فلحج ستبقى في صف الوطن، وستظل رافضة لكل مشاريع الاحتلال والهيمنة، كما كانت رافعة أساسية في تحرير الجنوب قبل 58 عامًا.

-كيف تعكس هذه الذكرى اليوم روح النضال اليمني المستمر عبر التاريخ؟ وعلى مواجهة العدوان الأمريكي–السعودي والعدو الإسرائيلي؟

يقاوم اليمنيون اليوم بنفس الروح التي حرّرت عدن قبل 58 عامًا، فما نراه من مواجهة للعدوان الأمريكي–السعودي، ورفض للهيمنة الغربية، وموقف مبدئي وشجاع في نصرة غزة، كلها شواهد على أن روح نوفمبر مستمرة، وأن اليمن لا يقبل أن يُدار من الخارج، وهي امتداد طبيعي لتلك الروح وهوية اليمني التي تقوم على الرفض، سواء كان المحتل بريطانيا بالأمس أو أدوات الأمريكي والعدو الإسرائيلي اليوم.

-البعض يقارن بين الاحتلال البريطاني سابقًا ومحاولات الوصاية الحالية، كيف تقرأون ذلك؟

المحتل واحد وإن اختلفت الرايات، فنحن اليوم نواجه شكلًا جديدًا من الاحتلال يتقدمه الأمريكي وتدعمه دول العدوان، ويقف خلفه العدو الإسرائيلي الذي يسعى لفرض مشاريعه على المنطقة، التجربة التاريخية تؤكد أن اليمن لا يخضع، وأن النصر حتمي طالما الشعب ثابت على مواقفه.

-كيف تتعاملون مع محاولات التشويه وطمس الذاكرة الوطنية؟

هناك جهات مرتبطة بالعدوان تحاول تشويه التاريخ الوطني لأنها تدرك أن ذاكرة الشعوب مصدر قوة، لكن وعي اليمنيين ووسائل الإعلام الوطنية وتماسك المجتمع كلها عوامل تحمي هذا التاريخ. سيظل 30 نوفمبر علامة مضيئة ولن يتمكن أحد من طمسه أو التقليل من قيمته.

-ما الرسالة التي يوجّهها اليمن في هذه الذكرى لقوى العدوان والعدو الإسرائيلي؟

الرسالة واضحة: شعب هزم أعتى إمبراطورية استعمارية في العالم لن يخضع اليوم لمحاور أكثر هشاشة وأقل شرعية، فالوعي يتجذر، والقدرة العسكرية تتعاظم، والقرار الوطني أصبح ملكًا للشعب، لا تُرعبه طائرات ولا حصار.

-كيف تنعكس هذه المناسبة على الجيل الجديد؟

مسؤوليتنا أن نُحيي معنى النضال، وأن نربط الأجيال بتاريخهم الحقيقي، وأن نوضح لهم أن التحرر ليس حدثًا ماضيًا بل مسارًا مستمرًا، فعندما يعرف الشاب ماذا قدّم أجداده، يصبح أكثر استعدادًا لحماية بلده من أي عدوان.

-ماذا تقولون للأجيال الصاعدة في هذه الذكرى؟

أقول لهم: أنتم أبناء أرض لا تُهزم، فتاريخكم مليء بالأبطال الذين حموا الوطن بدمائهم، وأنتم اليوم مسؤولون عن حمل راية الوعي والسيادة، من يعرف تاريخه يحمي وطنه، ومن يستوعب معنى 30 نوفمبر لا يمكن أن يقبل بأي عدوان أو وصاية.

-كلمة أخيرة؟

30 نوفمبر يؤكد أن اليمن ينتصر حين يتوحد وحين يمتلك إرادة التحرر، وهي ذات الإرادة التي نراها اليوم في دعم غزة، وفي الصمود في وجه العدوان، وفي بناء المستقبل الوطني بعيدًا عن الوصاية.

ونؤكد أن اليمن سينتصر في معركته الراهنة مع العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي، كما انتصر في 30 نوفمبر، وسيسقطون كما سقط الاحتلال البريطاني، اليمن اليوم أكثر قوة، وأكثر وعيًا، وأكثر ثباتًا على موقفه، ولن يسمح لأحد أن يمس سيادته أو يعبث بقراره الوطني.