الخبر وما وراء الخبر

جراح متعفّنة وغضب يجتاح مأرب وتعز بعد إهمال جرحى العدوان

13

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 نوفمبر 2025مـ –28 جماد الاول 1447هـ

تتصاعد موجة الغضب في أوساط جرحى الخونة والعملاء المنضوين تحت راية العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في محافظتي مأرب وتعز، بعد أن تُركوا لستة أشهر بلا رواتب، وليواجهوا مصيرهم مع جراح متعفنة وإهمال طبي فاضح يكشف الجانب الأكثر سواداً في تعامل الغزاة مع أدواتهم، أولئك الذين استخدموهم وقوداً لعدوانهم الغاشم ثم رموهم على الأرصفة ينهشهم الألم والمرض.

ففي مدينة مأرب، تتواصل الاعتصامات المفتوحة لجرحى المرتزقة، مكتسبةً زخماً واسعاً بانضمام عائلات القتلى وشخصيات قبلية غاضبة، بينما تمنع الميليشيات التابعة لتحالف العدوان نصب خيام جديدة خشية توسّع الاحتجاج وتحوله إلى ثورة تهدد مقاعد تجار الحروب ولصوص المال العام، وكبار الخونة للوطن.

 

الجرحى الخونة يؤكدون أنهم يتعرضون للتضييق والمنع من التجمع، بالتزامن مع حظر شامل على وسائل الإعلام لمنعها من تغطية فعالياتهم، ومع تزايد الاحتقان، يلوّح المعتصمون بخطوات تصعيدية واسعة ما لم تُستجب مطالبهم.

أما تعز، فالمشهد فيها يكرر الصورة ذاتها، اعتصام مفتوح أمام مبنى السلطة المحلية، وتهديدات بإغلاق المكاتب الإيرادية وشلّ العمل الحكومي رداً على تجاهل سلطات العملاء لمعاناتهم، فمن أرسلهم إلى ساحات القتال، لا يطيق اليوم حتى سماع صوتهم.

وتكتمل الصورة القاتمة بمشهد المستشفيات الخاصة والحكومية التي تقف على شفا الانهيار، بعدما امتنعت السعودية عن سداد مستحقات علاج جرحى عدوانها، فيتراكم الدين عاماً بعد آخر، فيما لا يسمع المحتجون أمام مقرات التحالف سوى صمت بارد يليق بمن لا يرى اليمنيين إلا أرقاماً تُستهلك ثم تُنسى في لجان القتل.

ولا يتوقّف الانهيار عند الإهمال، بل تبرز روائح الفساد التي تغطي المشهد: مخصصات منهوبة، وقوائم سفر تُباع بالمحسوبية، وفواتير علاج مضخّمة، وصفقات مشبوهة تُدار في المكاتب المغلقة.

جرحى يُرمى بهم في مستشفيات لا يعرفون إن كانت ستعالجهم أم ستضيف أطرافهم المبتورة إلى قائمة الفواتير.

أما الذين سُفّروا للعلاج في الخارج، فهم يعيشون مأساة أشدّ قسوة: “مخصصات توقفت، وتهديدات بإعادتهم قبل استكمال العلاج، وضغوط تُمارس عليهم كأن الهدف لم يكن إنقاذهم، بل التخلص منهم نهائياً” ، فمن استخدمهم وقوداً لاحتلال شعبهم واستباحة أرضهم وانتهاك سيادتهم،، يستخدم اليوم الإهمال لقتلهم ببطء.

الحقيقة التي تتكشف اليوم بلا رتوش: “تحالف العدوان لم يرَ في هؤلاء المقاتلين بشراً، بل وظيفة مؤقتة تُستغل عند الحاجة، ويُتخلّى عنها عند أول منعطف، أن يقاتلوا حيث يريد الغزاة، وأن يموتوا حين يشاؤون، وأن يواجه من بقي منهم جراحه بلا دواء ولا كرامة”.

وفي ساحات الاعتصام اليوم، يدرك جرحى العدوان الخونة لبلادهم وشعبهم الحقيقة التي طالما جرى إخفاؤها: لقد استُخدموا سلماً ليصعد عليه حفنة من العملاء المشغولين بمراكمة الثروة وتوسيع النفوذ، واليوم، يرتفع صوت الجرحى لا لأن الألم جاء متأخراً، بل لأن الخديعة باتت أوضح من أن تُطمس، وأكبر من أن تُغتفر.