الخبر وما وراء الخبر

مندوب روسيا: نزاهة مجلس الأمن قد انتهكت اليوم باعتماد هذا القرار

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

18 نوفمبر 2025مـ –27 جماد الاول 1447هـ

أكّد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي في كلمته أمام اليوم، أنّ “نزاهة مجلس الأمن قد انتهكت اليوم باعتماد هذا القرار”، وأنّ مسؤولية تنفيذ خطة ترامب تقع بالكامل على “أكتاف مؤلفيها وداعميها في المقام الأول، مجموعة الدول العربية والإسلامية”، مشدّدًا على أنّ صيغة القرار لا تمنح مجلس الامن أيّ دور رقابي على وقف إطلاق النار في غزة.

وأعلن المندوب الروسي امتناع بلاده عن التصويت على مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة بشأن غزة، مؤكّدًا أنّ موسكو لم تتمكن من دعم هذا المشروع، وعبر المندوب الروسي عن تقدير بلاده للجهود التي أدت إلى إنهاء “المرحلة الساخنة” من النزاع ومنعت حدوث مجاعة، مشيرًا إلى أنّ هذه الجهود قد تؤدي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

ووجّه عدة انتقادات جوهرية لمشروع القرار، تركزت على إغفاله للأسس القانونية الدولية وقضايا السيادة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّ القرار لم يعكس الأساس القانوني الدولي المعترف به، وخاصة صيغة “حل الدولتين، دولتين لشعبين ضمن حدود 1967م، على أنّ تكون القدس عاصمة للدولتين، على الرغم من أنّ السواد الأعظم من الدول يعتمد هذا النهج”.

وأعرب عن أسفه لعدم ذكر القرار للبيانات الصادرة عن “أعلى قيادات (إسرائيل) والتي رفضت تقييم دولة فلسطينية”، محذّرًا من أنّ القرار قد “يعمق فصل غزة عن الضفة” من خلال آليات السلام المقترحة، لافتًا إلى أنّ القوة الدولية لتحقيق الاستقرار تبدو “قادرة على العمل باستقلال دائم، دون أيّ اعتبار لموقف رام الله أو رأيها”، واصفًا هذا النهج بأنّه يذكر “بالممارسة الاستعمارية والانتداب البريطاني على فلسطين”، عندما لم يؤخذ برأي الفلسطينيين.

وشكّك المندوب الروسي في ولاية القوة الدولية المقترحة، مشيرًا إلى أنّ خطط الرئيس ترامب لم تذكر صراحةً أنّ هذه القوة ستتولى “نزع سلاح في غزة وتفكيك جماعات محلية” باستخدام جميع الوسائل المتاحة، إلا أنّ القرار “يمنح هذه القوة هذه المهام فرض السلام”؛ مما قد يجرها لتصبح “طرفًا في النزاع بدل من حفظ للسلام”.

واعتبر أنّ الوثيقة التي قدمتها الولايات المتحدة هي بمثابة “حزمة ملغومة” وغير نزيهة، لأنّ المجلس يمنح موافقته على المبادرة الأمريكية على أساس “كلمة شرف” من واشنطن، دون معرفة آليات عمل القوة الدولية، منتقدًا طريقة تمرير القرار، ومشيرًا إلى أنّ أعضاء مجلس الأمن “لم يمنحوا الوقت الكافي” للعمل بجدية والبحث عن حلول توافقية؛ بل ما تم هو “لوي أذرع الوفود الأخرى”.

وأوضح المندوب الروسي سبب عدم تقديم مشروع قرار خاص به، لأنّ ذلك جاء تجنبًا “لإراقة الدماء في القطاع”، وتقديرًا لموقف رام الله والدول العربية والإسلامية التي أيدت المشروع الأمريكي، وقال: “ما من سبب للاحتفال اليوم”، واصفًا اليوم بأنّه “يوم حزين” في تاريخ مجلس الأمن.

وختم المندوب الروسي بيانه بتحذير شديد اللهجة، مذكّرًا بالتجربة المؤلمة للحلول التي فرضتها الولايات المتحدة سابقًا، والتي أدت إلى “نتائج عكسية”، قائلاً: “ولهذا لا تقولوا إننا لم نحذركم، وقد أعذر من أنذر”.

ويُشار إلى أنّ 13 عضوًا في مجلس الأمن الدولي صوتوا لصالح مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة؛ وفيما امتنع المندوبان الروسي والصيني عن التصويت، أشاد المندوب الجزائري في مجلس الأمن، بالقرار، مؤكّدًا أنّ الدول العربية والإسلامية دعمت مشروع القرار الأمريكي في نسخته النهائية.