الخبر وما وراء الخبر

صرح الشموخ اليمني يتجدد: القبائل تردّ بحزم على مؤامرات الأعداء

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

20 نوفمبر 2025مـ –29 جماد الاول 1447هـ

تتواصل في اليمن اللقاءات القبلية الحاشدة إعلانا للجهوزية العامة واستعدادا لمواجهة أي عدوان خارجي قد يقدم عليه الأعداء في مؤشرات تعكس حالة وعي غير مسبوق وتماسك اجتماعي راسخ في خضمّ ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة.

ومع تصاعد الحديث عن جولة تصعيد جديدة قد تُقدم عليها قوى العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي، تتصدر القبيلة اليمنية المشهد من جديد، حاملة إرثها التاريخي العريق ورصيدها الكبير في الثبات والشجاعة والتصدي للغزاة والطامعين.

ويأتي هذا المشهد في ظل تفاعل شعبي واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها منصة “أكس”، حيث نشط مئات اليمنيين تحت وسم #القبيلة_اليمنية_تتحدى_الصهاينة، مستعرضين تصريحات لقادة سياسيين وإعلاميين، ومؤكدين أن القبيلة اليمنية كانت ومازلت في أتم الجهوزية والاستعداد للجهاد والذود عن حياض الوطن.

ويتصدّر حديث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله عن القبائل اليمنية السياق العام للتحركات الشعبية، إذ يؤكد أن القبيلة اليمنية تمتلك رصيدًا تاريخيًا عظيمًا في الثبات والشجاعة والنخوة والشهامة والإباء، واصفاً أيها بالصرح الشامخ في التصدي للغزاة والطامعين على مرّ الزمن.

ويأتي هذا الحديث امتدادًا لرؤية راسخة تعتبر القبيلة اليمنية العمود الفقري للمجتمع، وقوة أصيلة ومتجذرة في مسار الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة، وهي حقيقة تتجلى بوضوح في كل محطة من محطات المواجهة مع قوى العدوان.

ويجمع القادة السياسيين والإعلاميين ومسؤولي الدولة، إلى جانب مواقف قبلية ومجتمعية بأن اليمن يدخل مرحلة جديدة من التلاحم والوعي والاستعداد الشعبي لمواجهة أي تهديد مقبل، لتمثل القبلية اليمنية كما عهدها التاريخ: درع الوطن المتين، وخط الدفاع الأول، والقوة التي تتحطم أمام صلابتها كل مؤامرات الأعداء.

وفي هذا السياق يؤكد محافظ ذمار الأستاذ محمد البخيتي أن اليمن يشهد يقظة استثنائية، وأن محاولة الأعداء تفجير الجبهات الداخلية ستكون مغامرة خاسرة.

ويضيف في تصريح له على قناة المهرية: ” اليمن مارد كان نائمًا في الماضي وأصبح اليوم يمتلك وعيًا عاليًا وأنيابًا ومخالب قوية في مؤشرات تعكس رؤية استراتيجية لحجم القوة الشعبية التي تقدّمها القبيلة كلما برزت التحديات واشتدّت الأخطار.

ومن جانبه، يشير عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ ضيف الله الشامي إلى أن خصوصية التجربة اليمنية تكمن في التلاحم الفريد بين القبيلة والجيش، حيث يجتمع أبناء القبائل مع الجنود في ساحات التدريب وميادين العزة.

ويؤكد في تغريده له على منصة أكس أن الوعي الشعبي اتسع بدرجة كبيرة تجاه مؤامرات الأعداء، ما جعل القبيلة حصنًا منيعًا وركيزة صلبة للمشروع القرآني الذي أسقط كل رهانات الفتنة والتفكيك، مردفا القول: ” وبذلك بقي موقف القبيلة ثابتًا في الدفاع عن الحق والكرامة الوطنية، مهما تنوعت أساليب الحرب الناعمة والخشنة التي وظّفها العدو”.

أما وكيل وزارة الإعلام، الدكتور أحمد الشامي فيسلط الضوء على استمرارية الدور القتالي للقبيلة اليمنية، مشيرًا إلى أنها كسرت أغلال المستعمرين بالأمس وأسقطت رهانات العدو الأمريكي والإسرائيلي اليوم.

ويضيف في تغريده له على منصة أكس: ” القبائل اليمنية عادت إلى الواجهة أكثر ثباتًا وفاءً لدماء الشهداء، وأكثر استعدادًا لخوض أي جولة تصعيد قادمة في مواجهة الصهاينة”.

وفي السياق ذاته، يصف السكرتير الصحفي للرئيس مهدي المشاط الأستاذ صبري الدرواني، مشاهد الاحتشاد القبلي بأنها تعبير واضح عن الجهوزية القتالية التامة، لافتا إلى أن ما يجري في عموم المحافظات اليمنية الحرة يعكس إدراكًا جمعيًا بأن المرحلة القادمة تحتاج إلى موقف استثنائي، وأن القبيلة اليمنية كانت وما تزال الحصن الذي تتكسر عليه مؤامرات الأعداء.

وعلى صعيد آخر، يقدّم رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ، الأستاذ نصر الدين عامر توصيفًا دقيقًا لهذه الوقفات القبلية باعتبارها “ثورة حقيقية” واستعدادًا غير مسبوق لمواجهة التصعيد القادم، مشددا على أن التحركات القبلية التزام أخلاقي وديني تجاه الوطن وقضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

وفي تغريده له على منصة أكس يؤكد عامر أن القبيلة اليمنية أعادت اليوم إنتاج دورها التاريخي في مواجهة المستكبرين.

 

ويتفق رئيس الدائرة الإعلامية بمكتب الرئاسة، الأستاذ زيد الغرسي مع ما يطرحه عامر، حيث يعتبر المشهد القبلي المهيب دليلًا حيًا على سقوط كل المحاولات الأمريكية للاختراق والتفكيك.

ويوضح في تغريده له على منصة أكس أن القبيلة استعادت دورها الريادي، معلنة جاهزيتها الكاملة للتصدي لأي تصعيد يستهدف اليمن، مؤكدا أن هذه الوقفات ترسل رسالة مباشرة بأن اليمن جزء أصيل من معركة الأمة وأن نصرة غزة واجب عملي قبل أن تكون شعارات.

ويعزز مدير إذاعة سام أف أم الإعلامي حمود شرف الدين هذا المشهد، مؤكدًا أن مواقف القبائل اليمنية الشجاعة ستفشل العدوان الأمريكي-الإسرائيلي في الجولة القادمة كما أفشلته سابقًا.

ويجدد التأكيد على أن أبناء القبائل يشكلون الترسانة الأولى للمواجهة والدرع الذي لا ينكسر مهما بلغت التحديات، مشيرًا إلى أن القبيلة تضع يدها بصدق في يد مجاهدي فلسطين، إيمانًا منها بقضايا الحق والعدل.

وفي موازاة هذه المواقف، تشهد منصة “أكس” تفاعلًا واسعًا تحت هاشتاق #القبيلة_اليمنية_تتحدى_الصهاينة، حيث تتدفق الألاف التغريدات التي تمجّد الدور التاريخي والحالي للقبيلة اليمنية.

ويؤكد الناشطون أن القبيلة اليوم أكثر حضورًا ووعيًا واستعدادًا من أي وقت مضى، وأنها تقود المشهد الشعبي في الدفاع عن اليمن وفي دعم المعركة الكبرى ضد الكيان الصهيوني.

ويقودنا التحركات القبلية الواسعة إلى اليقين بأن القبيلة تمثل اليوم محور القوة وصمام الأمان، وأن كل محاولات اختراقها أو استهدافها ستسقط أمام ثباتها وصمودها لاسيما وأن التحشيد القبلي لا يحمل فقط أبعادًا عسكرية، وانما يمتد ليشكل حالة وعي سياسي وحضاري، ورسالة مباشرة للعدو وللأمة بأن اليمن لن يكون إلا جزءًا أصيلًا من محور المقاومة والدفاع عن المقدسات.

في المحصلة، يكشف المشهد القبلي اليمني اليوم عن لحظة تاريخية جديدة تتجدد فيها قيم التضحية والوفاء والإباء، وتتعزز فيها معاني الصمود التي طالما ميّزت اليمنيين في مواجهة الغزاة والطامعين ما يجعل القبيلة اليمنية حجر الزاوية في معادلة القوة الوطنية، وشريكًا محوريًا في مواجهة أي تصعيد يستهدف اليمن أو قضايا الأمة.

وتبقى اللقاءات، والتحركات الشعبية، والاستعدادات الميدانية، خيرا شاهد على أن أي محاولة لإشعال جبهات جديدة أو زعزعة الداخل اليمني ستصطدم بصلابة مجتمع يمتلك وعيًا متقدمًا، وتاريخًا عريقًا، ووحدة قبلية لا يمكن اختراقها، وبهذا الزخم، تمضي القبيلة اليمنية لتؤكد أنها ستبقى، كما كانت دائمًا، درع اليمن الأول، وسنده الأقوى، وصوتًا لا يخبو في مواجهة الباطل.