خبير استراتيجي : كيان العدو الصهيوني يخوض حرب وجود يائسة ضمن مشروع الاستباحة للمنطقة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
20 نوفمبر 2025مـ –29 جماد الاول 1447هـ
في قراءة تحليلية للمشهد الإقليمي المتصاعد، أكّد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة أنّ كيان العدو الصهيوني ينخرط في حرب وجود شاملة تمتدّ من لبنان إلى فلسطين وسوريا، معتبراً أنّ العدوان الصهيوني المتكرر على القرى والبلدات اللبنانية والمخيّمات الفلسطينية يحمل رسائل دموية مكتوبة ببريد النار والدم، وأنّ العدو يحاول من خلالها تعويض أزماته الداخلية والانهيار الذي يضربه منذ معركة غزة.
وأوضح هزيمة في حديثه “للمسيرة” صباح اليوم، أنّ الكيان الصهيوني يعيش أزمة خانقة وفشلاً مركّباً على المستوى السياسي والأمني، ما دفعه إلى الهروب نحو التصعيد الخارجي، مؤكداً أنّ واشنطن تتحمّل جزءاً كبيراً من هذا الفشل باعتبار كيان العدو أداةً أمريكية في مشروع السيطرة على المنطقة وتفتيتها إلى كيانات عنصرية متصارعة تعمل جميعها لخدمة المصالح الصهيونية.
وأشار إلى أنّ العدو يعتمد سياسة “الرسائل بالدم”، ولا يميّز بين مقاوم فلسطيني أو لبناني، بل يستهدف كلّ ما يعترض مشروعه التوسعي. واعتبر أنّ ما يجري اليوم هو جزء من حرب مفتوحة تهدف إلى تغيير هوية المنطقة، وإعادة رسم خرائطها بما يخدم أحلام مجرم الحرب الصهيوني “نتنياهو” عن ما يسمى بـ “إسرائيل الكبرى” التي أعلن عنها بوضوح ورفع خرائطها في الأمم المتحدة بدعم مباشر من الرئيس المعتوه ترامب.
ووصف أداء الحكومة اللبنانية وتعاطيها، بأنه واقع تحت الضغط الأمريكي، مؤكداً أنّ واشنطن تريد من الحكومة أن تكون أداة تنفيذية لما عجز عنه العدو في الميدان، عبر محاولة جرّ الجيش اللبناني إلى صدام داخلي يخدم المخطط الصهيوني، مشدداً على أن موقف الجيش اللبناني – وخصوصاً الرفض الأمريكي لزيارة قائده إلى واشنطن – يعكس استقلالية وطنية تزعج الأمريكي الذي لا يريد شركاء بل أدوات طيّعة.
وأوضح أنّ زيارة مجرم الحرب “نتنياهو” الأخيرة إلى سوريا، تأتي في إطار المشروع الصهيوني لفرض السيطرة النارية على الجغرافيا السورية وتقسيمها عبر دعم “حلف الأقليات” والسعي لبناء مرتكزات نفوذ تخدم ما يسمى بـ مخطط “إسرائيل الكبرى” الممتد من الفرات إلى النيل، وهو المشروع الذي يحاول العدو تثبيته مستغلاً ظروف الحرب وتداعياتها.
وشدد هزيمة أن العدوان الصهيوني المتصاعد في لبنان وسوريا وفلسطين ليس إلا محاولة يائسة لكسر محور المقاومة، فيما الوقائع الميدانية تظهر أنّ العدو يعيش أسوأ مراحله، وأنّ المنطقة تتجه إلى مرحلة تتلاشى فيها قدرة كيان العدو الصهيوني على فرض معادلاته مهما اشتدّت حروبه العدوانية.
