الخبر وما وراء الخبر

السفير صبري: الإعلام الوطني أسقط التضليل الصهيوأمريكي وفرض معادلة الوعي على مستوى الإقليم

7

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 نوفمبر 2025مـ –28 جماد الاول 1447هـ

قدّم السفير بوزارة الخارجية عبدالله علي صبري، ورئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين سابقاً، قراءة شاملة لطبيعة الاستهداف الإعلامي الذي رافق العدوان على اليمن منذ 26 مارس 2015، متطرقاً إلى دور الإعلام الوطني في تثبيت الجبهة الداخلية وكشف تضليل الإعلام المعادي.

وفي مداخلة خاصة على قناة المسيرة، ربط السفير صبري ما جرى قبيل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن بما تشهده المنطقة اليوم من تصعيد صهيوني في غزة، ومحاولات إعادة إنتاج خطاب التصعيد على اليمن بأساليب مختلفة.

وتطرق إلى الاعتداءات المباشرة التي تعرضت لها المؤسسات الإعلامية الوطنية طيلة عشرة أعوام من العدوان، وصولاً إلى الاستهداف الصهيوني المباشر الذي طال صحيفتي 26 سبتمبر واليمن.

وقال السفير صبري إن “الاستهداف الإعلامي كان جزءاً أصيلاً من مسار العدوان، وامتداداً لمنهج حروب الجيل الخامس التي تعتمد على التشويه والتضليل بقدر اعتمادها على القوة العسكرية”، موضحاً أن الآلة الإعلامية المعادية سعت منذ اليوم الأول لتبرير العدوان بصناعة ذرائع ومزاعم سرعان ما تهاوت أمام الوقائع الميدانية.

وأضاف أن الإعلام المعادي “غطّى على جرائم كبرى بحق اليمنيين أو حاول تجاوزها، مستخدماً خطاباً دعائياً مكشوفاً سرعان ما فقد تأثيره مع انكشاف حقيقة الحرب السعودية الأمريكية”، لافتاً إلى أن ما يجري اليوم في غزة من تعتيم إعلامي وتبرير للجرائم يذكّر بالمرحلة نفسها من العدوان على اليمن.

وأشار السفير صبري إلى أن صمود اليمن طوال السنوات الماضية أثار تساؤلات واسعة لدى مراكز الدراسات الإقليمية والدولية، التي حاولت فهم أسباب بقاء الزخم الشعبي والعسكري رغم الحرب العالمية التي استهدفت اليمن.

وأكد أن الإجابة تكمن في “قيادة حكيمة، وقدرات عسكرية تتطور يوماً بعد آخر، وجبهة داخلية محصنة، إضافة إلى أداء إعلامي لعب دوراً مركزياً في تفكيك الحرب النفسية والشائعات”.

وأوضح أن الإعلام الوطني تحوّل إلى “سند للجبهة الداخلية ورافعة لعمليات الجيش والقوات المسلحة، وأن هذا التأثير امتد خارج اليمن ضمن محور المقاومة”.

وتابع: “الإعلام الوطني بمختلف وسائله – بما في ذلك الإعلام الاجتماعي – نجح في إحباط محاولات تفكيك الجبهة الداخلية التي راهن عليها العدو، وشكّل قوة ضغط معرفية ورمزية، حتى بات يحظى باهتمام الباحثين الغربيين الذين يدرسونه اليوم كأحد عوامل نجاح معركة طوفان الأقصى في بعدها المعنوي والدعائي”.

واستطرد: “إعلام العدو اليوم يعاني إفلاساً وعجزاً واضحاً أمام الحضور الإعلامي اليمني والإقليمي المناهض للصهيونية”، مؤكداً أن الرهان الصهيوني والأمريكي على تغييب الإعلام المقاوم “لن ينجح، لأن التجربة أثبتت أن الفضاء الرقمي أصبح أوسع من قدرة العدو على الاحتكار والسيطرة”.

ولفت إلى أن محاولات إعادة تفعيل “الإعلام المتصهين داخل الجبهة اليمنية أو خارجها هي مجرد إعادة تدوير للأسطوانة المشروخة التي سقطت خلال العامين الماضيين”، مشيراً إلى أن رموز المواجهة في اليمن، وفي مقدمتهم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والعميد يحيى سريع، أصبحوا اليوم رموزاً عالمية، بينما تحولت الرواية اليمنية إلى جزء أساسي من معركة الوعي في المنطقة.

وختم السفير حديثه للمسيرة بالتأكيد على أن “الإعلام بات ركناً أساسياً في الحروب الحديثة، وكلما تقدم العدو خطوة في التصعيد العسكري، تتقدم الجبهة الوطنية خطوة أكبر في المواجهة الإعلامية، لأن الوعي اليوم جزء من معركة التحرر، وهو ما أثبته اليمن خلال سنوات العدوان، ويثبته اليوم في مواجهته للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة”.

يشار إلى أن السفير عبدالله علي صبري أحد الهامات الإعلامية اليمنية الذين تعرضوا للاستهداف المباشر من قبل الطيران الأمريكي السعودي الإماراتي، وذلك بغارات إجرامية استهدفت منزله في العام 2019 – حينها كان رئيساً لاتحاد الإعلاميين اليمنيين – ما أدى إلى استشهاد والدته واثنين من أبنائه، وإصابته هو وزوجته ونجليه الآخرين بجروح بليغة، فيما تُعرف تلك الجريمة باسم “مجزرة حي الرقاص”.