كارثة إنسانية متفاقمة.. الأمطار الغزيرة تُغرق الخيام وتزيد من كابوس المعاناة في غزة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
25 نوفمبر 2025مـ –4 جماد الثاني 1447هـ
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع هطول أمطار غزيرة، محولةً مناطق نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مستنقعات من المياه والطين؛ ما يهدد بكارثةٍ صحيةٍ وإيوائية جديدة، وفقًا لتحذيرات الأمم المتحدة والجهات المحلية.
وغرقت آلاف الخيام، اليوم الثلاثاء، والتي تؤوي نازحين دُمّرت منازلهم جراء العدوان الصهيوني، في مناطق مختلفة من القطاع، وأفادت طواقم الإنقاذ والنازحون بأنّ مئات الخيام في المخيمات أصبحت مغمورة ببرك المياه؛ ما جعل التنقل داخل المخيمات شبه مستحيل، وتسربت المياه إلى داخل الخيام، مهدّدة سلامة العائلات وممتلكاتهم البسيطة.
ويشهد قطاع غزة حالةً من عدم الاستقرار الجوي، منذ مساء الإثنين، بدخول موجّة أمطار جديدة إلى القطاع؛ ما فاقمت أزمة الأهالي وساكني الخيام وزادتهم حملاً فوق حملهم، وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو غرق خيام النازحين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، جراء الأمطار المتواصلة، وسط بنية تحتية مدمرة، وشبكات صرف صحي متضررة، وغياب للمأوى والخدمات المختلفة.
ووفقًا لمصادر محلية، يعيش قرابة مليون ونصف المليون فلسطيني داخل نحو 300 ألف خيمة مهترئة، تفتقر لأدنى مقومات الحماية من العوامل الجوية القاسية، وقد أدت الأمطار إلى تفاقم الأوضاع، خاصة وأنّ كثيرًا من المخيمات أقيمت في أراضٍ زراعية منخفضة، معرضة للغرق السريع.
وفي تصريحات صحفية، أكّدت مصلحة المياه في غزة أنّ “مئات آلاف الناس يقطنون داخل خيام في الشواطئ وحياتهم في خطر”، مشيرةً إلى أنّ “النازحين بلا مأوى بعد تضرر خيامهم” في ظل الهطول الكثيف للأمطار.
ووسط دمار العدوان الصهيوني لـ 93% من المباني السكنية كليًا أو جزئيًا؛ فيما يواجه السكان في قطاع غزة غياب أيّة بدائل بعد تدمير 90% من البنية التحتية المدنية بخسائر أولية تتجاوز 70 مليار دولار، ما دفع غالبية الأهالي للنزوح إلى هذه الخيام الهشة التي لا توفر الحماية من حر الصيف أو برد الشتاء.
وزادت الأجواء الباردة بشكّلٍ حاد من معاناة الأطفال وكبار السن والمرضى، في ظل نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة، وينعكس تدّني درجات الحرارة بصورة كبيرة على المرضى الذين يعانون من النزلات المعوية والأمراض المزمنة، في ظل شح الأدوية والعلاجات.
في السياق، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، “ستيفان دوجاريك”، عن خشيته من أنّ “آلاف العائلات النازحة أصبحت الآن معرضة بالكامل لظروف الطقس القاسية؛ ممّا يزيد من المخاوف المتعلقة بالصحة والحماية”.
وتزداد خطورة الوضع بسبب العجز التام في إمكانيات الدفاع المدني والبلديات على التعامل مع نتائج المنخفض الجوي، من غرق وانهيارات أرضية وطوفان لمياه الصرف الصحي في البنى التحتية المدمرة.
ودمر العدوان الصهيوني جُلّ آليات البلديات والدفاع المدني، أمّا ما تبقى من مضخات لسحب مياه الأمطار من الطرقات والمخيمات؛ فقد أصبحت “غير قادرة على العمل” بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، في ظل رفض الاحتلال إدخاله.
ويواجه النازحون في غزة صعوبات بالغة لمواجهة الطقس القاسي مع نقص المواد الأساسية للتدفئة والحماية، وهذه المعطيات تستدعي تدخل الجهات الإنسانية الدولية بشكّلٍ فوري وفعال لتقديم المساعدات والحماية العاجلة للأسر المتضررة، والضغط لكسر الحصار وإدخال مقومات الإيواء والوقود اللازم لتشغيل آليات الإغاثة.
هذا المشهد، الذي كان يمثل في السابق الخير والبركة لمحبّي فصل الشتاء، تحوّل في غزة إلى كابوس حقيقي يهدد حياة ملايين الفلسطينيين النازحين في القطاع المنكوب؛ فيما يواصل كيان الاحتلال الصهيوني منع إدخال مواد الإيواء، في تنصلٍ من التزاماته في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 11 أكتوبر الماضي.
