ما وراء زيارة المجرم محمد بن سلمان إلى واشنطن؟
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
18 نوفمبر 2025مـ –27 جماد الاول 1447هـ
ينفّذ ولي العهد السعوديّ المجرم محمد بن سلمان زيارةً استثنائيةً إلى الولايات المتحدة الأمريكية تستمرُّ 3 أَيَّـام، هي الأولى منذ 8 سنوات، ويحظى باستقبالٍ لافت في البيت الأبيض.
وتتزامن الزيارة مع صدور قرار مجلس الأمن الدولي (2803) والذي يشرعن الوصاية الدولية على قطاع غزة، في تحوُّلٍ خطير يسعى من خلاله ترامب عبر ما يسميه “مجلس السلام” إلى وأد القضية الفلسطينية وإنهاء مقاومتها الباسلة، وقد لعبت بعضُ الدول العربية والإسلامية دورًا بارزًا في صدور هذا القرار وعلى رأسها قطر والإمارات وتركيا وباكستان وغيرها.
ولا يمكن عزلُ زيارة ابن سلمان عن هذه التطورات، لكن قد تضاف إليها أمورٌ أُخرى؛ فابن سلمان الذي ظل منبوذًا من أمريكا طيلة السنوات الثماني الماضية، يعود اليوم إلى البيت الأبيض بصفته شخصية لا يمكن لأمريكا الاستغناءُ عنه؛ ولذا تحضُرُ الصفقات في هذه الزيارة من أوسع باب.
قبل الزيارة، عُقدت محادثات دفاعية في واشنطن أجراها وزير الدفاع السعوديّ خالد بن سلمان مع الأمريكيين؛ لمناقشة صفقات تجارية ودفاعية بمليارات الدولارات، واتّفاقيات نووية، ومنها شراء السعوديّة لطائرات الشبح الأمريكية [إف 35]، وقد صرَّح الرئيس ترامب بأن أمريكا لا تمانعُ في بيع هذه الطائرات للسعوديّة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسَه: ما الذي تريدُه أمريكا من ابن سلمان، وماذا يريد ابنُ سلمان منها؟
ويعتبر مِلف التطبيع مع كَيان العدوّ الإسرائيلي في سُلِّمِ أولويات الأمريكيين، وقد قال ترامب بكل وضوح: “آمل أن تنضمَّ المملكة العربية السعوديّة إلى (اتّفاقيات إبراهام) قريبًا جدًّا”، وهنا يبحث ترامب عن مضاعفة رصيده وتلميع صورته؛ فبعد تمكُّنه من جَرِّ مجلس الأمن إلى الصف الصهيوني، يسعى كذلك إلى جرِّ بقية الخونة والعملاء العرب نحو قطار التطبيع، ومن المتوقع أن تعلنَ سوريا ولبنان والسعوديّة عن ذلك قريبًا.
ويبرز التودُّد الأمريكي لابن سلمان، ولا سيما من قبل ترامب؛ بسَببِ الصفقات التجارية الشخصية؛ فعائلة ترامب تملكُ “فندقًا فاخرًا في دبي، وبرجًا سكنيًّا في جدة، ومجمعَ فلل في قطر”، والأكثرُ إثارة للاهتمام، هو مشاركة محمد بن سلمان في “مشروع تطوير مع ترامب” يسعى إلى تحويل مدينة الدِّرْعية السعوديّة إلى “منطقة راقية”؛ مما يثير تساؤلات حول التداخل المحتمل بين مصالح ترامب التجارية الشخصية وسياسة إدارته الخارجية.
وَإذَا كان السلاح والتطبيع والصفقات التجارية هي مرتكزات لزيارة ابن سلمان إلى أمريكا؛ فلا يُستبعَدُ أن تكون وراء الزيارة خطط خفية تستهدفُ المنطقة برمتها، ولا سيما محور المقاومة؛ فالتوجّـه الفعلي لأمريكا في المنطقة ليس الدخول في سلام حقيقي كما تروِّجُ لذلك، وإنما فتح جبهات كثيرة، وفي مقدمتها الجبهة اللبنانية، والجبهة اليمنية، وجبهة إيران، وتعول واشنطن على السعوديّة أن تلعب دورًا محوريًّا في ذلك.
ومردُّ هذه المخاوف هو التحَرّكاتُ الأمريكية المكثّـفة لاستهداف المنطقة، بدءًا من فِلسطين، مُرورًا بلبنان وسوريا، وُصُـولًا إلى العراق والسعوديّة؛ فالمخطّط الأمريكي يستهدف وجود الأُمَّــة وهُويتها، ويسعى إلى ترسيخ تحالف مصالح استعماري يهدف إلى تفكيك مقومات الأُمَّــة، حَيثُ تُستخدم القرارات الدولية – وعلى رأسها القرار 2803 – كأدوات لشرعنة الوصاية على مقدرات الشعوب بغطاء دولي، فيما يتحوّل النظام السعوديّ وغيرهُ من الأنظمة العربية الخائنة إلى أدوات تنفيذية في المشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة.
وفي ظل المعطيات، فإن من المتوقع تصعيدَ المواجهة المباشرة مع محور المقاومة، وقد تقود إلى توسع الحرب في المنطقة بأساليبَ وطرق متعددة، كالحرب الاقتصادية التي تتوسع على لبنان، والقرارات الأممية ضد غزة واليمن، وُصُـولًا إلى تحقيق أهداف الأمريكيين والصهاينة في استباحة المنطقة ونهب ثرواتها تحت مسمى “تغيير الشرق الأوسط”.
