الخبر وما وراء الخبر

“حشد” تُحذّر من كارثة إنسانية في غزة مع استمرار الحصار وعرقلة دخول المساعدات

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

25 نوفمبر 2025مـ –4 جماد الثاني 1447هـ

عبّرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، اليوم الثلاثاء،عن قلقها البالغ من استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من 2.1 مليون فلسطيني تحت ظروف غير مسبوقة من النزوح القسري والفقر المدقع وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

وقالت “حشد”، في بيان صحفي أطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، “بينما يفترض أن يسود وقف إطلاق النار منذ 11 أكتوبر 2025، يواصل العدو الإسرائيلي خرق الاتفاقيات حيث قتلت قوات الكيان 347 شهيد وأصابت 889 آخرين ، منذ وقف إطلاق النار، ولا زالت المأساة الإنسانية مستمرة جراء عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، وفرض قيود صارمة على المعابر، مما يحرم المدنيين من الغذاء والدواء والخيام والبيوت المؤقتة ووسائل التدفئة والوقود وباقي الاحتياجات الإنسانية”.

وأكدّت الهيئة أنها وثقت غرق آلاف الخيام في مناطق النزوح نتيجة موجة الأمطار الغزيرة الثانية التي امتزجت مع مياه الصرف الصحي، مهددة حياة الأطفال والنساء وكبار السن بمخاطر صحية ووبائية جسيمة.

وأشارت إلى أن من بين الروايات المروعة، سيدة أنجبت طفلها بالأمس، واستيقظت اليوم لتجد نفسها تغرق مع طفلها الذي لم يتم يومه الأول بعد، كحال سكان الخيام وجدوا أنفسهم ومقتنياتهم غارقة في المياه ويسألون أنفسهم كيف سوف ينامون ليلهم ، ما يعكس حجم المعاناة اليومية التي يواجهها المدنيون بلا مأوى آمن.

وأوضحت الهيئة أن البلديات والدفاع المدني تعجز عن التعامل مع الفيضانات بسبب نقص المعدات الثقيلة والوقود، فيما تنتشر أكثر من 35,000 جسما غير منفجر بين المنازل والمخيمات، معرضة المدنيين لخطر الموت أو الإصابة المباشرة، لافتة الانتباه إلى أن المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، مع ارتفاع معدلات الأمراض الجلدية والتنفسية، وسوء التغذية الذي يعاني منه 70% من الأطفال وفق تقديرات المؤسسات الأممية.

وأشارت”حشد” إلى أن العدو الإسرائيلي سمح منذ بدء وقف إطلاق النار وحتى تاريخه بإدخال نحو 150 إلى 200 شاحنة مساعدات يوميًا، في حين يحتاج القطاع إلى نحو 600 شاحنة يوميًا لتغطية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بينما تتكدس آلاف الشاحنات على المعابر، إضافة إلى منع إدخال مئات الآلاف من الخيام والبيوت المؤقتة ومستلزمات الإيواء، فيما يعاني نحو 90% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

كما أشارت إلى أن آلاف المدنيين يواصلون العيش في خيام ومراكز إيواء مدمرة، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الممنهج الذي دمر منازل وأحياء سكنية، وحولها إلى ركام يقدر حجمه بنحو 61 مليون طن.

وأوضحت أن القطاع يشهد انهيارًا واسعًا في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، وغياب أماكن الإيواء الآمنة للنازحين، مع استمرار الكيان في منع العودة إلى مناطق سكناهم الواقعة خلف “الخط الأصفر” الذي يبتلع أكثر من نصف مساحة القطاع.

وأكدّت أن هذه السياسات تشكل عقابًا جماعيًا للمواطنين، وخرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان، بما في ذلك المادة الثانية فقرة (ج) من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، التي تحظر إخضاع المدنيين لظروف معيشية قاسية بهدف القضاء عليهم كليًا أو جزئيًا، كما يشكل الحصار وعرقلة المساعدات جريمة ضد الإنسانية.

كما أكدّت على أهمية الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية، الذي دعا “إسرائيل” إلى تسهيل برامج الإغاثة في غزة، ولا سيما من قبل الأونروا، وعدم عرقلة تنفيذها، وهو ما يعكس إجماعًا دوليًا على رفض محاولات الاحتلال إنهاء دور الوكالة كحجر زاوية للمساعدات الإنسانية.

وطالبت “حشد” الأمم المتحدة والدول الثالثة والمنظمات الإقليمية ودول العالم بالتحرك الفوري والفعّال وفقا لمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، لإنقاذ حياة الفلسطينيين في غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحقهم ورفع الحصار عن المعابر، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومستدام قبل فوات الأوان، حفاظًا على حياة المدنيين وضمانًا لحقوق وكرامة الإنسان .

 

وشددت على ضمان تثبت وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من القطاع ورفع الحصار و فتح كافة المعابر الحدودية بشكل كامل لضمان تدفق المواد الغذائية والدوائية والخيام والكرفانات والاغطية والوقود ومستلزمات الإيواء الطارئ، وضمان دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والسماح بإدخال المعدات الثقيلة للبلديات والدفاع المدني لضمان الاستجابة لنداءات الاستغاثة ومعالجة الفيضانات ورفع الركام والسماح بدخول فرق الدفاع المدني والفرق الفنية والطواقم الطبية والصحفيين لقطاع غزة.

ودعت إلى إطلاق خطة عاجلة لتعزيز الاستجابة الإنسانية والتعافي ومعالجة آثار الدمار وإعادة الإعمار، تشمل توفير مساكن مؤقتة آمنة، وملاجئ مقاومة للبرد، وشبكات صرف صحي، وكهرباء ، وخدمات أساسية للسكان المتضررين، وتمكين المنظمات الإنسانية وخاصة الأونروا من العمل بحرية لتقديم الخدمات الأساسية لسكان القطاع .

كما دعت أحرار وشعوب العالم كافة التي خرجت نصرةً للحرية والعدالة ورفضًا للإبادة الجماعية إلى مواصلة وتعظيم حراكها الشعبي والحقوقي مع اقتراب يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني للضغط من أجل وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ولمنع استمرار المأساة الإنسانية في غزة.