الخبر وما وراء الخبر

النشطاء يطاردون ولي العهد السعودي في واشنطن وصور خاشقجي ترتفع مجددًا في وجه قاتله

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 نوفمبر 2025مـ –28 جماد الاول 1447هـ

في مشهد يعكس حجم الاحتقان الشعبي تجاه السياسات السعودية في ملف الحريات وحقوق الإنسان، استقبل نشطاء وصحفيون وحقوقيون في العاصمة الأمريكية واشنطن، أحد أبرز المتهمين بالتورط في جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، باحتجاجات واسعة تزامنت مع وصوله إلى المدينة للمرة الأولى منذ سنوات، بعد فترة طويلة من امتناع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن إرسال شخصيات مرتبطة بالملف إلى الولايات المتحدة، تجنبًا لإحياء الجريمة من جديد في الذاكرة الأمريكية والدولية.

ووفق المشاركين في الاحتجاجات، فإن وصول بن سلمان بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت يعكس محاولة واضحة لإعادة تلميع صورة المتورطين في الجريمة التي وقعت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، وهي الجريمة التي شكلت آنذاك صدمة عالمية، وكشفت جانبًا من الممارسات التعسفية التي تنتهجها السلطات السعودية بحق المعارضين والناشطين.

وقد رفع المحتجون صور خاشقجي ولافتات تطالب بمحاسبة كل من أمر ونفّذ وغطّى الجريمة، مؤكدين أن ذاكرة الشعوب لا تُشترى بالمال ولا تُمحى بمرور الزمن.

وقال منظمو الوقفة إن الاحتجاج يهدف إلى التذكير بأن ملف خاشقجي لا يزال مفتوحًا، وأن العدالة غائبة بفعل الحماية السياسية التي توفرها واشنطن للرياض رغم الأدلة الواضحة التي قدمتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية، والتي أكدت تورط مستويات عليا في الدولة السعودية في التخطيط والتنفيذ.

وأشاروا إلى أن السماح لشخصيات مرتبطة بالجريمة بالتحرك بحرية داخل الولايات المتحدة يمثل إهانة للقيم التي ترفعها الإدارة الأمريكية وشعار “حقوق الإنسان أولًا”.

ويرى مراقبون أن حضور بن سلمان إلى واشنطن في هذا الظرف يعكس حجم النفوذ المالي والسياسي الذي تسعى السعودية لاستخدامه لإعادة بناء علاقاتها مع الولايات المتحدة، خصوصًا بعد صفقات اقتصادية وسياسية ضخمة يجري التفاوض عليها بين الجانبين.

ويعتبر محللون أن هذا النفوذ يمكّن الرياض من الالتفاف على الضغوط الحقوقية، ويدفع واشنطن نحو تجاهل ملف خاشقجي مقابل استثمارات مالية ضخمة وصفقات تسليح وتعاون تكنولوجي واسع.

ويؤكد ناشطون أن الشعب الأمريكي، كما الشعوب الحرة حول العالم، يدرك خطورة الإفلات من العقاب في جريمة بحجم اغتيال خاشقجي، الذي قُتل داخل مبنى رسمي تابع لدولة يفترض أنها حليفة للولايات المتحدة. ويرى هؤلاء أن الاحتجاج رسالة واضحة مفادها أن “الدم لا يسقط بالتقادم”، وأن محاولات إعادة تدوير صورة القتلة لن تُسقط المطالبة بالحقيقة والعدالة، مهما حاولت الرياض الاستثمار في النفوذ السياسي أو شراء الصمت الدولي.