الخبر وما وراء الخبر

سمير أيوب: موسكو تتمسك بضمانات شاملة في أي مقترحات تفاوضية مع أمريكا

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

22 نوفمبر 2025مـ –1 جماد الثاني 1447هـ

أكد الكاتب والصحفي سمير أيوب ، أن المقترحات الأمريكية التي وصلت إلى موسكو عبر قنوات تواصل غير معلنة، تعكس محاولة واشنطن صياغة إطار تفاوضي يراعي جزءاً من المطالب الروسية، غير أن الأخيرة لا تزال تتحفّظ على عدد من البنود المتعلقة بالأراضي والممتلكات السيادية.

وأوضح أيوب في مداخلته على قناة المسيرة” أمس الجمعة، أن معظم بنود المقترحات تقترب من تحقيق الأهداف الروسية، لكن موسكو تُبدي اعتراضات أولية، خصوصاً فيما يتعلق بالمقاطعات التي ضمّتها روسيا وأصبحت أراضي روسية كاملة السيادة، في حين لا تزال أجزاء منها تحت سيطرة الجيش الأوكراني، مثل مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون.

وأشار إلى أن روسيا تطالب باستعادة كامل هذه المناطق أو تناور بشأنها وفقاً لمقتضيات التفاوض، لكنّها ـ بالمقابل ـ لا يمكن أن تقبل التنازل عن الأصول والأرصدة الروسية المجمّدة والتي تقدَّر بنحو مئة مليار دولار تحت ذريعة إعادة إعمار أوكرانيا، إلا في حال وجود اتفاق واضح يضمن تعويضها بالكامل.

وأضاف أن واشنطن طرحت مقترحاتها بعدما حصلت على إشارة مسبقة من موسكو باستعدادها للتعاطي معها كبداية لمسار الحل، غير أن روسيا تشترط أن يُفضي أي تفاوض إلى معالجة الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى اندلاع الصراع، محذّرة من أن تجاهل هذه الأسباب قد يُشعل مواجهات مماثلة في مناطق أخرى مثل جورجيا أو جمهوريات آسيا الوسطى.

ولفت إلى أن فشل أوروبا في إخضاع روسيا عسكرياً على الساحة الأوكرانية يمثّل هزيمة استراتيجية لها، الأمر الذي يدفع موسكو إلى المطالبة بضمانات أمريكية وأوروبية ـ ولو بصورة غير مباشرة ـ تمنع تكرار محاولات تطويقها أو جرّ دول الجوار إلى صراعات جديدة.

وشدد الكاتب أيوب على أن روسيا لا تبحث عن وقف نار مؤقت، بل عن اتفاق شامل يعالج جذور المواجهة ويمتد إلى بقية الساحات المستهدفة، باعتبار أن أي حل في أوكرانيا يجب أن يكون جزءاً من تسوية أوسع للصراع مع الغرب.